معبد إدفو العظيم

06 مايو 2016
معبد أدفو (Getty)
+ الخط -
من بين المعابد المصرية القديمة، يعد المعبد العظيم بإدفو، المشهور بمعبد حورس، الأجمل والأضخم. يقع المعبد في مدينة إدفو بالصعيد، وهي منطقة وسطى بين مدينتي الأقصر وأسوان. ويمتد المعبد على الضفة الغربية لنهر النيل مبتعداً عنه بمسافة 1300 متر: وقد اكتشفه العالم الفرنسي أوغست مايريت، سنة 1860م، وكان قبل ذلك مطموراً تحت التراب.

وكانت إدفو قديما موقع المعركة الأسطورية التي دارت بين الإله حورس والإله ست. وقد اتُخذت المدينة عاصمة للمقاطعة الثانية لمصر. وكانت البوابة الأولى لمصر جنوباً على حدود مملكة النوبة، وكان حورس هو معبودها الأول. حيث صوره الفراعنة على هيئة صقر.
هناك زعم تاريخي يقول بأن أول معبد بني في إدفو كان من تصميم المهندس المعماري، أمحتب، الذي صمم هرم زوسر المدرّج في سقارة، وأنه كان منذوراً لعبادة حورس. وعندما جاء البطالمة إلى مصر قرّروا تشييد معبد ضخم للإله حورس على أنقاض المعبد القديم، فبدأوا في ذلك في عهد بطليموس الأول سنة 237 قبل الميلاد، غير أن الحروب حالت دون إتمام بنائه سريعاً. لذا استغرق بناء المعبد العظيم بإدفو حوالي 180 عاماً، لدرجة أنه لم يكتمل بناء زخرفته إلا في عهد "بطليموس الثالث عشر" سنة 57 قبل الميلاد.

ويبدو أن استمالة المصريين ببناء معبد عظيم للإله الذي يعبدونه، كان هدفاً سياسياً للبطالمة، يتضح ذلك من تصميم المعبد ونقوشه، حيث قصد بذلك إنشاء معبد مصري خالص على النموذج الفرعوني الذي يقدسه المصريون، دون أن يتأثر كثيراً بالعمارة الإغريقية، التي لم تظهر من آثارها سوى بعض العناصر القليلة، مثل ظاهرة بناء المعبد فوق أرضية مرتفعة، وظاهرة الارتفاع التدريجي لأرضية المعبد، حيث ترتفع الأرضية كلما اتجهنا إلى الداخل مع الانخفاض التدريجي للسقف. وقد تعرض معبد حورس في عهد الرومان للاحتراق وتشويه جدرانه من أجل طمس معالم الحكم البطلمي.


يوجد نقش على الواجهة يصور بطليموس وهو يجلد الأعداء ويقدم القرابين، كما يوجد داخل المعبد تمثال للملك بطليموس. الجدران والأعمدة تحوي كنزاً غنياً بالمعلومات عن الحياة القديمة، واحتفالاتهم الرسمية والشعبية والأعياد وعدداً من الأساطير والحكايات، كل ذلك عبر نصوص بليغة ونقوش، بارزة الحسن، وفائقة الجمال. وهي تشمل أيضاً تاريخ بناء المعبد وتفاصيله. يبلغ طول معبد إدفو حوالى 137 مترا وعرضة 79 مترا وارتفاعه 36 مترا. أما الصّرح فيبلغ طوله 68م وارتفاعه حوالي 34م. وتوجد بوابة كبرى، وكان باب هذه البوابة مصنوع من خشب الأرز المطعّم بالبرونز والذهب ويعلوه قرص الشمس، المجنّح الذى يمثل حور بحدتى.


ويتكوَّن المعبَدُ إجمالاً من بهو، وصالة فيها أعمدة، وفناء مكشوف. ففي واجهة الصرح ينتصب تمثالان لحورس على هيئة صقر، كما احتوى المعبد على بوابة كبرى. يلي الصرح فناء مفتوح تحيط به الأعمدة من ثلاثة جوانب، وفي وسطه كان يوجد مذبح لتقديم القرابين. أما ردهة المعبد فهي ذات 12 عموداً تمثّل تيجانها أشكال النباتات، ويزين مدخلها تمثالان من الغرانيت للإله "حور بحدتى" على شكل صقر. يتجه الزائر بعد الردهة إلى بهو الأعمدة، ومنه إلى قدس الأقداس الموجود في آخر نقطة بالمعبد. ويوجد بالمعبد العديد من السراديب التي كانت تستخدم لإخفاء الأشياء الثمينة. ويرتبط المعبد بالنيل عبر مجري صغير تحت الأرض كان يُستخدم لقياس مياه النهر.
دلالات
المساهمون