على بعد 60 كم جنوب غرب مدينة داتونغ الصينية بمقاطعة شانشي؛ يقع "المعبد المعلق"؛ أحد عجائب الدنيا المنسية، متشبّثاً بعنق جبل هنغشان، في تحد واضح للجاذبية. يتكون المعبد من 40 غرفة تصل بينها متاهة مذهلة من الممرات، ضمن إعجاز معماري يندر مثله في التاريخ.
شُيّد المعبد عبر حفر ثقوب في الجرف المنحدر في الجبل، حيث تقع الدعامات التي تثبت المعبد في جانب من الجبل. ومن المثير للاهتمام، أن معبد هنغشان ليس مكرساً لدين واحد فقط، بل لثلاثة أديان مختلفة، إذ تُمارس جميعها طقوسها داخل هذا المعبد في الوقت ذاته، وتحتفظ بتماثيلها ومنحوتاتها الخاصة بداخله جنباً إلى جنب وبسلام وبدون وجود أي نزاعات أو خلافات.
الدير المعلق عند سفح الجبل، يرتفع لأكثر من خمسين متراً فوق سطح الأرض. ويقال إن المعبد تم بناؤه منذ أكثر من 1400 سنة بواسطة راهب يدعى، لياو ران، خلال العهد المتأخر لأسرة وي الشمالية (386 – 534 ميلادية)، ثم أعيد بناؤه وصيانته وترميمه في عهد أسرة مينغ (1368 – 1644)، وأسرة تشينغ (1644 – 1911).
يثير الدير المعلق الدهشة دائماً، بسبب صموده في وجه الرياح والعواصف طوال عمره. كما أنه يعد تحفة معمارية حقيقية، إذ طُبقَّت فيه نظريات ميكانيكية فريدة لبناء إطار المعبد؛ فالأكتاف أو عارضات الحمل مغروسة حتى منتصفها في الصخر، لتصبح هي أرضية الأساس التي بُني عليها المبنى، بينما أصبح الصخر الذي خلفها، الدعامة التي يستند إليه المعبد.
من ينظر للمبنى من الأسفل، يظن أن القلعة تعوم في الهواء. ومن داخل المعبد يكون المشهد لمن ينظر للخارج كأنه معلق في الهواء أيضاً. ويأتي خبراء البناء من دول عديدة من بينها بريطانيا وألمانيا وإيطاليا لرؤية الدير ودراسة تصميمه. وتدور معظم الكلمات التي يتركونها بعد زيارتهم للمكان حول أن الدير المعلق الذي يجمع بين الميكانيكا وعلم الجمال والبوذية هو أمر نادر الحدوث، فهندسته المعمارية وكل ما يرمز إليه هو تجسيد لإنجاز ثقافي كبير للشعب الصيني.
ومن الملاحظات الغريبة التي تجذب انتباه كل من يذهب لرؤية معبد هنغشان المعلق، هي احتواؤه على ثلاث ديانات في وقت واحد، يخدمها جميعاً، فالمنحوتات الموجودة بالمعبد تمثل البوذية والكونفوشيوسية والطاوية. فتماثيل "ساكياموني" و"كونفوشيوس" و"لاوتزو" موجودة في داخل الدير، وهو أمر غير معتاد في المعابد الأخرى. وهناك 40 قاعة وغرفة تحتوي على ثمانين تمثالاً مصنوعاً من النحاس والحديد والطين والحجر، ومنحوتة بشكل واضح المعالم جداً ومتميز.
لكن لماذا بني الدير على هذا الشكل؟ يأتي الموقع ذاته بإجابة أولى عن السؤال؛ فبناء الدير على حافة الهاوية يمكن أن يشكل حماية للمبنى من الفيضانات، بالإضافة لذلك، تحميه القمة الجبلية من المطر والجليد، كما أن الجبل من حوله يقلل الأضرار التي يسببها طول التعرض لأشعة الشمس. والسبب الثاني للبناء في هذا المكان، هو أن البناة اتبعوا المبدأ الطاوي في الابتعاد عن الضوضاء والضجيج بما في ذلك أصوات الحيوانات والبشر، فارتفاع المكان عن الأرض يمنع أصوات النباح وصياح الديكة وتنخفض الضوضاء جميعاً بسبب البعد عنها، وهو ما يوفر الهدوء اللازم للعبادة والتأمل.
اقــرأ أيضاً
شُيّد المعبد عبر حفر ثقوب في الجرف المنحدر في الجبل، حيث تقع الدعامات التي تثبت المعبد في جانب من الجبل. ومن المثير للاهتمام، أن معبد هنغشان ليس مكرساً لدين واحد فقط، بل لثلاثة أديان مختلفة، إذ تُمارس جميعها طقوسها داخل هذا المعبد في الوقت ذاته، وتحتفظ بتماثيلها ومنحوتاتها الخاصة بداخله جنباً إلى جنب وبسلام وبدون وجود أي نزاعات أو خلافات.
الدير المعلق عند سفح الجبل، يرتفع لأكثر من خمسين متراً فوق سطح الأرض. ويقال إن المعبد تم بناؤه منذ أكثر من 1400 سنة بواسطة راهب يدعى، لياو ران، خلال العهد المتأخر لأسرة وي الشمالية (386 – 534 ميلادية)، ثم أعيد بناؤه وصيانته وترميمه في عهد أسرة مينغ (1368 – 1644)، وأسرة تشينغ (1644 – 1911).
يثير الدير المعلق الدهشة دائماً، بسبب صموده في وجه الرياح والعواصف طوال عمره. كما أنه يعد تحفة معمارية حقيقية، إذ طُبقَّت فيه نظريات ميكانيكية فريدة لبناء إطار المعبد؛ فالأكتاف أو عارضات الحمل مغروسة حتى منتصفها في الصخر، لتصبح هي أرضية الأساس التي بُني عليها المبنى، بينما أصبح الصخر الذي خلفها، الدعامة التي يستند إليه المعبد.
من ينظر للمبنى من الأسفل، يظن أن القلعة تعوم في الهواء. ومن داخل المعبد يكون المشهد لمن ينظر للخارج كأنه معلق في الهواء أيضاً. ويأتي خبراء البناء من دول عديدة من بينها بريطانيا وألمانيا وإيطاليا لرؤية الدير ودراسة تصميمه. وتدور معظم الكلمات التي يتركونها بعد زيارتهم للمكان حول أن الدير المعلق الذي يجمع بين الميكانيكا وعلم الجمال والبوذية هو أمر نادر الحدوث، فهندسته المعمارية وكل ما يرمز إليه هو تجسيد لإنجاز ثقافي كبير للشعب الصيني.
ومن الملاحظات الغريبة التي تجذب انتباه كل من يذهب لرؤية معبد هنغشان المعلق، هي احتواؤه على ثلاث ديانات في وقت واحد، يخدمها جميعاً، فالمنحوتات الموجودة بالمعبد تمثل البوذية والكونفوشيوسية والطاوية. فتماثيل "ساكياموني" و"كونفوشيوس" و"لاوتزو" موجودة في داخل الدير، وهو أمر غير معتاد في المعابد الأخرى. وهناك 40 قاعة وغرفة تحتوي على ثمانين تمثالاً مصنوعاً من النحاس والحديد والطين والحجر، ومنحوتة بشكل واضح المعالم جداً ومتميز.
لكن لماذا بني الدير على هذا الشكل؟ يأتي الموقع ذاته بإجابة أولى عن السؤال؛ فبناء الدير على حافة الهاوية يمكن أن يشكل حماية للمبنى من الفيضانات، بالإضافة لذلك، تحميه القمة الجبلية من المطر والجليد، كما أن الجبل من حوله يقلل الأضرار التي يسببها طول التعرض لأشعة الشمس. والسبب الثاني للبناء في هذا المكان، هو أن البناة اتبعوا المبدأ الطاوي في الابتعاد عن الضوضاء والضجيج بما في ذلك أصوات الحيوانات والبشر، فارتفاع المكان عن الأرض يمنع أصوات النباح وصياح الديكة وتنخفض الضوضاء جميعاً بسبب البعد عنها، وهو ما يوفر الهدوء اللازم للعبادة والتأمل.