يخضع أكثر من ستة ألاف سوري في بلدة هريرة، في ريف دمشق الشمالي الغربي، لحصار خانق منذ ثلاثة أسابيع، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع بسبب نفاد المواد الغذائية، وشح مياه الشرب.
وقال الناشط الإعلامي في ريف دمشق، الملقب أبو شوكت، لـ"العربي الجديد"، إن "هريرة قرية تقع على مرتفعات الجبل الشرقي لمدينة الزبداني، ودخلت هدنة مع النظام منذ نحو العامين، إلا أنه قام بمحاصرتها منذ 3 أسابيع تقريبا، مانعا عنها المياه والمواد الغذائية والطبية، علما أنها تفتقر لمصادر المياه بداخلها وتعتمد على نقل المياه إليها عبر صهاريج خاصة".
ولفت إلى أن "حصار أهالي القرية المدنيين يندرج ضمن سياسة القوات النظامية باستخدام المدنيين كورقة ضغط على الثوار، في جرود القلمون والزبداني"، مضيفا أن "البلدة لا يوجد بها أي من عناصر الفصائل المعارضة المسلحة إنما على أطرافها في الجرود".
وتقع بلدة هريرة على رأس الجبل الشرقي للزبداني وتبعد عن مدينة الزبداني نحو 10 كيلومترات، ويتصل جردها بجرد الزبداني وجرد رنكوس، وهي بلدة جرداء تعتمد على الزراعة.
ويعتبر الجبل الشرقي منطقة نزاع بين الفصائل المسلحة المعارضة والقوات النظامية، التي تساندها مليشيات "حزب الله" اللبناني.
في سياق أخر، تواصل القوات النظامية بمساندة المليشيات الموالية لها، حملتها على مدينة الزبداني منذ نحو الشهر، حيث تجاوز عدد البراميل المتفجرة الملقاة عليها ألف برميل، ونحو 500 صاروخ فراغي، إضافة إلى مئات القذائف المدفعية والصاروخية، بحسب مصادر محلية.
وما يزال عشرات آلاف النازحين من أهالي الزبداني، ومعظمهم أطفال ونساء، منتشرين في البلدات المجاورة للزبداني يترقبون مصيرهم عقب إبلاغهم من قبل النظام، بتجهيز أنفسهم لإخلاء منازلهم والتوجه إلى بلدة مضايا التي رحل إليها قبل أيام، نحو ثلاثة ألاف شخص من أهالي الزبداني الذين كانوا في بلدة بقين، ليسقط منهم عدد من القتلى الجرحى جراء قصف البلدة بالبراميل المتفجرة.
يشار إلى أن القوات النظامية أعادت حصار العديد من المدن والبلدات في ريف دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية، ليعيش عشرات آلاف المدنيين ظروفا إنسانية قاسية، في ظل نقص المواد الغذائية والطبية وشح المياه، في محاولة لإرضاخ الفصائل المسلحة المعارضة وإفقادها الحاضنة الشعبية.
اقرأ أيضا:النظام ينقلب على مناطق "المصالحات" بريف دمشق