معاق يقود مدينته في حملة نظافة استثنائية

21 ابريل 2014
شابا تونسي يقود حملة نظافة
+ الخط -

 

نتعلم من أهلنا في الجنوب كل يوم. وأخر هذه الدروس القادمة من مناجم الفوسفات جاءت من أضعف خلق الله جسدا ولكنه من أطهرها روحا وأعمقها معنى، رسالة الجنوب جاءت هذه المرة من "ميلود".

"ميلود" شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، يقطن مدينة الرديف في محافظة قفصة في الجنوب التونسي وهي مدينة من مدن مناجم الفوسفات التي لم يدركها شيء من "نعم الفوسفات"، وانتفضت سنة 2008 ضد الظلم والتهميش والنسيان قبل سنوات من الثورة التونسية، ومنها يأتي كل مثال.

خرج "ميلود" إلى شوارع المدينة ينظفها، في حركة بسيطة وتلقائية، لم يكن يسعى إلى وهم شهرة أو حضور في جريدة، كان بكل بساطة ينظف حيه، يقتلع أعشابا ويزيل أتربة وبدأ شباب المدينة ينضمون إليه، فرادى ثم عشرات ثم مئات فألاف. أطفال وشيوخ، نساء ورجال، كشافة وجمعيات ومنظمات مدنية.

فتش كل واحد منهم في جيوبه عن أي شيء، "فليس مع فليس يصبحون كديس" كما يقال في تونس، أي" فلس مع فلس "لتتكدس الأموال، لتوفير مواد التنظيف والطلاء وكل ما يلزم لتصبح مدينة الرديف عبقة بعرق أبنائها وبألوان الشباب الطامح إلى كل ما هو جميل في الخضراء الممكنة.

الرديف التي انتفضت ضد الظلم سنة 2008 انتفضت من جديد ولكن لتبني صرح أمل جديد.

دلالات
المساهمون