في هذا الإطار، يشير قائد عمليات الجيش في محافظة نينوى، اللواء الركن نجم الدين الجبوري، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "القوات العراقية تمكنت من السيطرة على تسع قرى بمحيط القيارة، حيث لا تزال المعارك متواصلة هناك". ويضيف بأن "التنظيم يستخدم الانتحاريين بكثافة، لكنه داخل حلقة استنزاف كبيرة والمدينة مصيرها التحرير". ويبيّن الجبوري أن "الوضع لم يعد في صالح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وهو بمرحلة تراجع وتآكل"، وفقاً لقوله.
وعلمت "العربي الجديد" من ثلاثة مصادر عسكرية وسياسية، أن "دفعات جديدة من مليشيات الحشد وصلت إلى المحور الشمالي، تحديداً إلى مشارف الشرقاط والقيارة، حيث تسعى الحكومة لاستعادة السيطرة عليها بهدف قطع اتصال التنظيم في الشمال عن الغرب بشكل كامل وعزله في الموصل". ولا تسمح القوات العراقية باصطحاب جميع الصحافيين معها، بل يقتصر ذلك على عدد محدود من الصحافيين العاملين في قنوات تلفزيونية حكومية أو تلك التابعة للمليشيات وعددها 13 محطة فضائية. وفي الشرقاط ما تزال القوات العراقية تسعى لفتح ثغرة لداخل المدينة، وسط مقاومة كبيرة من "داعش"، بوجود عوائق عدة، كحقول الألغام والانتحاريين، الذين ينتشرون في المنطقة المعروفة بالتلال، التي تلف المدينة من ثلاثة محاور.
في هذا الصدد، يقول معاون قائد الفرقة الثامنة بالجيش العراقي، العميد ناظم محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك حالياً تتركّز على استنزاف داعش ومقاتليه داخل المدينة، ونأمل في أن يؤدي القصف الأميركي على خطوطهم الخلفية، إلى تفكيك دفاعاتهم أمامنا". ويوضح أن "سوء الأحوال الجوية سبب تأخر إضافي في التقدم".
من جهته، يقول عضو مجلس محافظة نينوى، سعيد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن "الحشد خط أحمر ولا يمكن أن يقترب من الموصل، كي لا يرتكب جرائم شبيهة بما فعله في الفلوجة وغيرها من المدن". ويرى الحمداني أنه "لا يُمكن الوثوق بكلام رئيس الوزراء (حيدر العبادي)، حول أن الحشد سيبقى خارج الموصل، فقد سبق أن وعد بها وجهاء الفلوجة وأخلف بوعده، إثر دخول الحشد الفلوجة".
ويضيف بأن "إصرار قادة المليشيات على دخول المدينة دليل على نية سوء لديها، خصوصاً أنها تخسر العشرات من مقاتليها في كل معركة"، معرباً عن اعتقاده بأن "العمليات ستستمر حتى نهاية العام، وأن استعادة الموصل لن تكون خلال هذه الفترة، وعلى الأقلّ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة".
أما العقيد الركن محمد الجابري، من "قوات تحرير الموصل"، وهي قوات متطوعة ضد "داعش"، مدعومة من تركيا وأكراد العراق، خصوصاً، فيرى بأن "تحرّكات مليشيات الحشد الواسعة، ما كانت لتتمّ من دون رضى أميركي". ويضيف "من جهتنا، إن همّنا الأول هو تحرير الموصل وأهلها، لكن بالنسبة للمليشيات، لا يُمكن أن تعطي شيئاً تفتقده، فهي أصلاً تابعة لإيران ولا يمكن التعامل معها".