وشهدت جبهات مريس، شمال الضالع، وقعطبة شمال غرب الضالع، فجر اليوم الجمعة، معارك هي الأعنف في الأيام الأخيرة، حيث تمكّنت القوات المشتركة التابعة للشرعية والتحالف من تأمين قعطبة والقرى والمناطق المحيطة بها، بعد أن حاول الحوثيون شنّ هجمات على جبهات شرق وشمال شرق مريس، ولكنهم فشلوا في إحراز تقدّم في جبهات مريس على حدود دمت.
في المقابل، تمكّنت القوات المشتركة من صدّ هجوم كبير للحوثيين نحو مريس، يستمر منذ ما يقارب الشهرين.
وحاول الحوثيون طوال المدة الماضية السيطرة على مريس، لاختصار عودتهم من جديد إلى مدينة الضالع، نظراً لأن مريس تطل على مدينة الضالع، وتشرف على جبهات الضالع وقعطبة.
وشهد فجر اليوم معارك على تخوم مدينة قعطبة، والتي كان الحوثيون يحاولون السيطرة عليها وقطع الطريق الرئيسي الذي يربطها مع منطقة مريس، وفرض حصار على الأخيرة.
واستطاع الحوثيون الوصول إلى المدخلين الشمالي والغربي لقعطبة، قبل أن تنجح القوات المشتركة في تأمين المدينة والسيطرة على طريق نقيل الشيم ومعسكر العلله.
ووفق مصادر ميدانية عسكرية، فإن القوات المشتركة، وفي العملية العسكرية التي أطلقتها فجر اليوم، فرضت سيطرتها على كامل مدينة قعطبة، فضلاً عن الطريق الدائري الغربي والدائري الشرقي، وطردت الحوثيين من المدخل الغربي لقعطبة، وسط معارك هي الأكثر سخونة وصلت إلى المواجهة وجهاً لوجه واستخدام السلاح الأبيض.
وتُعتبر هذه المعركة واحدة من أكثر معارك اليمن كلفة لجهة الضحايا، لا سيما من جانب الحوثيين الذين دفعوا بأفواج كبيرة لتحقيق تقدّم في قعطبة، لتهديد مدينة الضالع لأول مرة منذ خروجهم منها في 2015، واعتمدوا على الهجوم بأعداد كبيرة من مقاتليهم، وهو ما رفع من أعداد قتلاهم، نظراً لاستخدام التحالف طائراته لاستهداف القوات المهاجمة، وأيضاً الأسلحة الحديثة لتدمير تعزيزات الحوثيين.
ويعتبر الحوثيون دخولهم إلى قعطبة والسيطرة عليها هدفاً مهماً للاقتراب من معسكر الأمن المركزي والسجن المركزي ومبنى المحافظة، ومحاصرة القوات المشتركة في موقع جبل الجميمة الاستراتيجي، لذلك دفعت القوات المشتركة بتعزيزات كبيرة من تشكيلات عسكرية عدة لمنع توغل الحوثيين والسيطرة على قعطبة.
وأشارت المعلومات الأولية إلى أن حصيلة قتلى المواجهات بين الطرفين فجر الجمعة، وصلت إلى أكثر من 150 قتيلاً، بينهم أكثر من 120 من الحوثيين، فيما تمكّنت القوات المشتركة من تدمير تسع آليات عسكرية وأطقم بواسطة الأسلحة الحرارية، والتي باتت تؤثر في سير المعارك.
بموازاة ذلك، تشهد مريس وقعطبة وضعاً إنسانياً صعباً بسبب انعدام المساعدات الإنسانية وإغلاق المستشفيات، لا سيما في مدينة قعطبة، التي حوصر فيها مدنيون بسبب المواجهات والقصف العشوائي، في ظل انعدام وجود المشتقات النفطية والمواد الغذائية، ووسط دعوات لمنظمات حقوقية بالإسراع في توفير حماية السكان بعد أن ألقت الأحداث بثقلها على المواطنين.
ودعت منظمة "حرية وإنصاف" منظمات المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها وحماية المدنيين الذين أصبحوا عرضه للقتل والاستهداف المتواصل، مع سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين خلال الأسابيع الماضية.
كما طالبت المنظمة أطراف الصراع بالكفّ عن استهداف الأحياء والقرى السكنية، والسماح بمرور المواد الأساسية وفتح الطرقات وتحمل مسؤوليتهم القانونية.
ويأتي هذا فيما تتواصل عمليات النزوح من مناطق حمر وقردح وهجار والفاخر شمال وغرب قعطبة، فضلاً عن مناطق دار السيد والعبارى، باتجاه مدينة الضالع، هرباً من المواجهات العسكرية والقصف العشوائي الذي يشنه طرفا الصراع.