معارك عرسال اللبنانية: اتفاق لوقف إطلاق النار

03 اغسطس 2014
بوشر وقف إطلاق النار ليل الأحد (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
بعد يومين من القتال الضاري بين وحدات الجيش اللبناني ومسلّحي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، في منطقة عرسال، نجحت "هيئة علماء المسلمين" في تحقيق وقف إطلاق نار بين الطرفين. وجاء الاتفاق عقب اشتباكات ضارية، شهدت اقتحام "داعش" للثكنة 83 التابعة للجيش، على مداخل عرسال، والسيطرة على مهنية عرسال الرسمية، قبل أن يستعيدهما الجيش في وقت لاحق. 

وبوشر العمل بوقف إطلاق النار في عرسال اللبنانية، حسبما نصّت عليه مبادرة "هيئة العلماء المسلمين"، وجاء فيها ما يلي: وقف إطلاق النار، ونقل الجرحى المدنيين من عرسال إلى المشافي الميدانية، وانسحاب جميع المقاتلين الإسلاميين من عرسال إلى الجرود، ومنعهم من الدخول إلى عرسال، وتبادل الأسرى بين الطرفين، وتحديد موعد لمحاكمة أبو أحمد جمعة، خلال أيام، والتأكد من خلو مخيمات اللاجئين السوريين من المسلحين، وإيجاد حل للمخيمات. 
 
ونوقشت المبادرة، حسبما ذكرت مصادر رسمية لبنانية، بين قيادة الجيش ووزير العدل أشرف ريفي، بمساعدة عدد من وجهاء عرسال، وبالتنسيق مع المسلّحين الإسلاميين، وذلك تحت إشراف رئيس الحكومة، تمام سلام.

وميدانياً، سقط للجيش 15 قتيلاً، وعشرات الجرحى، في مقابل عشرات القتلى والجرحى لـ"داعش"، كما قتل التنظيم أربعة مدنيين من عرسال. ودارت المعارك في جرد عرسال وداخلها، ولم توفّر المناطق السكنية، التي حاول المسلّحون اتخاذ أهلها دروعاً بشرية.

وقبل المبادرة أشار وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل إلى أن "الحكومة اللبنانية لن توفر جهداً في تأمين احتياجات الجيش اللبناني، في معركته ضد الإرهابيين في عرسال". وأضاف بعد الاجتماع الأمني برئاسة سلام، أن "الموقف في بلدة عرسال داعم للجيش، وقد فشل المهاجمون في تأمين قاعدة داعمة لهم داخل البلدة".

ورداً على سؤال حول مشاركة عناصر من حزب الله في القتال إلى جانب الجيش اللبناني، قال مقبل "الجيش هو الوحيد الموجود في عرسال ويحارب الإرهابيين".

من جهته، أكد قائد الجيش اللبناني، جان قهوجي، أن "المجموعات الإرهابية كانت تحضّر لعمل عسكري ضد الجيش، بغضّ النظر عن توقيف الحواجز الأمنية للمسؤول في داعش، عماد جمعة".

وقال قهوجي، في مؤتمر صحافي مقتضب، إن "المجموعات الإرهابية كانت تضع اللمسات الأخيرة، قبل إعلان ساعة الصفر للهجوم". ولفت إلى أن "جمعة كان أحد المسؤولين عن هذا الأمر". وأضاف "العملية مستمرة، ونتيجة محاربة الإرهاب، أسقطت ١٠ شهداء و٢٥ جريحاً، مع فقدان الاتصال بـ١٣ جندياً آخرين، قد يكونون قيد الأسر".

ونشرت "جبهة النصرة"، عبر حسابها على موقع تويتر، تغريدات تنفي "أي صلة لعماد جمعة بالنصرة". وأعربت عن استعدادها لـ"الخروج من عرسال إذا عولج الوضع".

وجاء في تغريدات "جبهة النصرة"، ما يلي: "ليس للمدعو، محمود جمعة، بحسب الأنباء، أي صلة بجبهة النصرة. والجيش قصف عشوائياً المخيمات، ثم داخل البلدة، مما أدى الى مقتل وجرح العشرات، فقمنا بالدخول إلى عرسال لمعالجة الوضع وإسعاف الجرحى، ولم يحصل لنا أي اشتباك حتى اللحظة مع الجيش بشكل مباشر".
وأضافت "نحن مستعدون للخروج من عرسال، إذا عولج الوضع بأسرع وقت ممكن". 
بينما دعا "حزب الله" في بيان أصدره، اليوم الأحد، إلى "تكاتف اللبنانيين لمواجهة الإرهاب، بعيداً عن إيجاد التبريرات لهذه الجماعات الإرهابية".

وكانت "هيئة العلماء المسلمين" اتهمت "مدفعية ومرابض حزب الله، في بلدتي النبي شيت واللبوة، بقصف عرسال". واعتبرت الهيئة في بيان لها، أن "ما يحصل هو محاولة لتوريط عرسال من قبل حزب إيران (حزب الله) في حرب مع الجيش اللبناني، بغية تحقيق أهدافه، وتصفية المعارضة السورية".

المساهمون