تراوح المعارك في مدينة الرقة السورية في المكان دون تحقيق اختراق كبير من شأنه تعجيل الحسم وطرد تنظيم "داعش" من معقله الأهم في سورية، في وقت لا تزال فيه قوات النظام ومليشيات إيرانية تساندها، تحقق تقدمًا في ريف الرقة الجنوبي الغربي، حيث ينفذ مقاتلو التنظيم انسحابات أمامها.
وقد اصطدمت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقوات "النخبة" السورية المهاجمة، بحائط صد من قبل مسلحي تنظيم "داعش" يعتمد على الألغام، والأنفاق، وعمليات القنص المستمرة. كما يعمد مسلحو التنظيم إلى قصف الأحياء التي خسروها خلال أسبوع من المعارك بقذائف الهاون، وهو ما دفع القوات المهاجمة لتثبيت نقاط السيطرة وعدم التقدم أكثر في أحياء الرقة، وخاصة الغربية والشرقية، وهي الأقل تحصينًا.
ولا تزال الاشتباكات تدور بالقرب من باب بغداد، وسور الرقة الأثري في الجهة الشرقية، حيث لم تتمكن قوات "النخبة" بعد من التقدم باتجاه منطقة سوق الغنم، شمال حي الصناعة، الذي انتزعت السيطرة عليه منذ أيام. كما تدور اشتباكات في حي حطين، غربي المدينة، منذ أيام، كما تحاول مليشيات "سورية الديمقراطية" التقدم باتجاه صوامع الحبوب، شمال المدينة، الذي يعد الأكثر تحصينًا.
وعاد الحديث عن "صفقة" مع التنظيم، تتيح لمسلحيه الانسحاب من المدينة باتجاه البادية أو محافظة دير الزور، للظهور مجددًا، حيث أكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن أغلب مسلحي التنظيم داخل الرقة هم سوريون "يمكن التفاهم معهم"، مضيفة: قيادات التنظيم غادرت منذ أشهر إلى مدينة الميادين، شرقي دير الزور، تاركة هؤلاء لمصيرهم. وأكدت المصادر أن تجنيب مدينة الرقة مصير مدينة الموصل في شمال العراق لا يتم إلا بعقد هذه الصفقة مع التنظيم، وخاصة أن هناك آلاف المدنيين يعيشون في ظروف مأساوية، ويُقتل عدد منهم كل يوم بالغارات الجوية والقصف المدفعي.
في غضون ذلك، أكد ناشطون محليون أن المواد الغذائية تكاد تنفد في المدينة، مشيرين إلى أن مادة الخبز باتت نادرة، حيث توقفت أغلب مخابز المدينة عن العمل، مطالبين بفتح ممرات إنسانية للمدنيين. وأكدت فعاليات مدنية سورية أن الغارات الجوية المفرطة أدت الى مقتل مئات المدنيين، خلال شهرين، بينهم عائلات كاملة، وتدمير أغلب مرافق المدينة.
بموازاة ذلك، تتوغل قوات النظام، وحزب الله، ومليشيات إيرانية أخرى، في أقصى ريف الرقة الجنوبي الغربي على حساب "داعش"، حيث سيطرت، أمس الأربعاء، على حقل الثورة النفطي، وحقل صفيان النفطي، وقرية صفيان، وحقل الصفيح النفطي، ومفرق الرصافة على طريق سلمية – أثريا – الرقة، جنوب مدينة الطبقة، بعد انسحاب مسلحي داعش منها، موسعة بذلك سيطرتها داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة. وباتت قوات النظام، والمليشيات المساندة لها، على مسافة تقدر بنحو 14 كلم عن مطار الطبقة العسكري، الذي تسيطر عليها القوات الخاصة الأميركية ومليشيات "قسد" منذ أواخر آذار/ مارس الفائت.