معارضون سوريون: تحذير روسيا من الكيميائي هدفه تهجير المدنيين

26 اغسطس 2018
سوابق النظام تدينه (وين ماكنامي/ Getty)
+ الخط -
قال معارضون سوريون إن تحذير روسيا من هجمة كيميائية، في مدينة كفرزيتا بريف حماة، وسط سورية، هدفها الضغط على المدنيين، من أجل النزوح نحو المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بخاصة مع إعلان موسكو عن خطة لإعادة اللاجئين من خارج سورية، وبالتزامن مع فتح معبر أبو الظهور شرق إدلب.


وقال الصحافي في إدلب، أحمد رسلان لـ"العربي الجديد" إن موسكو كانت تحذر سابقاً من هجمات كيميائية تشنها المعارضة أو "هيئة تحرير الشام"، إلا أن النظام كان المنفّذ في كل مرة، كما حدث في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.

وأضاف أن التحذيرات الروسية هدفها صرف النظر عن هجمات النظام، مشيراً إلى أن التحذيرات السابقة كانت عشوائية، ولم تقع بعدها أي هجمات.

وأشار إلى أن موسكو حذّرت في وقت سابق من هجمات مصدرها بلدة عين لوزة وسراقب، ومدينة جسر الشغور إلا أن ذلك لم يحدث.

وبيّن أن الهدف من التحذيرات الحالية تخويف المدنيين في إدلب، من أجل جعلهم ينزوحون نحو مناطق النظام، وتحديدا بالتزامن مع فتح معبر أبو الظهور.

وكانت قوات النظام قد أعادت فتح معبر أبو الظهور الإثنين الفائت ومددت المدة إلى يوم الأحد القادم، وقالت مواقع مقربة من النظام إنها الفرصة الأخيرة للأهالي لدخول المناطق الآمنة قبل هجوم الجيش على إدلب.

من جهته، قال لـ"العربي الجديد" المتحدث باسم الدفاع المدني في إدلب، أحمد شيخو "نحن على أهبة الاستعداد دائماً لمواجهة أي طارئ، ففرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تأسست ونشأت في ظل هذه الحرب".

وأضاف "لدينا خطط جاهزة للاستجابة للحالات الطارئة، التي يمكن أن تحدث في محافظة إدلب وجميع المناطق التي تنتشر فيها فرقنا مهما كان حجم الهجوم الذي ستمارسه روسيا أو النظام، ففرقنا في حالة استنفار كاملة وبشكل دائم على مدار 24 ساعة لمساعدة المدنيين".

وبيّن في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "سبب اتهامات موسكو للدفاع المدني عائدة إلى أن هذه المؤسسة أسهمت في كشف جرائم النظام وحلفائه، وكانت حاضرة في كل الهجمات الكيميائية، التي تحاول موسكو إنكارها وتتهم المعارضة بالوقوف خلفها".

إلى ذلك، قال الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، التابعة للجيش السوري الحر، النقيب ناجي أبو حذيفة إنه "قد ثبت للعالم كله استخدام النظام المتكرر للسلاح الكيميائي ضد الأهالي في مناطق عدة، من الغوطة الشرقية جنوباً إلى خان شيخون وسراقب وغيرها شمالاً، وذهب ضحيته الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ".



وأضاف في بيان أن النظام هو الجهة الوحيدة في سورية التي تمتلك هذا النوع من السلاح، وهو الوحيد التي ثبت استخدامه المتكرر له في مناطق عدة ضد الشعب السوري، بشهادة كل لجان التحقيق والتفتيش الأممية، والمنظمات الدولية، وهو الوحيد الذي يمتلك من السلوك الإجرامي الوحشي البربري ما يؤهله للقيام بهذه الجريمة وتكرارها، بعد أن استخدم كل أنواع الأسلحة المحرمة ضد الشعب السوري.

من جهته، نفى المجلس المحلي لمدينة كفرزيتا بريف حماة، وسط سورية، ما تداولته مواقع الإعلام الروسية حول التحضير لتنفيذ هجوم كيميائي في المدينة من قبل مسلحي المعارضة، ومتطوعي الدفاع المدني.

واعتبر المجلس، في بيان، أن هذه الشائعات "تهدف إلى تشويه سمعة الخوذ البيضاء والنيل من تضحياتهم وما يقومون به من أعمال لإنقاذ أرواح الناس"، مشيراً إلى أن ذلك "يوحي بأن النظام يبيّت لقصف المدينة بغازات كيميائية في الأيام المقبلة".

وطالب المجلس "جميع الأهالي في المدينة والمنطقة كاملة" بـ"أخذ الحيطة والحذر، والوقوف على أهبة الاستعداد والجاهزية لمواجهة أي خطر يحدق بالأهالي والحذر من غدر النظام وحلفائه". كما ناشد الجهات الإنسانية الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان "ردع النظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية والتقليدية على الشعب السوري ومعاقبته على المجازر التي ارتكبها بحق المدنيين من السوريين".

وبيّن المجلس أن "مدينة كفرزيتا في الوقت الحالي مدمرة دماراً شبه كامل، ولا تحتوي على أي نقطة طبية أو مشفى، كما لا تحتوي على أي مركز من مراكز الدفاع المدني، باستثناء بعض العناصر الذين يعملون على تلبية الحاجة الطبية للأهالي بعد استهداف مراكزهم من قبل النظام عشرات المرات وتدمير آلياتهم ومعداتهم".