طرح المعارض السوري معاذ الخطيب، الذي ترأس الائتلاف الوطني سابقاً، مبادرة جديدة، دعا فيها إلى إقامة مجلس حكم انتقالي لمدة عام ينتهي باستقالة رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وقال الخطيب، في تسجيل مصور نشر على صفحته في "فيسبوك"، أمس الجمعة، بعنوان "دعوة إلى لمّ شمل السوريين في زمن الوباء": إن النظام "يضع رأسه في الرمل ويتجاهل الكثير من الأوبئة إن كانت سياسية أو صحية، ويهمه فقط أن يبقى في السلطة".
وكان الخطيب قدم سابقا عدة مبادرات لم تلق تجاوبًا من النظام وداعميه، ومن المتوقع أن تلقى المبادرة الجديدة المصير نفسه.
وتتحدث هذه المبادرة عن "مرحلة ما قبل انتقالية" تقوم على إنشاء مجلس رئاسي بتوافق من الطرفين، يتألف من ستة أشخاص، بمن فيهم بشار الأسد، من أجل نقل صلاحياته للمجلس خلال عام كامل. ومن مهام المجلس، بحسب المبادرة، إطلاق سراح المعتقلين، والعفو عن كل المطلوبين سياسيا، وفتح الحدود لكل المهاجرين الذين يريدون العودة الآمنة، والتمهيد لانتخابات محلية وبرلمانية، على أن تجري هذه الخطوات خلال عام، تضمن انتقال صلاحيات رئيس النظام إلى المجلس الرئاسي ليخرج منه في نهاية السنة.
واعتبر الخطيب أن تحقيق هذه الخطوات يتطلب "إرادة وطنية من قبل كل الأطراف"، وإنهاء ما وصفه بـ"العلوية السياسية"، على أن يكون هناك "قانون يخضع له الجميع، وعدالة انتقالية لكل السوريين".
غير أن الخطيب يقول إنه أجرى لقاءات مع مسؤولين أميركيين وروس خلال الشهر الماضي، يدرك أن حظوظ مبادرته الجديدة لن تكون أفضل من سابقاتها، نظرا لعدم نضوج الظروف الدولية للحل في سورية. ويقول، في هذا السياق، إنه لمس خلال اتصالاته أنه "لا توجد حتى الآن رؤية واضحة عند الدول في طريقة الخروج من الوضع في سورية".
والمبادرات السابقة التي قدمها الخطيب كانت إحداها في 2013 حملت عنوان "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا"، وأخرى حملت عنوان "حوار هادئ مع فرعون سورية"، ومبادرات أخرى لم تلق أي تجاوب، لا من النظام أو المعارضة أو المجتمع الدولي.
وتضمنت المبادرات السابقة السماح للأسد بمغادرة البلاد برفقة 500 من حاشيته، وتسليم السلطة لنائبه أو لرئيس الحكومة. كما دعا إلى حوار سوري سوري بين المعارضة والنظام، بعيدًا عن التداخلات الإقليمية والدولية في 2016. ووجّه رسالة إلى الأسد بالصوت والصورة، في مارس/آذار 2019، ولاقت ردود فعل غاضبة من قبل الشارع المعارض بسبب مخاطبته له بالدكتور بشار الأسد، إضافة إلى حديثه عن وجود ضباط شرفاء داخل النظام. كما زار الخطيب موسكو عام 2014، ليكتب مقالًا بعنوان "هل تشرق الشمس من موسكو؟" شرح فيه نتائج زيارته، ما لاقى ردود فعل مستنكرة في أوساط المعارضة التي اعتبرت الروس شركاء في المجازر التي يرتكبها نظام الأسد.
وتخاطب مبادرات الخطيب عموما البعد الإنساني والعاطفي لدى النظام والسوريين، متجاهلة الحقائق السياسية العنيدة والتي تحكمها مصالح الدول والتوازنات فيما بينها، بينما تعتبر إرادة السوريين أنفسهم، سواء في طرف النظام أم المعارضة، العنصر الأقل أهمية في مكونات الحل السوري.
وفي تجاهله لهذه الوقائع، دعا الخطيب إلى "التحاور والتكلم بين الأطراف، وأن يُخرج الجميع ما بداخلهم، من أجل بحث مستقبل الشعب والأجيال لإيجاد مخرج"، معتبرًا أن النظام والمعارضة ارتكبا أخطاء قاتلة، ولكن النظام يتحمل معظمها.
ومعاذ الخطيب من مواليد دمشق 1960، وانتُخب رئيسًا للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة بالتزكية في 2012، قبل أن يعلن استقالته في 24 مارس/آذار 2013 نتيجة وصول الأمور إلى "الخطوط الحمراء"، بحسب توصيفه.