مطعم متنقل.. مبادرة شقيقين شابين في غزة

14 ابريل 2016
المشروع أعاد إليهما الأمل (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يُنهي الأخوان، محمود ومعاذ الحسنات، استعداداتهما الخاصة لتوفير كافة مستلزمات مطعمهما المتنقل، الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى قطاع غزة، من أجل الخروج في جولة شبه يومية طلباً للرزق، بعد أن فقدا الأمل في الحصول على وظيفة ثابتة لهما.

يجوب الشابان أهم الشوارع والمفترقات المركزية، في مدينة غزة، من خلال "توكتوك" قاما بتحويله ليتناسب مع فكرة المطعم المتنقل، ليساهما من خلاله في تقديم الوجبات السريعة لعشاقها في القطاع المحاصر.

يقدم الشابان الغزيان الوجبات للزبائن، ويميزان مطعمهما المتنقل من خلال وضع حكم ومقولات مأثورة لعشرات الشخصيات المشهورة، إلى جانب اسم "قرموشتي" الذي اختاراه لاعتمادهما على تقديم وجبات قطع الدجاج المقلية، بالإضافة إلى المقبلات الأخرى.

يقول محمود الحسنات (28 عاماً) لـ"العربي الجديد"، إن عجزه عن الحصول على وظيفة دائمة بعد إنهاء دراسته الجامعية، في مجال الصحافة والعلاقات العامة، كان الدافع الرئيسي للتفكير في مشروع مدر للدخل ثابت في ظل تفشي ظاهرة البطالة.

ويوضح أن الفكرة بدأت تراوده منذ أكثر من عام تقريباً، بعد متابعة مكثفة للكثير من البرامج التلفزيونية الأجنبية والأميركية، إلا أن التخوف من مدى تقبل الشارع الغزي لهذه الفكرة أجّل تنفيذها إلى المرحلة الحالية.


ويلفت الشاب الفلسطيني إلى أن ما يميز فكرة مطعمهما المتنقل عن غيره من عشرات المطاعم التقليدية المنتشرة في القطاع، هو تحرك المطعم من مكان لآخر داخل مدينة غزة وقدرته على الوصول إلى أهم المناطق الحيوية وتلبية احتياجات الزبائن.

ويفيد بأن أهم الصعوبات، التي اعترضت طريق المشروع، هي ارتفاع التكلفة المادية التي تجاوزت مبلغ 5 آلاف دولار، فضلاً عن غياب الكثير من المعدات والأدوات اللازمة للمطعم المتنقل بفعل إغلاق المعابر والحصار الإسرائيلي المفروض.

ويشير الشاب إلى أنّ المطعم المتنقل شهد رواجاً كبيراً منذ انطلاقه في الشارع الفلسطيني بمختلف الفئات العمرية، من حيث التواصل وتقبل الفكرة وارتفاع مستوى الإقبال على شراء الوجبات المقدمة.

ويطمح الشقيقان إلى أن تساعدهما الظروف والإمكانيات المادية خلال الفترة المقبلة، من أجل العمل على إنشاء سلسلة من المطاعم المتنقلة في مختلف المدن الموجودة داخل القطاع المحاصر، منذ عام 2006، وإنشاء مطعم تقليدي إلى جانب المطاعم المتنقلة.

ووجد معاذ الحسنات، (24 عاماً)، فكرة المطعم المتنقل بارقة أمل في تكوين مستقبله بعد إتمام دارسته الجامعية في مجال البرمجيات وقواعد البيانات، من إحدى جامعات القطاع دون أن يتمكن من العمل في ما يتوافق مع مجال دراسته.

ويوضح معاذ، لـ"العربي الجديد"، أنه لم يستسغ فكرة المطعم المتنقل في البداية، لكن الظروف فرضتها، فكان عليه التأقلم مع العمل الجديد والتفكير في تحضير الوجبات داخل "المطعم" رغم صغره، مقارنة مع الكثير من المطاعم التقليدية العاملة في القطاع.

ويقول إن الكثير من الغزيين يتواصلون معهما من مختلف المدن والمناطق داخل القطاع، من أجل زيارة مناطقهم، إلا أن اعتماد المطعم على ساعات العمل في الفترة المسائية يفرض صعوبات كبيرة للوصول إلى بعض المناطق البعيدة، جنوب وشمال القطاع.

ويؤكد الحسنات أنه لجأ للعمل في الكثير من المجالات المختلفة، التي لا تتناسب وشهادته الجامعية، كالمطاعم وقطاع الإنشاءات، من أجل توفير متطلباته المالية، في ظل غياب فرص العمل في القطاع الحكومي وشح الوظائف بالقطاع الخاص.