وقال رئيس الكلية الملكية للأطباء،أندرو جودارد، لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية: "توصلنا إلى إدراك أنّ السمنة ليست خياراً لأسلوب حياة، بل هي استعداد وراثي، وتعتمد على البيئة التي نعيش فيها، والاعتراف بها كمرض يسمح للناس برؤية مرضهم، ويقلل من الإصابة بها".
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن 30 في المائة من البالغين في المملكة المتحدة يعانون من السمنة، وتضاعف هذا العدد ثلاث مرات منذ 1980، مما يجعلها أكثر بلد يعاني من السمنة في دول غرب أوروبا.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن الخدمات الصحية تنفق نحو 6 مليارات جنيه إسترليني سنويا لعلاج السمنة، وأن أكثر من 30 ألف شخص يموتون سنويا بأسباب لها علاقة بالبدانة.
وتؤكد المتخصّصة في أبحاث السمنة بكلية لندن الجامعية، راشيل باترهام، على أن "السمنة مرض مزمن ومتطور، وأعتقد أن تصنيفها بهذه الطريقة هو الطريقة الوحيدة لمعالجة السبب بدلا من العمل على تداعيات السمنة في المملكة المتحدة".
وقالت: "نحن نعرف من خلال علم الأحياء طبيعة أكثر من 100 حمض نووي يبين كيف سيصاب بعض الناس بالسمنة، وكيف سيتم حماية آخرين، كما نعلم أنه بمجرد أن يصاب الشخص بالسمنة يكاد يكون من المستحيل أن يفقد الوزن، وإن فقده فمن الصعب المحافظة على ذلك، وسيبذل الجسم كل ما بوسعه للعودة إلى أعلى وزن وصل إليه".
في المقابل، قال ديفيد باك، من مركز أبحاث الصحة، إن "هذا التصنيف ليس ضروريًا، ويخاطر في اختيار أسلوب الحياة بالنسبة للكثيرين. أعتقد أن هذا قد يكون له عواقب خطيرة، فالبدانة ليست مرضاً، وإنما حالة، أو نتيجة. أنا من ذوي الوزن الزائد قليلاً وفقاً لإحصاءات الحكومة، لكنني لا أرى نفسي أعاني من مرض. لا أوافق على هذا التصنيف على الإطلاق".
أمّا وزارة الصحة فقالت: "نحن ملتزمون بالحد من السمنة والضرر الذي تسببه. لهذا السبب سيتضاعف برنامج الوقاية من داء السكري في إنكلترا كجزء من الخطة طويلة الأجل المقبلة لهيئة الصحة الوطنية، وسيحصل أكثر من 200 ألف شخص سنوياً على الدعم المستهدف لفقدان الوزن والمشورة".
وأضافت: "نحن نساعد الناس على أن يعيشوا حياة صحية أكثر، كجزء من خطة مكافحة السمنة، وقمنا بتشجيع المصنّعين على خفض نسبة السكر من نصف المشروبات المتوفرة في المحال التجارية، والتشاور حول خطط تقديم علامات السعرات الحرارية في المطاعم".