اشتدّ الجدل بين التيارات الإيرانية المختلفة منذ زيارة وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إلى باريس ولقائه بنظيره الفرنسي، لوران فابيوس، وذلك بعد نشر الكاريكاتير الذي صور النبي محمدا- صلى الله عليه سلم- على غلاف صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، وهو ما تسبب في إطلاق تصريحات تنتقد سياسة الوزير، الذي التقى أيضاً بنظيره الأميركي، جون كيري، مرتين خلال الأسبوع الماضي، وهو ما زاد حدة الانتقادات.
وقال رئيس السلطة القضائية، آملي لاريجاني، اليوم الأربعاء، إنّه "على المسؤولين في الخارجية الإيرانية أن يقدموا رداً واضحاً لمهيني الإسلام، وأن يعيدوا النظر في طريقة تعاملهم مع الدول الغربية".
ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن لاريجاني، قوله إن "بعض وسائل الإعلام الغربية أهانت الإسلام والمسلمين أكثر من مرة، بحجة حرية التعبير"، معتبراً أنّها "تصرفات غير عقلانية وغير منطقية، وتهين ملايين المسلمين حول العالم".
كما ذكر لاريجاني، أنّه "ليس من المستبعد أن تكون هجمات باريس مفتعلة، كما هجمات 11 من سبتمبر/أيلول التي نفذت في نيويورك قبل سنوات"، معتبراً أن "الهدف منها هو فرض المزيد من العزلة والحصار على المسلمين".
في السياق ذاته، قال قائد قوات التعبئة (الباسيج)، الجنرال محمد رضا نقدي، إنّه على وزير الخارجية تقديم اعتذار عن تصرفاته الأخيرة، مضيفاً أنه "على ما يبدو، لا يعرف ظريف أي أمة يمثل"، بحسب قوله.
وأضاف نقدي، أنّه "سعى إلى عدم إبداء وجهة نظره إزاء السياسة الخارجية الحالية، حيث كان في انتظار ما سينتج عن المفاوضات النووية التي يقودها وزير الخارجية، إلا أن تطور الوضع تطلب توجيه هذه الملاحظات"، بحسب تعبيره.
في المقابل، ردّ المتحدث باسم الحكومة، محمد باقر نوبخت، على الانتقادات، قائلاً إنّه "من غير المنطقي اعتبار أن يمشي ظريف وكيري مع بعضهما بالقرب من نهر في جنيف، دبلوماسية ضعيفة"، وأضاف أن "المطالبة بطرد السفير الفرنسي من قبل البعض أمر يعبر عن مشاعر وأحاسيس"، مؤكّداً أن "للحكومة الإيرانية الحالية هدفا لا يتحقق إلا ببذل جهود دبلوماسية".
وأضاف نوبخت، في مؤتمر صحافي عقد اليوم، إن الوفد المفاوض برئاسة ظريف يعمل على حفظ الحقوق النووية للشعب الإيراني، معتبراً أن إلغاء العقوبات المفروضة على البلاد يتطلب التعامل بدبلوماسية ومنطق، قائلاً إنه "يجب شكرهم على هذا المجهود".
كما ذكر أن الحكومة الإيرانية تعتبر أن هجمات باريس وكل التصرفات التي يقوم بها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"القاعدة" مرفوضة بالمطلق وتناقض قيم الإسلام، وتكلف المسلمين الكثير، ولكن في الوقت ذاته ترفض الحكومة اعتبار أن إهانة الإسلام جزء من حرية التعبير، بحسب قوله.