وقال مسؤول محلي في محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقية، ومعها مليشيات الحشد الشعبي، تنفذ عمليات تطهير في مناطق المحافظة"، مبينا أنّ "عمليات التطهير تشمل مناطق حمرين وأطراف المقدادية ومندلي".
وأوضح المسؤول ذاته أنّ "عمليات التطهير مستمرة منذ فترة، وأنّ تحركات القوات محدودة، إذ لا تنفذ هجمات كبيرة على جيوب التنظيم"، مشيراً إلى أنّ "تواجد القوات والمليشيات أربك أمن تلك المناطق، في ظل خوف الأهالي من تنفيذ عمليات دهم من قبل المليشيات للبحث عمن يسمونهم بـ(المطلوبين)".
وأكد أنّ "هاجس الخوف بدأ يعود من جديد إلى الأهالي، إذ إنّهم يعيشون حالة قلق شديد ومخاوف من التواجد العسكري"، مبيناً أنّ "القوات الأمنية تتحدث عن وجود مطلوبين بين الأهالي، وأنّه يتحتم على المواطنين الكشف عنهم والتعاون مع القوات الأمنية".
من جهته، دعا الشيخ فالح الجبوري، وهو أحد شيوخ المحافظة، الحكومة المركزية إلى "تحديد جدول زمني لإنهاء حملات مطاردة فلول داعش في المحافظة".
وقال الشيخ الجبوري، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الأهالي أبدوا تعاوناً كبيراً مع القوات الأمنية، حفاظا على أمن مناطقهم، لكن حديث القوات الأمنية والحشد عن وجود جيوب للتنظيم وعناصر بين الأهالي، وما رافقه من تحركات عسكرية أربك الوضع الأمني في مناطق المحافظة".
وأكد أنّ "انتشار القوات والتدقيق الأمني في الحواجز الأمنية، وحملات الدهم والتفتيش التي تنفّذ بشكل شبه يومي، جعلت الأهالي يعيشون حالة من القلق والخوف على أبنائهم من أن يطاولهم الاعتقال بتهمة الاشتباه"، داعيا إلى "استبدال القوات الأمنية والحشد بقوات من الشرطة المحلية من أهالي تلك المناطق، للسيطرة عليها وفرض الأمن".
ويؤكد الأهالي أنّ الحديث عن جيوب وعناصر "داعش" في المحافظة مبالغ فيه، وأنّه قد يكون ذريعة لنشر مليشيات "الحشد" وزيادة عدد مقاتليها في مناطق المحافظة.
وقال أبو مروان، وهو أحد أهالي بلدة المقدادية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أغلب مناطق المحافظة لا وجود لعناصر داعش فيها، إذ إنّ الأهالي يمقتون هذا التنظيم الإرهابي ويرفضون وجوده"، مبينا أنّه "يتحتم على القوات الأمنية أن تكون على ثقة بالأهالي وبتعاونهم، وأنهم لن يأووأ أي عنصر لداعش".
وأكد أبو مروان: "سنحمي مناطقنا بأنفسنا، لكننا لا نريد أن يتجدد الخوف في نفوسنا بسبب الوجود العسكري، ومن عمليات الدهم".
وتعد محافظة ديالى المرتبطة حدوديا مع إيران، من أكثر محافظات العراق التي عاشت ارتباكا أمنيا، وأزمات سياسية، إذ إنّ مناطقها المحررة من "داعش" شهدت تغييرا ديمغرافيا خطيرا، بينما لا يزال الأهالي ممنوعين من العودة، بأوامر أمنية، في وقت تسيطر مليشيات "الحشد الشعبي" على مركز القرار السياسي والأمني في المحافظة.