بين توقعات هجوم النظام السوري على إدلب بعد الانتهاء من معاركه في درعا، ونفي لهذه التوقعات، يتشارك أهالي إدلب والنازحون سيناريوهات وهواجس مما قد تحمله الأيام المقبلة لهم، مع شائعات يلفها الغموض عن قرب اجتياح بري لبلداتهم، خصوصاً بعد اتفاق إخلاء بلدتي كفريا والفوعة.
في هذا الخصوص، يوضح الثلاثيني حسين طالب، ابن بلدة حربنوش، أنّ "ما يشاع عن اجتياح بري لإدلب وبلداتها هو محض إثارة مخاوف للناس، وبث لرسائل رعب بينهم، وتأليبهم على الضامن التركي". يتابع لـ"العربي الجديد": "بعد التفاهمات الدولية ونقاط المراقبة، لا أتوقع اجتياحاً برياً بالمطلق، ومن الممكن أن تكون عبارة عن مضايقات وعمليات قصف جوية لا أكثر، كما حدث قبل فترة بريف إدلب الجنوبي. اتفاق كفريا والفوعة الأخير هو لترسيم الحدود بين الطرفين الضامنين الروسي والتركي، لكي لا تبقى لأيّ طرف أوراق ضغط على الآخر، والناس اليوم تخاف من الفصائل نفسها من معارك داخلية بينها أكثر من هجوم للنظام عليها". يضيف: "الأمر الآخر الذي قد يمنع هجوماً على إدلب هو الكارثة الإنسانية التي ستضرب المنطقة، خصوصاً أنّ عشرات أو مئات الآلاف من الأهالي سيتدفقون باتجاه الحدود مع تركيا لدخول أراضيها، وغالباً ستحدث موجة هجرة باتجاه أوروبا، وأعتقد أنّه سيكون أمراً مرفوضاً من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي".
اقــرأ أيضاً
أما النازح من حمص كمال العلي، فيقول لـ"العربي الجديد": "لا شيء مستبعداً اليوم، والخوف سيد الموقف بالفعل، لكن بالنسبة لي كنازح ليس لي سوى خيمتي قرب الحدود السورية التركية بريف إدلب. لن أحزن على منزلي أو أرضي، فقد خسرتهما عند تهجيري من حمص، وأعتقد أنّي سأتجه إلى منطقة عفرين لأستقر هناك، لكن في الوقت الحالي هي مجرد مخاوف من الممكن أن تكون حقيقة ومن الممكن أن تكون محض هواجس لا أكثر".
يتابع العلي أنّ "الأكثر إثارة للمخاوف هي الأعداد الهائلة من الناس الذين اجتمعوا في إدلب وريفها من جميع المحافظات، فأين سيذهبون وأين سيتجهون؟ لا نعلم، لكن بالنسبة لي، يبقى هناك أمل بتركيا، إذ ستمنع نقاط المراقبة التي تشرف عليها مرور جنود النظام، وسيتمّ التفاهم مع روسيا بخصوص إدلب".
يوضح سمير عطرة، من إحدى بلدات ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، أنّ ما قد يحدث في إدلب هو مصالحة لا أكثر ونزع للسلاح، ويقول: "أين سيذهب هؤلاء الناس؛ مئات الآلاف ينتشرون في إدلب، فلم تعد هناك مناطق ينزحون إليها، والحدود التركية مغلقة، ومناطق ريف حلب الشمالي وعفرين لم تعد تتسع، نسأل الله اللطف بنا وألّا نوضع تحت هذا الاختبار الصعب. مع ذلك، لا أتصور أموراً قد يكون الحديث عنها مبكراً، وأنا مقتنع بأنّ الهجوم لن يحدث".
يفضل زكي قرنفل ألّا يفكر بالهجوم البري على إدلب أو التهجير، ويقول لـ"العربي الجديد": "إن حدث فمصيرنا كمصير من هجر من الغوطة أو ريف حمص الشمالي، وكالعادة فإنّ الدول كلها ستقف متفرجة وتندد بالكارثة الإنسانية التي من الممكن أن تحصل، وبصراحة فإنّ الأمر فعلاً مثير للخوف، ومن الممكن لقنبلة عادية من طائرات النظام أن تقتل العشرات، فكلّ المدن والبلدات مكتظة، والمخيمات منتشرة في كلّ مكان، وأكثر من مليونين من الناس سيكونون تحت التهديد المباشر، فالأمر برمته مخيف وأنا أبتعد عن التفكير فيه في الوقت الحالي".
اقــرأ أيضاً
أما معلمة اللغة العربية النازحة سناء محمد، المقيمة منذ سنة 2013 في ريف إدلب مع زوجها، فتقول لـ"العربي الجديد"، إنّ ما يشاع عن اقتحام لإدلب هو خدعة جديدة هدفها بث الرعب بين الناس لا أكثر، والتلاعب بمشاعرهم والعزف على وتر انتصار جنود النظام". وتقول: "نتمنى ألّا يحدث هذا، وأنا فعلاً أتوقع عدم حدوثه، لكنّ الخوف أصبح طبيعياً لدينا كسوريين، فأطفالنا وأهلنا وأقاربنا ونحن تحت الخطر والتهديد طالما بقي نظام الأسد وآلة إجرامه".
اتفاق كفريا والفوعة
نصّ اتفاق كفريا والفوعة، على إجلاء سكان البلدتين الواقعتين في الريف الشمالي الشرقي لمدينة إدلب، والبالغ عددهم نحو سبعة آلاف مدني ومسلح، باتجاه مدينة حلب. وفي المقابل، نصّ الاتفاق، على إطلاق سراح 1500 معتقل معارض من سجون النظام، معظمهم ممن جرى اعتقالهم خلال العام الجاري 2018، بالإضافة إلى مزيد من النقاط التي تضمن عدم تنفيذ عملية عسكرية روسية في إدلب.
في هذا الخصوص، يوضح الثلاثيني حسين طالب، ابن بلدة حربنوش، أنّ "ما يشاع عن اجتياح بري لإدلب وبلداتها هو محض إثارة مخاوف للناس، وبث لرسائل رعب بينهم، وتأليبهم على الضامن التركي". يتابع لـ"العربي الجديد": "بعد التفاهمات الدولية ونقاط المراقبة، لا أتوقع اجتياحاً برياً بالمطلق، ومن الممكن أن تكون عبارة عن مضايقات وعمليات قصف جوية لا أكثر، كما حدث قبل فترة بريف إدلب الجنوبي. اتفاق كفريا والفوعة الأخير هو لترسيم الحدود بين الطرفين الضامنين الروسي والتركي، لكي لا تبقى لأيّ طرف أوراق ضغط على الآخر، والناس اليوم تخاف من الفصائل نفسها من معارك داخلية بينها أكثر من هجوم للنظام عليها". يضيف: "الأمر الآخر الذي قد يمنع هجوماً على إدلب هو الكارثة الإنسانية التي ستضرب المنطقة، خصوصاً أنّ عشرات أو مئات الآلاف من الأهالي سيتدفقون باتجاه الحدود مع تركيا لدخول أراضيها، وغالباً ستحدث موجة هجرة باتجاه أوروبا، وأعتقد أنّه سيكون أمراً مرفوضاً من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي".
أما النازح من حمص كمال العلي، فيقول لـ"العربي الجديد": "لا شيء مستبعداً اليوم، والخوف سيد الموقف بالفعل، لكن بالنسبة لي كنازح ليس لي سوى خيمتي قرب الحدود السورية التركية بريف إدلب. لن أحزن على منزلي أو أرضي، فقد خسرتهما عند تهجيري من حمص، وأعتقد أنّي سأتجه إلى منطقة عفرين لأستقر هناك، لكن في الوقت الحالي هي مجرد مخاوف من الممكن أن تكون حقيقة ومن الممكن أن تكون محض هواجس لا أكثر".
يتابع العلي أنّ "الأكثر إثارة للمخاوف هي الأعداد الهائلة من الناس الذين اجتمعوا في إدلب وريفها من جميع المحافظات، فأين سيذهبون وأين سيتجهون؟ لا نعلم، لكن بالنسبة لي، يبقى هناك أمل بتركيا، إذ ستمنع نقاط المراقبة التي تشرف عليها مرور جنود النظام، وسيتمّ التفاهم مع روسيا بخصوص إدلب".
يوضح سمير عطرة، من إحدى بلدات ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، أنّ ما قد يحدث في إدلب هو مصالحة لا أكثر ونزع للسلاح، ويقول: "أين سيذهب هؤلاء الناس؛ مئات الآلاف ينتشرون في إدلب، فلم تعد هناك مناطق ينزحون إليها، والحدود التركية مغلقة، ومناطق ريف حلب الشمالي وعفرين لم تعد تتسع، نسأل الله اللطف بنا وألّا نوضع تحت هذا الاختبار الصعب. مع ذلك، لا أتصور أموراً قد يكون الحديث عنها مبكراً، وأنا مقتنع بأنّ الهجوم لن يحدث".
يفضل زكي قرنفل ألّا يفكر بالهجوم البري على إدلب أو التهجير، ويقول لـ"العربي الجديد": "إن حدث فمصيرنا كمصير من هجر من الغوطة أو ريف حمص الشمالي، وكالعادة فإنّ الدول كلها ستقف متفرجة وتندد بالكارثة الإنسانية التي من الممكن أن تحصل، وبصراحة فإنّ الأمر فعلاً مثير للخوف، ومن الممكن لقنبلة عادية من طائرات النظام أن تقتل العشرات، فكلّ المدن والبلدات مكتظة، والمخيمات منتشرة في كلّ مكان، وأكثر من مليونين من الناس سيكونون تحت التهديد المباشر، فالأمر برمته مخيف وأنا أبتعد عن التفكير فيه في الوقت الحالي".
أما معلمة اللغة العربية النازحة سناء محمد، المقيمة منذ سنة 2013 في ريف إدلب مع زوجها، فتقول لـ"العربي الجديد"، إنّ ما يشاع عن اقتحام لإدلب هو خدعة جديدة هدفها بث الرعب بين الناس لا أكثر، والتلاعب بمشاعرهم والعزف على وتر انتصار جنود النظام". وتقول: "نتمنى ألّا يحدث هذا، وأنا فعلاً أتوقع عدم حدوثه، لكنّ الخوف أصبح طبيعياً لدينا كسوريين، فأطفالنا وأهلنا وأقاربنا ونحن تحت الخطر والتهديد طالما بقي نظام الأسد وآلة إجرامه".
اتفاق كفريا والفوعة
نصّ اتفاق كفريا والفوعة، على إجلاء سكان البلدتين الواقعتين في الريف الشمالي الشرقي لمدينة إدلب، والبالغ عددهم نحو سبعة آلاف مدني ومسلح، باتجاه مدينة حلب. وفي المقابل، نصّ الاتفاق، على إطلاق سراح 1500 معتقل معارض من سجون النظام، معظمهم ممن جرى اعتقالهم خلال العام الجاري 2018، بالإضافة إلى مزيد من النقاط التي تضمن عدم تنفيذ عملية عسكرية روسية في إدلب.