أعلن مركز الشهاب لحقوق الإنسان، منظمة مجتمع مدني مصرية، وفاة الدكتور سعيد محمود مصطفى أبو زيد، الخميس 30 يوليو/تموز 2020، في معهد الكبد بـ"شبين الكوم" الذي نُقل إليه من محبسه بسجن وادي النطرون، حيث كان يقضي حكمه.
والدكتور المتوفى كان محكوماً بالسجن 15 عاماً، وعانى قبل وفاته من النزيف 10 أيام جراء سرطان الكبد المصاب به، إلى أن توفي بسبب التعنت في إيصال العلاج إليه وعدم نقله إلى المستشفى إلا بعد أن ساءت حالته.
وحمّل مركز الشهاب لحقوق الإنسان وزارة الداخلية المصرية مسؤولية الوفاة، وطالب المركز النيابة العامة بالتحقيق في وفاة المواطن، وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة، كما طالب المركز بالإفراج عن جميع المعتقلين تلافياً لمخاطر الوباء.
وتعد تلك هي حالة الوفاة التاسعة هذا الشهر نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، أو نتيجة انتشار وباء كورونا الجديد في السجون ومقار الاحتجاز المصرية.
ففي 27 يوليو/تموز 2020، توفي الدكتور عمر عبد الغني في قسم شرطة الزقازيق بمحافظة الشرقية بدلتا مصر، بعد ظهور أعراض فيروس كورونا الجديد عليه في محبسه.
وتوفي المواطن فاضل مهدي الشاذلي، 60 عاماً، الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، نتيجة الإهمال الطبي، وكان محتجزاً بمركز شرطة منيا القمح، بمحافظة الشرقية، بعد القبض عليه للمرة الثانية رغم سنه ومرضه الشديد وظروف الاحتجاز السيئة.
وتوفي المحامي مصطفى عبد الرحمن خليفة الشيخ، 48 عاماً، الخميس 23 يوليو/تموز 2020، من منطقة كرداسة في محافظة البحيرة، وكان محبوساً بسجن وادي النطرون، بمستشفى العزل بشبين من دون إبلاغ أهله، الذين عرفوا بعدها بيومين أثناء ذهابهم لزيارته.
والمحامي المتوفى محبوس منذ سبتمبر/أيلول 2013، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد على ذمة قضية اقتحام شرطة كرداسة، وكان يقضي حكمه بسجن وادي النطرون 440 قبل عزله إثر إصابته بكورونا.
وفي 22 يوليو/تموز 2020، توفي المواطن علاء معوض عبد الخالق، المحتجز بمركز شرطة أبو المطامير، محافظة البحيرة بدلتا مصر، على ذمة إحدى القضايا الجنائية، داخل محبسه، وسط اتهامات باعتداء الأمن عليه.
وفي 18 يوليو/تموز 2020، توفي المعتقل عبد المجيد بخيت سيد، 55 عاماً، داخل محبسه بـ"فرق قوات الأمن المركزى" بمحافظة أسيوط جنوبي مصر، وتم التصريح بدفنه بعد تشريحه، وسط مخاوف من تعرضه لتعذيب أدى لوفاته خلال فترة اختفائه قسريًا أو خلال الأيام الخمسة التي قضاها في محبسه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، خاصة أن تصريح الدفن وسبب الوفاة لم يطلّع عليه أحد.
وفي 10 يوليو/تموز 2020، توفي المواطن محمود محمود محمد عبادة، من مدينة دمنهور محافظة البحيرة، في محبسه بمستشفى سجن ليمان طرة بسبب سرطان الغدة الليمفاوية الذي أصيب به في محبسه.
وفي 7 يوليو/تموز 2020، توفي المعتقل خالد عبد الرؤوف سليم، داخل مستشفى بنها الجامعي بعد ظهور أعراض فيروس كورونا عليه. وكان محتجزا في سجن بنها العمومي بمحافظة القليوبية بدلتا مصر، قبل نقله للمستشفى، وقد عَلِم أهله بخبر وفاته بعد تلقيهم اتصالاً من أحد العاملين بالمستشفى لإبلاغهم بضرورة الحضور لاستلام الجثمان، وعند حضور الأهل أخبروهم أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية وسكتة قلبية.
وفي 6 يوليو/تموز 2020، توفي المواطن أسامة الفرماوي، 53 عاماً، من مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، في محبسه بسجن الزقازيق العمومي، بعد تدهور حالته إثر ظهور أعراض فيروس كورونا الجديد عليه، مع إصابته بفيروس سي.
وسجل الفرماوي، أول حالة وفاة بفيروس كورونا الجديد والإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، في يوليو/تموز 2020، وكان شهر يونيو/حزيران قد شهد ارتفاع عدد الوفيات في السجون نتيجة الإهمال الطبي والإصابة بفيروس كورونا الجديد، وشهد 12 حالة وفاة داخل السجون، وبعد شهر مايو/أيار الذي ارتفعت به أعداد وفيات السجون، تزامناً مع تفشي جائحة كورونا في مصر، وساعد على ذلك تقاعس السلطات المصرية عن أي إجراء ضد الوباء في مقار الاحتجاز المختلفة.
وتشير الوفيات إلى تصاعد خطير للإهمال الطبي المؤدي للموت داخل السجون المصرية، في ظل انتشار وباء كورونا، الذي سارعت بعض الدول للإفراج عن مسجونيها خشية انتشاره بينهم، بينما ينتشر فعليا داخل السجون وأماكن الاحتجاز بمصر من دون إجراء حقيقي لمواجهته، ما يجعل أعداد وفيات المحبوسين مرشحة للزيادة.