وفاة أول صحافي مصري بسبب كورونا: تُرك 10 أيام بلا علاج

27 ابريل 2020
كان الراحل بلا عمل (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلن عضوا مجلس نقابة الصحافيين المصريين، جمال عبد الرحيم وهشام يونس، اليوم الاثنين، وفاة الصحافي المصري محمود رياض، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا المستجد.

ومحمود رياض صحافي بجريدة "الخميس" المصرية الخاصة، وكان قد اكتشف إصابته بالفيروس قبل نحو أسبوعين. وكان الراحل الشاب بلا عمل بعد إغلاق جريدة "الخميس"، ولم يكن يخرج إلا بحثاً عن فرصة هنا أو هناك.

وأصاب الراحل زكام مصحوب بدرجة حرارة مرتفعة، ومكث نحو 10 أيام في المنزل قبل أن يتوجه إلى مستشفى حميات إمبابة ويقضي خمسة أيام، قبل أن يتم نقله بعدها إلى مستشفى العزل في العجوزة، حيث فاضت روحه بعد ظهر اليوم.

وتم حجر طفلين (عام ونصف وثمانية أعوام) للراحل مع زوجته، بعد أن أظهر التحليل حمل الطفلين للفيروس، فيما لم تثبت إصابة طفليه الآخرين بالفيروس حتى الآن.

وتم اكتشاف حالات مشتبه بها بين إخوة الراحل وأبنائهم في بيت عائلته، في أوسيم في ضواحي محافظة الجيزة.

وقال هشام يونس، الذي كان على تواصل معه إلى ما قبل وفاته، "هذه لحظة حزينة تستلزم التضامن والتكاتف مع الأسرة المنكوبة من نقابة الصحافيين ومن وزارة التضامن الاجتماعي. ارفعوا الأكف لله أن يرحم محمود، وأسألكم الدعاء لأهله وزوجته وأطفاله الأربعة بتجاوز المحنة".

ويعد رياض، بذلك، أول صحافي مصري يتوفى نتيجة إصابته بفيروس كورونا.


10 أيام دون علاج

تأتي الوفاة وسط اتهامات لوزارة الصحة والسكان بالتقصير في علاجه، على خلفية مواجهته إجراءات بيروقراطية من جانب الوزارة، وتركه من دون علاج لمدة 10 أيام كاملة.

وطالبت نقابة الأطباء المصرية بتغيير بروتوكول وزارة الصحة والسكان الخاص بالتعامل مع فيروس كورونا، والذي تسبب في وفاة نحو 30 بالمئة من الحالات قبل وصولها للمستشفيات، كونه يشترط لإجراء تحليل PCR ضرورة ظهور الأعراض على المخالطين، على عكس باقي الدول التي تقوم بإجراء التحليل لكافة المخالطين فور ظهور حالة موجبة.

ووسط تعليقات غاضبة، تداول عدد من الصحافيين تدوينة أخيرة نشرها رياض قبل رحيله على صفحته بموقع "فيسبوك"، قال فيها: "الناس اللي بتسأل عن صحتي بسبب فيروس كورونا... تعب متواصل، وحرارة مرتفعة لمدة 14 يوماً، وخلال تلك الفترة تواصلت مع رقم 105 الخاص بوزارة الصحة... وحديث فارغ أنك مقصر في صحتك".

وأضاف رياض: "كان القرار بالذهاب إلى مستشفى الحميات ليتواصل العذاب والمرض... يوم للتحليل، وانتظار للمسح لمدة 48 ساعة، رغم أن النتيجة تظهر بعد 15 دقيقة في دول العالم... ثم نتيجة خطأ، ومسح جديد بعد 3 أيام، وانتظار للنتيجة من المعامل لمدة 48 ساعة أخرى... ثم إيجابية العينة، وانتظار للإسعاف لمدة 48 ساعة!".

وزاد قائلاً: "هذه أيام كافية لموت أي شخص، مثلما حدث مع الكثير... أنا في عذاب منذ 14 يوماً، ولله الأمر من قبل ومن بعد... وإلى الآن لا توجد خطوات جادة".

ردود فعل غاضبة
علّق الصحافي في جريدة "الوطن"، مصطفى رحومة، قائلاً: "ربنا يرحم الزميل محمود رياض، فهو أول صحافي يتوفى جراء فيروس كورونا في مصر، وحالته كاشفة لما يحدث مع كثيرين... تركته وزارة الصحة لمدة 14 يوماً يتألم، وحينما أدخلته العزل للعلاج كان في مرحلة متأخرة كالعادة ليتوفى الزميل".

بدوره، قال أمجد حافظ: "لدي قصة مشابهة لقريبة زميل عمل سابق، واضطر أهلها للبحث عن وساطة من أجل أخذها إلى مستشفى العزل... طبعاً لما ننشر الكلام ده نبقى إخوان!"، في حين قال محمد فواز مخاطباً زملائه من الصحافيين: "عشان تبقوا تقولوا وزارة الصحة شايفة شغلها، والحكومة تمام، والدنيا لازم تفتح عشان رجال الأعمال عاوزين كده!".

وفي آخر حصر للمصابين في مصر، مساء أمس الأحد، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن خروج 62 من المصابين بفيروس كورونا من مستشفيات العزل والحجر الصحي، جميعهم مصريون، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 1176 حالة حتى اليوم.

بينما ارتفع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معملياً من موجبة إلى سالبة لـ"كوفيد-19" ليصبح 1502 حالة، من ضمنها 1176 متعافياً.

فيما تم تسجيل 215 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، بينها اثنتين لأجنبيين، ليصل إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد إلى 4534 حالة، من ضمنها 1176 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل، و317 حالة وفاة.

المساهمون