مصر: هشام جنينة يروي للنيابة العامة تفاصيل الاعتداء عليه

28 يناير 2018
نقل جنينة إلى المستشفى الجوي (العربي الجديد)
+ الخط -




انتقلت النيابة العامة المصرية إلى المستشفى الجوي الخاص، للتحقيق مع رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الأسبق المستشار هشام جنينة.

وقالت مصادر قريبة من جنينة ترافقه في المستشفى لـ"العربي الجديد"، إنه نُقل إلى المستشفى الجوي من أحد المستشفيات الحكومية، من أجل رعاية طبية أفضل، وعلاجه بشكل جيد.

وأضافت المصادر أن نقل جنينة إلى المستشفى الخاص جاء بعد موافقة الأجهزة الأمنية، إثر الإصرار على نقله إلى مستشفى حكومي عقب إنهاء احتجازه في قسم الشرطة بالقاهرة الجديدة.

وتابعت أنه من المقرر أن تحقق النيابة مع زوجته وابنتيه في الواقعة، ولكن من غير المعروف ما إذا كنّ جميعاً متهمات في واقعة الاعتداء بناء على محضر الشرطة أم لا.

وحول سبب احتجاز جنينة في قسم الشرطة ورفض إسعافه، أكدت المصادر أن رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الأسبق، توجه إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ بالاعتداء عليه من قبل البلطجية، واعتراض طريقه، ولكن فوجئ بأن قسم الشرطة تباطأ في تحرير البلاغ، لانتظار التعليمات الخاصة من قيادات الوزارة.

ورجّحت أن يكون التأخر في تحرير المحضر لإتاحة الفرصة لاختلاق رواية عن الواقعة، مشيرة إلى أن الإمساك بالبلطجية من قبل المارة صعّب المسألة تماما، وبات على الجهة التي أرسلتهم اختلاق رواية لإدانة جنينة.

وشددت على أن الواقعة وفقا لرواية جنينة نفسه، كانت على بعد 5 دقائق من منزله، وكان من الطبيعي وجود زوجته وابنتيه في مكان الواقعة، بعد اتصاله بهن.

ولفتت إلى أن أفراد أسرة جنينة هرعوا فور اتصاله بهم، واتجهوا إلى مكان الواقعة بملابس المنزل، بما يفند الشائعات التي خرجت من بعض وسائل الإعلام الموالية للنظام الحالي، بأن زوجته وابنتيه كنّ معه في السيارة.

وأفادت المصادر بأن نص أقوال رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الأسبق، ستكون متوافقة مع ما جاء في محضر الشرطة، بأنه فوجئ بسيارتين أوقفتا سيارته، وكان بمفرده، وحاول مجهولون إخراجه من السيارة، ولكنهم فشلوا لأنه كان يرتدي حزام الأمان بالسيارة.

وقالت المصادر ذاتها، إن الذي حمى جنينة من إلحاق ضرر بالغ له، وربما مقتله، هم المارة الذين وجدوا مشهد الاعتداء عليه واستيقاف سيارته، فتجمعوا وتمكنوا من احتجاز "البلطجية".

وتساءلت: "لو جنينة فعلا المتورط في الاصطدام بأحد البلطجية، لماذا لم يهرب؟"، لافتة إلى أن محامي البلطجية خرج مع الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية في مصر أحمد موسى، وقال إنه لم ينزل من سيارته لتفقد موكله الذي صدمه.

وأكدت أن جنينة كان متوجها صباحا إلى مقر الهيئة الوطنية للانتخابات، لتقديم طعن على استبعاد رئيس أركان الجيش المصري السابق من سباق الانتخابات الرئاسية، بعد بيان المؤسسة العسكرية باتهامه بالتزوير وارتكابه مخالفات جسيمة، بحد وصف البيان.

ولم تستبعد المصادر ذاتها، أن يكون الاعتداء على جنينة ومحاولة قتله أو إلحاق الضرر به، تتعلق بالأساس بالطعن على استبعاد عنان من الانتخابات الرئاسية، خاصة أنه من الفريق الرئاسي لرئيس الأركان السابق.

وأفادت بأن جنينة كان سيتجه إلى مقر مجلس الدولة لحضور جلسة الطعن على القرار الصادر عن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بإقالته من منصبه بالمخالفة للدستور المصري، الذي يحصن رؤساء الهيئات والجهات الرقابية المستقلة.

وحضر إلى المستشفى الذي يتلقى فيه جنينة العلاج، عدد كبير من الشخصيات العامة والسياسيين، أبرزهم حمدين صباحي، وحازم حسني، والمستشار أحمد الخطيب، رئيس محكمة استئناف القاهرة سابقا.

في المقابل، حاولت بعض وسائل الإعلام الموالية للنظام الحالي، تصوير الواقعة على أنها حادث سيارة، إذ صدم جنينة أحد "البلطجية"، مع نشر صور لبعضهم لا تظهر عليهم آثار اعتداء، باستثناء بعض الخدوش البسيطة.