تتأهب وزارة الآثار المصرية لفك ونقل أحدث المقابر الأثرية المكتشفة في منطقة "نجع الشيخ حمد" في محافظة سوهاج إلى متحف العاصمة الإدارية الجديدة، الملاصق لفندق "الماسة" التابع للجيش، بحجة توافد السائحين على المنطقة الأثرية بأعداد قليلة، مع العلم أن وزير الآثار المصري ومحافظ سوهاج وأربعين سفيراً أجنبياً حضروا الإعلان عن الاكتشاف الأثري في إبريل/نيسان الماضي.
وشهدت منطقة "الشيخ حمد" اكتشاف مقبرة "توتو" وزوجته "تا شريت إيزيس" التي عُرفت باسم "حوت ربيت" في العهد الفرعوني أخيراً، و"أتريبس" في العهد الإغريقي، و"أدريبة" في
العهد القبطي، وصولاً إلى "الشيخ حمد" في العهد الإسلامي. وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية في سوهاج بعد "أبيدوس" و"أخميم"، وتضم معابد "أوليتيس" و"فاسكون" و"اسكليبوس"، ومقبرتي "بسن أوزير" و"مروى حور"، ودير "أدريبة".
وأشار الأمين الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إلى استمرار أعمال الحفر التي تُجريها البعثة المصرية الألمانية لترميم المعبد، وتجميع الحجارة التي كانت موجودة على الأرض، بعد اكتشاف العديد من النقوش الملونة، لافتاً إلى نقل مسلتين اثنتين تخصان الملك رمسيس الثاني من منطقة "صان الحجر" في محافظة الشرقية إلى متحف العاصمة الجديدة الذي من المقرر افتتاحه خلال أسابيع قليلة، في إطار ما يُسمى بـ"مدينة الفنون".
وتعود مقبرة "توتو" وزوجته إلى العصر البطلمي قبل 2500 عام، إذ كانت تشغل الأخيرة منصب عازفة الصلاصل (الشخشيخة) الخاصة بالآلهة "حتحور"، وتضم المقبرة بقايا آدمية ومجموعة من دفنات لطيور وحيوانات. وعُثر على مدخلها خلال عملية القبض على إحدى العصابات أثناء محاولتها الحفر خلسة في المنطقة الواقعة خارج التل الأثري في منطقة "الديابات".
وفور انتهاء شرطة السياحة والآثار المصرية من التحقيقات تسلمت وزارة الآثار الموقع، وبدأت أعمال التنقيب الأثري والعلمي عن طريق بعثة أثرية مصرية برئاسة أمين المجلس الأعلى للآثار. وتتكون المقبرة من غرفتين، زُين مدخل الغرفة الثانية بالكورنيش المصري عليه قرص الشمس المجنح، أما العتب فزُين بقرص شمس آخر مكتوب على جانبيه لقب "حورس سيد السماء".
ومن أهم دفنات الحيوانات التي عثر عليها هي النسر والصقر وأبو منجل ومن الحيوانات الكلب والقطط والقوارض (الفئران).
وتعد المقبرة في حالة جيدة من الحفظ، وتتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية، إذ صور على جانبي مدخلها مشهدان يصوران الإله أنوبيس يستقبل "توتو" مرة، و"تا شريت إيزيس" مرة أخرى، بالإضافة إلى منظر المحاكمة أمام الإله "أوزوريس"، وخلفه الابنتان "إيزيس" و"نفتيس". وتحمل النقوش أسماء بعض أفراد عائلة صاحبي المقبرة، ومنها أسماء والدها ووالدتها، ووالد ووالدة زوجها.