أصدرت منظمات حقوقية مصرية عدة، بيانا مشتركا، دانت فيه ما يتعرض له "العديد من الزملاء الصحافيين والمدونين والمصورين والطلاب والنشطاء للمحاكمات العسكرية والمدنية، وتكال لهم العديد من التهم المفزعة تحت شعار الإضرار بمصالح الوطن وأمنه القومي".
وطالبت المنظمات الموقعة على البيان المشترك بـ"بالوقف الفوري للمحاكمات العسكرية للناشط حسام بهجت، وكفالة حقه في مساءلة عادلة من دون التعرض لانتهاك حقوقه تحت شعارات الأمن القومي والمصلحة الوطنية. كما طالبت بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين والإعلاميين، وكافة المهتمين بحرية التعبير في مصر بدعم الأنشطة الرامية لتحرير الإعلاميين والصحافيين والمدونين والنشطاء السياسيين والحقوقيين من قبضة المحاكمات والسجون والقمع التشريعي والتشويه الإعلامي".
وجاء في البيان الصادر اليوم، "المحامي والناشط الحقوقي والصحافي حسام بهجت تم استدعاؤه أمس من قبل أجهزة الاستخبارات العسكرية، في حين تمت إحالته بعد حوالي ست ساعات من التحقيق أمام النيابة العسكرية في القضية رقم 4477 والمتهم فيها بهجت بثلاثة اتهامات تدور جميعها حول نشر أخبار تضر بالأمن القومي واعتمدت الاتهامات على المادتين 102، 104 من قانون العقوبات، وذلك على خلفية نشر بهجت لمجموعة من القصص الإخبارية بموقع مدى الإخباري، وفي التوقيت نفسه يتم وقف الزميلة الإعلامية عزة الحناوي المذيعة بماسبيرو عن العمل واستدعاؤها للتحقيق، بعدما طالبت رئيس الجمهورية بالتصدي للفساد على خلفية أحداث غرق محافظتي الإسكندرية والبحيرة".
وتابع البيان "سبق تلك الأحداث تعرض العديد من الإعلاميين والمدونين والنشطاء للتحقيقات والسجن والمحاكمات بنفس الاتهامات مثل إسراء الطويل المحتجزة في السجون المصرية بعد اختفائها مدة 15 يوماً، ثم التحقيق معها من قبل نيابة أمن الدولة عليا طوارئ، والمصور المسجون منذ 2013 محمود أبو زيد الشهير بشوكان، وعشرات الطلاب العالقين بالسجون المصرية بتهمة اسمها التظاهر والتعبير عن الرأي، في صورة قاتمة تحمل انتهاكات طاولت كافة الفئات الساعية للتعبير عن آرائها من خلال كافة أنواع المحاكمات والملاحقات القضائية".
وأشار البيان إلى أن "ما تنتهجه أجهزة الحكم في الدولة المصرية من سياسات قامعة لحرية التعبير بشكل انتهك كافة حقوق وحريات المواطن المصري وجعل من تعبيره عن رأيه مسارا أساسيا للقتل أو السجن أو التنكيل، إنما يعبر عن حالة من التخبط والضعف التي تنعكس في سياسات قمع كافة الأصوات المعارضة وتعمل على إخضاع كافة الآراء الخارجة عن إطار القطيع، وتعكس بشكل ملموس أن السياسات والقوانين المنتهجة أصبحت أداة للمنع لا المنح وللقمع لا الحرية، وأنه رغم ما تمتلكه أجهزة الحكم والسلطة من أبواق وأدوات إعلامية تعمل ليل نهار على تحسين صورتها، إلا أنها لا تحتمل صوتا خارج المألوف".
وطالبت "اللجنة الدولية لحماية الصحافيين" بالإفراج عن بهجت في بيان لها أمس.
اقرأ أيضاً: اعتقال بهجت وإيقاف الحناوي: رسائل لنظام القمع!
وطالبت "اللجنة الدولية لحماية الصحافيين" بالإفراج عن بهجت في بيان لها أمس.
اقرأ أيضاً: اعتقال بهجت وإيقاف الحناوي: رسائل لنظام القمع!
في سياق متصل، أصدرت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين المصرية، صباح اليوم الاثنين، بيانا أعربت فيه عن "قلقها البالغ من تصاعد الهجمة على حرية الصحافة والحريات الإعلامية خلال الفترة الأخيرة والتي تمثلت في عودة القبض على الصحافيين وممارسي المهنة، والإيقاف عن العمل للمخالفين في الرأي، ووصلت لحد إخفاء الصحافيين والإعلاميين المقبوض عليهم قسريا لأيام قبل عرضهم على النيابة وتصفية الحسابات الإعلامية على أرضية جنائية، وانتهت أخيرا بإحالة أحد الصحافيين للنيابة العسكرية على خلفية كتابة أحد التحقيقات الصحافية".
وأشارت اللجنة إلى أن جانبا كبيرا من الهجمة الأخيرة على حرية الصحافة والإعلام جاء عقب الانتقادات الأخيرة التي وجهها الرئيس للإعلاميين والتي ختمها بعبارة "هاشكيكم للشعب".
وأوضحت اللجنة أنه خلال الأسابيع الأخيرة شهدت الساحة الإعلامية القبض على ثلاثة زملاء وإخفائهم لأيام، هم الزملاء هشام جعفر وحسام السيد ومحمود مصطفى أعضاء نقابة الصحافيين قبل أن يتم عرضهم على النيابة، فيما اشتكى ذويهم من الإهانات والانتهاكات التي تعرضوا لها خلال فترة احتجازهم والتي ما زالت مستمرة حتى الآن. كما تم إيقاف إعلامية عن العمل هي الزميلة عزة الحناوي وإحالتها للتحقيق بسبب انتقادها للرئيس في برنامجها ومطالبتها بمحاسبة المسؤولين عن غرق الإسكندرية، وانتهى الأمر بإحالة الزميل حسام بهجت للنيابة العسكرية بتهم نشر أخبار كاذبة، بسبب موضوعات نشرها على موقع مدى مصر، وهو ما يشكل تحولا مقلقا في التعامل مع قضايا النشر وحرية الرأي والتعبير.
وأكدت اللجنة على أهمية التصدي لمثل هذه الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون بعد أن وصل عدد الزملاء الصحافيين المحبوسين في قضايا متنوعة لأكثر من 32 زميلا، بينهم أكثر من نصفهم على خلفية ممارستهم لعملهم الصحافي، فإنها تطالب بسرعة الإفراج عن الزملاء المحبوسين، وإطلاق سراحهم كما تطالب بتحسين أوضاع المحبوسين والذين يعاني كثيرون منهم من أوضاع صحية متردية بسبب ما يتعرضون له من انتهاكات داخل محابسهم وصلت لحد منع الدواء والزيارة عنهم لفترات طويلة.
وطالبت النظام المصري، بوقف كافة الممارسات التي تستهدف المعارضين وأصحاب الرؤى المختلفة، والاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون خلال ممارستهم لعملهم الصحافي أو بسببه، ووقف كل الإجراءات التي تستهدف حرية الرأي والتعبير وتصفية الحسابات الإعلامية على أرضية جنائية والتصدي لعودة الإجراءات الاستثنائية بحق الصحافيين والإعلاميين، فالرأي لا يرد عليه إلا بالرأي والعقوبة الأكبر لنشر الأخبار الكاذبة هي تكذيب صاحبها ونزع المصداقية عنه وليس حبسه أو إحالته لمحاكمات استثنائية.
من جهتها، أدانت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" ما حدث مع الصحافي حسام بهجت.
وأكدت التنسيقية أن الاتهامات الموجهة لـ"بهجت" لا تكون إلا من قبيل الرغبة في النيْل من الصحفيين والإعلاميين؛ والتعدي على هامش الحرية الذي من المفترض أن يكون متاحا لكل إعلامي كي يمارس دوره وواجبات مهنته؛ أما أن يتم حبس صحافي لمجرد نشره تقريرا صحافيا حول المحاكمة العسكرية لضباط بالجيش؛ الأمر الذي هو من صميم عمله، ويحميه بموجبه القانون والدستور؛ حيث أكدت المادة (65) من دستور 2014 على أن: "حرية الفكر والرأي مكفولة. ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول، أو الكتابة، أو التصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر، كما أكدت المادة (71) أنه: "لا توقع عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بطريق النشر أو العلانية".. وهي البنود التي يخالفها بشراسة ممارسات النظام الحالي بحق الصحفيين والإعلاميين. حيث إن هناك ما يزيد عن 100 صحافي وإعلامي رهن الاعتقال، والمحاكمات في جرائم تتعلق بدورهم الصحفي والمهني، وهم في ذلك يقبعون في ظروف بالغة السوء، وقد كان آخرهم الصحافيين "هشام جعفر" و"حسام السيد" من نفس مؤسسة مدى مصر، حيث تم إخفاؤهما قسريا؛ قبل أن يظهرا عن طريق المصادفة في النيابة دون أن يسبق إخطار لمحاميهما أو اخبار أهليهما، والمؤسف أنه قد تم نقلهما بعد ذلك إلى سجن العقرب سيء السمعة، والذي به عدد أيضا من الإعلاميين والصحفيين من بينهم "حسن القباني" وأحمد سبيع" في ظروف إنسانية بالغة السوء.
وكما أعلنت تنسيقية الحقوق والحريات، ضمّ صوتها إلى كل جانب كل إعلامي وصحافي في مصر، حيث يجب أن يعلم الجميع أنه لا إعلام بلا حرية، ومن ثم يجب التوقف التام عن ملاحقة الصحافيين والإعلاميين.
وطالبت التنسيقية وبشكل عاجل الإفراج السريع والفوري عن كافة معتقلي الصحافة والإعلام، بل وتوفير بيئة مناسبة للعمل الإعلامي الذي هو ضمير للأمة، وفقْده علامةٌ على التردّي والانحدار للمجتمع ككل.
اقرأ أيضاً: حراس النائب العام المصري يصدمون شاباً بسيارة الحراسة