مصر: مقتل ضباط بالجيش والترابين بهجومين منفصلين في سيناء

14 مايو 2017
تواصل العمليات العسكرية بسيناء (سعيد الخطيب/فرانس برس)
+ الخط -



سقط 13 من قوات الجيش المصري بينهم ثلاثة ضباط وآخرين من قبيلة الترابين، اليوم الأحد، بين قتيل وجريح، إثر هجومين منفصلين، لتنظيم "ولاية سيناء"، المسلح، وقع الأول، جنوب مدينة الشيخ زويد، والثاني في تفجير مدرعة للجيش وسط سيناء، شرقي مصر.

وقالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن التنظيم، الذي أعلن عن مبايعته لما يعرف "بتنظيم الدولة الإسلامية"، داعش، فجر سيارة مفخخة في تجمع للقوات المشتركة من الجيش والترابين قرب قرية الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد.

وأكدت أن التفجير أدى إلى مقتل 4 من قوات الجيش بينهم ضابطان، وإصابة 3 آخرين، ومقتل 2 من قبيلة الترابين وإصابة آخر.

وفي وقت لاحق سقط ضابط مصري آخر برتبة مقدم، وأصيب أربعة آخرون في تفجير مدرعة للجيش وسط سيناء، شرقي مصر.

وقالت مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، إن ضابطا يدعى محمد فاروق عبد القادر، يحمل رتبة مقدم، قتل إثر تفجير مدرعة على طريق الحسنة وسط سيناء.

وأشارت إلى إصابة أربعة مجندين آخرين بجروح متفاوتة بين المتوسطة والخطيرة، وتم نقلهم جميعا إلى مستشفى السويس العسكري لتلقي العلاج اللازم.

وفي وقت سابق، تبنى تنظيم "ولاية سيناء" الهجوم في بيان له، مؤكدا أنه أوقع 15 عسكريا  بين قتيل وجريح.

وأوضح التنظيم أن انتحاريا قاد سيارته نحو تجمع للقوات العسكرية جنوب الشيخ زويد، ومن ثم فجر نفسه وسطهم. 

وكان الجيش المصري ومجموعات عسكرية تابعة لقبيلة الترابين قد شنوا، أمس السبت، حملات عسكرية على مناطق جنوب رفح والشيخ زويد؛ تستهدف مناطق تواجد تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش". 



وأفادت مصادر قبلية "العربي الجديد" بأن الجيش دفع بعشرات الآليات العسكرية الثقيلة من دبابات وجرافات وسيارات رباعية الدفع إلى مناطق البرث والجورة جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء.

وأشارت إلى أن مجموعات عسكرية تابعة للقبيلة كانت في انتظار قوات الجيش لتشترك معا في حملة عسكرية ضد تنظيم "ولاية سيناء"، وهي المرة الأولى التي تسير دوريات تابعة للجيش مع القبيلة في حملة عسكرية.

وتأتي هذه الحملات العسكرية بعد أيام من مقتل 20 مصريا من قبيلة الترابين، بينهم قادة في القبيلة، وإصابة آخرين، في هجوم لتنظيم "داعش".

وتأتي هذه التطورات بعد شهر من التوتر الذي تشهده مناطق محافظة شمال سيناء، والحشد العسكري من الترابين و"داعش"، تخلله قتل واختطاف لأشخاص من كلا الجانبين.

وكان الجيش المصري قد أعلن خلال الأيام القليلة الماضية عن عدة أعمال عسكرية جرت في مناطق وسط سيناء؛ في إطار متابعة الأوضاع الأمنية، والقبض على من يصفهم الجيش بـ"الإرهابيين".



وقال تامر الرفاعي المتحدث باسم الجيش عبر صفحته على فيسبوك، أمس السبت، إنه "استمراراً لجهود القوات المسلحة في مداهمة وتمشيط مناطق مكافحة النشاط الإرهابى وملاحقة العناصر التكفيرية والإجرامية، واصلت قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميداني توجيه ضرباتها القاصمة للبؤر "الإرهابية" وملاحقة العناصر "التكفيرية"، بوسط سيناء".

وأوضح أن أعمال المداهمات أسفرت عن "اكتشاف وكر تابع للعناصر "التكفيرية"، عثر بداخله على عدد بندقيتين آليتين وقاذف "ر.ب.ج"، وكمية كبيرة من الذخائر مختلفة الأعيرة، ونظارتي ميدان، وجهازين لاسلكيين، 2 شيكارة تحتوى على مادة c4 شديدة الانفجار، والتي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة".

ووفقاً للمتحدث نفسه، "تم ضبط عربة ربع نقل و10 دراجات نارية، ومخزن يحتوي على كمية من قطع غيار الدراجات النارية، وهي خاصة بالعناصر "التكفيرية"، والقبض على 3 مشتبه بهم في تنفيذ عمليات إرهابية، وإبطال عدد من العبوات الناسفة كانت معدة لاستهداف القوات على محاور التحرك".

وتعيش مناطق شمال ووسط سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة منذ أربع سنوات، خسر خلالها الجيش المصري مئات الجنود، وسقط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح ومعتقل، فيما تقطن في سيناء عدة قبائل كبيرة العدد، أهمها الترابين والرميلات والسواركة وغيرها.

وحاول الجيش، خلال السنوات الماضية، تجييشها لمصلحته، إلا أنها رفضت  ذلك مراراً. 

ودخلت قوات الجيش والشرطة في صدام مع أهالي سيناء منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، مع تزايد وطأة الانتهاكات التي تطاول الأهالي، ما يعرقل أي محاولة للتقارب مع القبائل لمواجهة تنظيم "ولاية سيناء" التابع لـ"داعش". 

ولم يتمكّن الجيش المصري من السيطرة على الأوضاع بشمال سيناء، في ظل تطور تكتيكات وعمليات التنظيم المسلح النوعية، والتي باتت تسفر عن عدد كبير من القتلى والمصابين من الجيش والشرطة، مع توسع عملياته.