كثّفت قوات الأمن المصرية من وجودها في الطرقات التي تربط بين المحافظات، والميادين الكبرى، مع مطلع شهر يناير/كانون الثاني، مواكبةً لأعياد الميلاد والذكرى السادسة لثورة 25 يناير، التي تحلّ وسط أجواء من الاحتقان في الشارع المصري بسبب ممارسات النظام الحاكم وتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية. وانتشرت الآليات والمدرعات التابعة للشرطة المصرية عند مداخل المحافظات، وتمت مضاعفة عدد الكمائن الثابتة بطول تلك الطرق والميادين الكبرى في المحافظات تحسباً لتحركات غاضبة في الشارع المصري.
وأوضح المصدر أن تقريراً أمنياً حذّر السيسي مما سمّاه الصمت الذي استقبل به الشارع المصري القرارات الأخيرة بزيادة أسعار الوقود وتعويم الجنيه المصري. وطالب التقرير السيسي بسرعة تنفيذ حزمة من القرارات الاقتصادية التي تساعد على تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين لتهدئة الشارع، لحين مرور الذكرى السادسة لثورة 25 يناير وتفويت الفرصة على المعارضين بحسب المصادر.
وقال خبير سياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الظهور المكثف للسيسي أخيراً، خلال افتتاح عدد من المشاريع، لن يسهم في تهدئة الشارع كما يظن بعض مساعدي الرئيس الذين نصحوه بهذا الإجراء. وأكد أنه "على النقيض من ذلك، سيزيد من حالة الاحتقان في أوساط الشعب المصري، الذي سيترسخ لديه شعور بالكذب"، لافتاً إلى أنه "في الوقت الذي يتحدث فيه السيسي عن إنجازات تتحقق، لا يلمس المواطن أي مردود لهذه المشاريع، بل على العكس تزيد معاناته"، بحسب وصفه.
يشار إلى أن السيسي ظهر بشكل لافت أكثر من مرة خلال الأسبوعين الماضيين، وهو يفتتح مشاريع يتم الترويج بأنها ستسهم في تحسين أوضاع الاقتصاد، منها ما يتعلق بافتتاح مشاريع أشرفت عليها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة حول منتجات الكيماويات، والثروة السمكية.