مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية في 26 مارس/آذار المقبل، تواصلت تحضيراتها أخيراً. وفي هذا الصدد، نشرت الجريدة الرسمية في مصر، "الوقائع المصرية"، كشوف الجمعيات والمنظمات المأذون لها متابعة الانتخابات الرئاسية. وكانت الجريدة الرسمية نشرت يوم الأربعاء الماضي، قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بمد الفترة المخصصة لتسجيل منظمات المجتمع المدني المصرية والأجنبية والدولية الراغبة في متابعة الانتخابات الرئاسية، حتى الخميس الأول من فبراير/شباط المقبل. وفي العدد نفسه من الجريدة، نشرت الهيئة أسماء الدفعة الأولى من المنظمات التي وافقت لها بالفعل على مراقبة الانتخابات.
وشملت الكشوف أسماء المنظمات المصرية التي وافقت لها الهيئة على متابعة الانتخابات حتى الآن، وهي المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمجلس القومي للمرأة، وجمعية محبي العدالة الاجتماعية للتنمية وحقوق الإنسان، وجمعية شباب مصر، وجمعية الجامعة العربية للتنمية والصداقة بين الشعوب، وجمعية سفراء إعلام الشرق الأوسط للتنمية ومكافحة الإرهاب، ومؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية، وجمعية الربوع الخيرية، وجمعية مصر الجديدة للحقوق المالية والضريبية والقانونية، وجمعية المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان (البحر الأحمر)، وجمعية عمارة لتنمية المشاركة المجتمعية، ومؤسسة ابن النيل – أسوان، وجمعية الإمام للتنمية والثقافة، وأهل مصر للمساواة والتنمية المجتمعية والبيئية، وجمعية المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والتنمية – القليوبية، ومنظمة الشرق الأوسط للسلام وحقوق الإنسان، والمؤسسة الوطنية للسلام والتنمية، وجمعية الوحدة لحقوق الإنسان، وحلف مصر لحقوق الإنسان، والجمعية المصرية للتوعية والتنمية الشاملة، وجمعية الدكتور للخدمات الاجتماعية وتنمية المجتمع.
وأبدى مراقبون شكوكهم في نزاهة تلك المنظمات وخبراتها السابقة في مراقبة الانتخابات في مصر وخارجها، إذ وضعت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، شروطاً يجب توافرها في المنظمات المصرية والدولية التي تتقدم بطلبات مراقبة الانتخابات، بأن "تكون ذات سمعة دولية حسنة، ومشهوداً لها بالحيادية والنزاهة، وأن يكون من ضمن مجالات عمل المنظمة الأصلية، متابعة الانتخابات وحقوق الإنسان والديمقراطية، وأن يكون لها خبرة سابقة في متابعة الانتخابات".
بل زادت الهيئة من اشتراطاتها، أن "تقدّم المنظمات التي تطلب مراقبة الانتخابات مستندات رسمية تفيد بتحقق الشروط التي وضعتها اللجنة، ومنها تقديم ملخص وافٍ عن المنظمة، ووضعها القانوني، وأنشطتها، وسابق خبرتها في مجال متابعة الانتخابات، وأسماء الدول التي شاركت في متابعة الانتخابات بها في السنوات الثلاث السابقة على الموعد المحدد للاقتراع". وبالتدقيق في أسماء ونشاطات تلك المنظمات الدولية، تبين أنها ليس لديها أية خبرات سابقة في مراقبة الانتخابات في أي دولة من قبل.
وأكد مراقبون، أنه "بالبحث في تاريخ تلك المنظمات، ودورها الرقابي، والانتخابات التي تولت متابعتها من قبل، تبين أن مواقعها الإلكترونية خالية من تلك البيانات وليس لديها خبرات سابقة في مراقبة الانتخابات في أي دولة، ما يعد مخالفة صريحة للشروط التي وضعتها الهيئة الوطنية للانتخابات بنفسها".
وسبق أن تقدم عدد من نواب البرلمان المصري بمذكرة لرئيس مجلس النواب علي عبد العال، طالبوا فيها بـ"منع المنظمات الحقوقية المشبوهة من مراقبة الانتخابات الرئاسية المقبلة"، مؤكدين أنه "يوجد عدد من المنظمات تتلقى تمويلاً من مؤسسات دولية من أجل تحقيق مصالح خاصة من شأنها الإضرار بمصالح الدول المختلفة".
وشملت تلك المذكرة، منظمات معهود لها بالمراقبة على الانتخابات سابقاً، وهي مركز سواسية لحقوق الإنسان، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز النديم للتأهيل النفسي لضحايا العنف، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومركز ابن خلدون، بالإضافة إلى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ومركز الحقانية للمحاماة والقانون، والمركز المصري لدراسات السياسة العامة وغيرها من هذه المنظمات.