مصر: سفر محمد إبراهيم وسيناريو أحمد شفيق

24 ابريل 2015
يتحدث البعض عن سيناريو التضحية بإبراهيم (أرشيف)
+ الخط -
يفتح السفر المفاجئ لوزير الداخلية المصري السابق، المستشار الأمني لرئيس الوزراء، اللواء محمد إبراهيم (الصورة)، إلى السعودية قبل أيام، أبواب التكهنات حول مصيره خلال الفترة المقبلة. وتأتي الزيارة في أعقاب ما يُقال إنه ضوء أخضر منحته أجهزة سيادية في مصر لوسائل الإعلام المحسوبة عليها، للهجوم على ممارسات وزارة الداخلية المصرية والتعذيب في السجون والأقسام، الذي ساد في عهد إبراهيم وخليفته مجدي عبد الغفّار.

اقرأ أيضاً: مصر: صراع الأجنحة الأمنية مستمر

وتشير مصادر سياسية وحكومية متطابقة، إلى وجود صراعٍ لم يعد خافياً في الكواليس بين رجال إبراهيم في الوزارة ورجال الوزير الجديد وحليفه مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية اللواء أحمد جمال الدين. ويسعى جمال الدين وعبد الغفار، إلى التضحية بإبراهيم كـ "كبش فداء" لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذا ما باتت المصالحة مع جماعة "الإخوان المسلمين" هي الحلّ الأخير، وللتخفيف أيضاً من حدة الانتقادات الحقوقية الغربية للممارسات القمعية والأمنية في مصر. ويأتي سفر إبراهيم إلى السعودية في وقتٍ أكدت فيه مصادر سعودية مقرّبة من دوائر صنع القرار أن "الملك سلمان يرغب في تهدئة الأجواء بين الإخوان ونظام السيسي"، مشيرة إلى أن "الرياض لا تعتبر كل الإخوان إرهابيين" كما كان الحال في السابق.

اقرأ أيضاً: صراعات أجنحة النظام المصري في تغييرات قيادة الداخلية

وفي الوقت الذي أشارت فيه مصادر حكومية إلى أن زيارة إبراهيم المفاجئة للسعودية تأتي كإجازة طبيعية للوزير السابق، إلا أنها لا تستبعد أن تكون تلك الزيارة إعادة لسيناريو المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، عقب خسارته الانتخابات الرئاسية عندما ادّعى ذهابه لأداء العمرة، لينتقل بعدها للإقامة في الإمارات هرباً من الملاحقة القضائية. ويأتي السفر المفاجئ لإبراهيم ليعزز رواية عدد من المراقبين عن صراع الأجنحة داخل النظام المصري الحالي، وخصوصاً أن الخلافات المتفاقمة وعدم الوفاق صارت معروفة بين وزيري الداخلية السابق والحالي.

اقرأ أيضاً: "رسائل طمأنة" من السيسي إلى شفيق


وانعكس غضب إبراهيم من التضحية به، على رجاله في الوزارة، وبالتالي العمل بشكل محدود مع الوزير الجديد اللواء مجدي عبد الغفار، وعدم تنفيذ تعليماته بشكل كامل، وهو ما يرى كثيرون أنه ينعكس بشكل كبير على الأداء الأمني للوزارة.

وبحسب مراقبين، فإن وزير الداخلية الجديد لا يجد ولاء كاملاً من المحيطين حوله، على الرغم من إحداث حركة تغييرات وتنقلات في القيادات التي تعمل معه، بيد أنه لم يتمكن من إحاطة نفسه برجاله، نظراً لأنه بعيد عن دائرة الأمن العام، ولا يعرف التفاصيل داخل باقي إدارات الوزارة بخلاف جهاز الأمن الوطني. ولا يمكن إغفال مشهد إقالة إبراهيم من منصبه، في أوائل مارس/آذار الماضي، الذي كان في خلفيته جمال الدين.

وعلى مدار الأشهر التي سبقت إقالة وزير الداخلية السابق، تصاعدت حدّة الخلافات والصراعات بينه وبين جمال الدين. ويمكن فهم طبيعة الصراعات بين الطرفين خلال الفترة الماضية، في ضوء الصراعات داخل أجنحة النظام الحالي، والرغبة في تمكين بعض الأشخاص لوضعهم في النظام الوليد، باعتبارهم مراكز قوى وثقل داخل أروقته.

وأدى إبراهيم دوراً خفيّاً في الترتيب للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، فالرجل يُعدّ "صندوق أسرار" للفترة التي سبقت الإطاحة بمرسي، فضلاً عن الفترة التي تلت ذلك. وعلى الرغم من حالة الغضب من إبراهيم وإقالته من منصبه، تم تعيينه في منصب مستشار رئيس الوزراء، بدرجة نائب رئيس وزراء، وهو منصب شرفي من دون صلاحيات.

اقرأ أيضاً: دراسة: 4459 انتهاكا ضد أطفال مصر خلال 2014

المساهمون