أما دومة نفسه، الذي بدأ الجلسة مترافعاً عن نفسه، فقد صفّق لحظة سماعه الحكم عليه، بعد تأكيده في الجلسة أنه "لا يثق بنزاهة المحاكمة". وبات الوضع بالنسبة إلى دومة عادياً، وهو الملقب بـ"سجين كل العصور"، إذ سجل رقماً قياسياً في عدد المرات التي دخل فيها السجن، منذ عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، مروراً بفترة حكم المجلس العسكري، والرئيس المعزول محمد مرسي، وصولاً إلى عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
ففي أحداث مجلس الوزراء في عهد المجلس العسكري، حوكم دومة الناشط مع 267 متهماً آخرين، بتهمة "حرق مبنى المجمع العلمي المصري، ومنشآت مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى، والتعدّي على أفراد القوات المسلحة والشرطة، ومقاومة السلطات والتجمهر وتعطيل حركة المرور"، التي وقعت في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2011.
وفي عهد مرسي، حوكم دومة بتهمة "إهانة الرئيس"، وقضت محكمة مصرية بسجنه ستة أشهر بعد إدانته بالتهمة، على خلفية مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات الفضائية، وصف فيها مرسي بأنه "فاقد الشرعية ومتهم". وتعود خلفية الحكم الجديد إلى واقعة القبض على عدد من النشطاء السياسيين وأعضاء الحركات الثورية، من أمام نيابة عابدين، الذين توجهوا للتضامن مع الناشط السياسي المصري، أحمد ماهر، أثناء تسليم نفسه للنيابة العامة، بعد صدور أمر بضبطه وإحضاره.
وانضم دومة لمعركة "الأمعاء الخاوية" في السجون المصرية، ودخل في إضراب عن الطعام من 28 أغسطس/ آب الماضي، حتى يوم 27 سبتمبر/ أيلول الماضي. وفك إضرابه، بعد تدهور حالته الصحية بشدة، كونه يعاني من قرحة في المعدة.
لُقّب دومة بـ"صائد الفراشات"، لكثرة عدد القنابل المسيلة للدموع، التي تصيّدها لإلقائها بعيداً عن المتظاهرين خلال ثورة يناير، واشتهرت صور الغرافيتي الخاصة به على الجدران، بعد اعتقاله في عهد مرسي.
ودومة، من مواليد مركز أبو المطامير في محافظة البحيرة. والده سعد دومة، أحد رموز جماعة "الإخوان المسلمين". عمل دومة (29 عاماً)، كناشط سياسي مستقلّ، وعضو مستقيل من جماعة "الإخوان المسلمين" في عام 2007، وكان عضواً في حركات "كفاية"، و"شباب 6 إبريل"، و"شباب من أجل العدالة والحرية"، و"شباب الثورة العربية"، و"ائتلاف شباب الثورة"، الذي تأسس بعد ثورة 25 يناير، إلا أنه استقال من كل هذه الحركات إلا حركة "كفاية"، مفضِّلاً ممارسة العمل السياسي كناشط مستقل.
وشارك مع عشرات المتظاهرين في تظاهرة اعتراضية أمام مقر مكتب إرشاد جماعة "الإخوان المسلمين" في المقطم، وتعرّض للضرب في الاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين وأعضاء من الجماعة. كما شارك في التظاهر ضد حكم مرسي و"الإخوان المسلمين" في 30 يونيو/ حزيران 2013، التي أعقبها عزل أول رئيس منتخب في 3 يوليو/ تموز الماضي، بعدها عارض قانون التظاهر الذي أقرته الحكومة المصرية بعد الانقلاب، وأُلقي القبض عليه على خلفية هذا القانون. "صائد الفراشات"، هو عضو في اتحاد كتّاب مصر، لأنه شاعر، وكان مقرراً أن يطلق ديوانه الأول المحفوظ بالمطبعة بعد خروجه من السجن.