اتهم حزب النور السلفي أجهزة الأمن في مصر بـ"منع أنصار الحزب من التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ"، مدللاً على ذلك بتوسط عضو مجلس النواب عن الحزب، أحمد خليل خير الله، لدى وزارة الداخلية، لوقف ممارسات الشرطة حيال ناخبي الحزب، ومنعهم من الذهاب للجان الانتخاب بمحافظة الإسكندرية، من خلال سحب بطاقاتهم الشخصية، وأخذ مفاتيح سياراتهم على الطرق الموصلة إليها.
ونقلت "شبكة رصد حزب النور"، عبر موقع "فيسبوك"، عن القيادي في الحزب، أحمد الشحات، قوله: "رغم عبثية المشهد الانتخابي، وإساءته للوطن ككل، إلا أن رجال حزب النور من أعضاء الحزب، ومحبيه، رجالاً ونساءً، قد أثبتوا وجوداً ظاهراً، وصموداً مشرفاً، في مواجهة الرشى الانتخابية، وطغيان المال السياسي، وسيطرة حزب واحد على المشهد، مدعوماً من أحد أجهزة الدولة، كما يصرحون بذلك في مؤتمراتهم علناً".
وأضاف الشحات مخاطباً أنصار الحزب: "واصلوا مسيرتكم بإذن الله بنفس القوة، والإصرار، والثبات... لا تشغلنكم الممارسات غير الشريفة، التي يعطلونكم بها عن تحقيق أهدافكم النبيلة... ولولا وجودكم، وفاعليتكم، لما أقاموا لكم وزناً... أبشروا، ولا تحملوا هماً للنتائج... فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن".
كما نقلت الشبكة عن عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، رجب أبو بسيسة، قوله: "من خوفنا بنفوذه، وسلطته، وقوته... نخوفه بالله عز وجل وحده... فهو سبحانه نعم المولى، ونعم المصير". وكذلك عن النائب أحمد خليل، قوله: "من أعظم سمات القيادة الميدانية تأجيل الحزن، والغضب، لما بعد انتهاء المباراة... والتركيز في بذل كامل الطاقة والوسع لآخر ثانية".
ونشرت الشبكة صورة لنائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي، وزوجته، وهما يشاركان في انتخابات مجلس الشيوخ بالإسكندرية. وقد أثارت الصورة حالة من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أعاد نشرها محمد إسماعيل، معلقاً: "رحلتي من تحريم الانتخابات إلى اصطحاب المدام للصندوق"، وقال محمد حامد متهكماً: "أحد حلقات نصرة الشريعة والإسلام".
واستبعد حزب "مستقبل وطن" المدعوم من أجهزة الأمن المصرية حزب "النور" من مقاعد قائمة "من أجل مصر"، والتي تضم 11 حزباً سياسياً فقط، وتستهدف الفوز بجميع مقاعد مجلس الشيوخ، مستندة في ذلك إلى دعم أجهزة الدولة. ولا يتمتع مجلس الشيوخ بأي صلاحيات تشريعية أو رقابية، بل جاء من أجل ترضية أكبر عدد من رجال الأعمال الموالين للسلطة الحاكمة، وفق مراقبين.
وكانت مصادر سياسية مصرية قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، عن اتخاذ دائرة السيسي قراراً بإنهاء تواجد حزب "النور" في الحياة السياسية الرسمية، كونه يقوم على أساس ديني، في ظل رغبة رسمية بشأن إغلاق الباب تماماً أمام التيارات الدينية، حتى ولو كانت موالية للنظام، بحيث يقتصر ظهورها في أشكال دعم أخرى غير رسمية، من بينها الجمعيات الخيرية.
ويمتلك حزب "النور"، الذي لعب دور "المحلل" لتيار الإسلام السياسي في انقلاب الثالث من يوليو/ تموز 2013، ضد الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي، 12 مقعداً في مجلس النواب الحالي. ويتمتع الحزب السلفي بثقل انتخابي في محافظة الإسكندرية حيث معقل الدعوية السلفية، وكذلك في محافظات مرسى مطروح والبحيرة وكفر الشيخ.