وافقت وزارة التربية والتعليم المصرية على مقترح يعتمد على تقسيم المدارس إلى فترتين تعملان بالتناوب ثلاثة أيام صباحي ويومين مسائي، لاستيعاب الزيادة الطلابية وكثافة الفصول في المدارس التجريبية بمحافظة الجيزة، على أن يكون اليومان المسائي في أحد المراكز الشبابية لممارسة الأنشطة المختلفة والأيام الصباحي داخل مقر المدرسة المقيد بها التلميذ.
وكشف وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، إلهام إبراهيم، عن خطة الوزارة لتنفيذ برنامج استيعاب الكثافة الكبيرة في طلاب المدارس التجريبية في المحافظة وبالأخص مرحلتي رياض الأطفال والصفوف الثلاثة الأولى بمرحلة التعليم الأساسي، موضحة أن المقترح يقتضي بأن تكون الدراسة في المرحلة الأولى لرياض الأطفال عبارة عن ثلاثة أيام صباحي، ويومين مسائي، والمرحلة الثانية ستحصل على ثلاثة أيام صباحي ويومين مسائي أيضا بالتبادل بينها، على أن يتساوى جميع التلاميذ في حضور ثلاثة أيام صباحا ويومين مساء.
وكشفت إبراهيم عن زيادة الكثافة الطلابية في الفصل إلى 60 طالباً وإمكانية استيعاب 30 ألف طالب وتسكينهم وتوفير قاعات دراسية لهم، واستكمالاً للمقترح أعلنت أن التلميذ يقضي يومه الدراسي أيام الفترة المسائية خارج أسوار المدرسة في المراكز الشبابية
بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة ووزارة الثقافة التي بدورها توفر قاعات الاستطلاع في المكتبات العامة ومراكز ثقافة الطفل، وبالتالي ضمان دعم قطاعات الدولة ككل للعملية التعليمية.
هذا المقترح في ظاهره وبحسب إبراهيم يتناغم مع قرار وزير التعليم وسياسته المعلنة بأن تشتمل المناهج على نسبة 60% مادة تعليمية و40% أنشطة مختلفة، وعلى جانب آخر يتناقض مع القرار رقم 285 لسنة 2014 والذي ينظم العمل بالمدارس التجريبية، وينص أحد بنوده على أن تسير الدراسة في هذه المدارس بنظام اليوم الكامل، يتوسطها فترة راحة مع شغل اليوم بالأنشطة التربوية والثقافية وكذلك تحديد عدد الطلاب بالفصل بحيث لا يتعدى الـ"36" تلميذا، في الرسمية لغات، و29 تلميذا في الرسمية المتميزة لغات.
وكان وزير التعليم الأسبق، محمود أبو النصر، قد صرح مع صدور القرار أن مصاريف المدارس الرسمية تحقق فائضا يقدر بـ90 مليون جنيه، يتم وضعها في صندوق دعم وتمويل المشروعات لإنشاء مدارس جديدة، لحل أزمة الكثافة بالفصول، وهو ما لم يحدث بعد.
وواجه أولياء الأمور المقترح بالرفض القاطع، مؤكدين أنه يؤكد فشل المنظومة التعليمية وسعيها الدؤوب وراء إرهاق كل من التلميذ والمعلم وأولياء الأمور، والاستهتار بأهم سنوات تأسيس الطفل لأن هذه الأنشطة ستكون مجرد حبر على ورق دون أدنى رقابة.
تقول شيرين رضا أحد أولياء الأمور، هذا النظام سوف يعمل على تشتيت ذهن الطفل، وتتساءل كيف يدرس الطفل في ثلاثة أيام منهجاً لم يكفه أسبوع كامل من قبل بسبب تكدس المناهج وضغطها في فترة زمنية وجيزة.
ويسخر جمال الشنطوري، إذا كانت كل هذه الأبنية التعليمية لا تستوعب الكثافة الطلابية فمن أين نأتي لهم بمراكز شباب إذا كان هناك مركز شباب واحد وعقيم يخدم منطقة بأكملها.
وتتساءل علياء محمد: وماذا تفعل الأم إذا كان لديها طفلان أحدهما في الصف الأول والآخر في الصف الثاني، ويبدلون في الجدول الصباحي والمسائي طول أيام الأسبوع! هكذا تدمرون البيوت والأطفال ولن يكون لدى الأم أدنى طاقة لخدمة البيت أو مساعدة أطفالها، وإذا كانت امرأة عاملة فليس أمامها سوى ترك العمل.
وتضيف دعاء محمد: هذا المقترح فيه دمار للعملية التعليمية، ويجعل من أطفالنا فئران تجارب لمشروع كل هدفه تسكين التلميذ واستيعاب أكبر عدد بصرف النظر عن جودة العملية التعليمية.
ولدى مروة أحمد وعدد من أولياء الأمور مقترحاً معاكساً بعدم دفع المصروفات الدراسية، وتنظيم وقفات احتجاجية للضغط على أصحاب القرار.
وترى نهى السيد، مدير عام سابق لإحدى الإدارات التعليمية بالجيزة، أن المشروع به قدر كبير من التشتت والضياع وتتساءل: كيف يتم الإعلان عن هذا المقترح في هذا الوقت الضيق الذي يسبق بداية السنة الدراسية بأسبوع واحد، وتؤكد: هذا المقترح سوف يجعل مشكلة كثافة الفصول أكثر تعقيدا بعد الانتهاء من الصفوف الثلاثة الأولى والانتقال للصف الرابع وتواصل: البنية التحتية لمراكز الشباب لا تسمح بهذا المقترح؛ لأنها غير معدة لذلك لا من حيث المكان ولا الأدوات.
وتضيف أنه ليس هناك خطة مدروسة وواضحة مما يجعلنا نفتقد للكثير من الإجابات حول من سيصحب التلاميذ إلى مركز الشباب المدرسة أم ولي الأمر، وخاصة أنها تبعد عن مربع المدرسة، وإذا كانت المدرسة فكيف يتم ذلك مع افتقار المدارس التجريبية لخدمة الأتوبيس المدرسي، وإذا كان ولي الأمر المتعاقد مع سائق خاص، فبالتأكيد ستتضاعف التكلفة على كاهل الأسرة المصرية ويزيد العبء، وفي حال تخطينا كل هذه العقبات فمن سيتولى مهمة الإشراف على التلاميذ، وهل ستكون مسؤولية التربية والتعليم أم الشباب والرياضة أم وزارة الثقافة.
وتتمنى السيد التوصل إلى حلول جذرية بدلاً من المسكنات التي ينتهجها كل مسؤول خلال فترة توليه المنصب، مؤكدة أن الحلول لن تكون إلا ببناء العديد من المدارس الجديدة في المساحات الفضاء المنتشرة في كافة المناطق بالجيزة.