قال رئيس النقابة العامة للبقالين (تجار السلع المدعمة) في مصر، وليد الشيخ، في تصريحات لـ"العربي الجديد إن مصر تواجه نقصاً حاداً بالسلع التموينية المدعّمة التي يستفيد منها نحو 64 مليون مصري بنسبة عجز وصلت إلي 97%
أضاف الشيخ "أنّ العجز في المقررات التموينية الخاصة بشهر أغسطس/آب الجاري، وصل إلى مستوى قياسي، بلغ نحو 97 في المائة على مستوى الجمهورية، في حين بلغت نسبة العجز في شهر يوليو/الماضي، نحو 50 في المائة.
وتتضمن المنظومة الجديدة للسلع التموينية 20 سلعة، تم زيادتها مؤخراً إلى 37 سلعة بسعر السوق الحر، ودعم 15 جنيها للفرد، بدلاً من 3 سلع في المنظومة القديمة التي تم إلغاؤها وكانت محددة بـ 1.5 كيلو زيت، و2 كيلو سكر و2 كيلو أرز بسعر 10 جنيهات فقط للفرد.
فشل حكومي
وحسب رئيس النقابة العامة للبقالين (تجار السلع المدعمة) في مصر،"فإنّ أزمة نقص السلع التموينية تعتبر أكبر أزمة في تاريخ وزارة التموين، وإنّ الوزارة فشلت في توفير قائمة السلع التموينية الجديدة الشهر الماضي، ثم أعلنت زيادتها إلى 37 سلعة، ولم توفر منها شيئا حتى الآن".
وأضاف "أنّ الشركة القابضة للصناعات الغذائية لم تورد إلا نصف الكمية المقررة للشهر الماضي تقريباً" واوضح أنّ محافظات الصعيد والوجه البحري لم تتلق سوى 30 في المائة فقط من مخصصاتها التموينية، والقاهرة الكبرى حوالي 45 في المائة، وبالنسبة للشهر الجاري لم يتم توريد سوى نسبة تتراوح بين 3 إلى 5 في المائة معظمها في القاهرة الكبرى، ولم يذهب شيئا للصعيد أو الدلتا.
وتوقع رئيس نقابة البقالين، استمرار العجز لنهاية الشهر الجاري، وإنّ الوزارة ستؤجل صرف السلع للشهر المقبل، كما فعلت الشهر الماضي.
نقص السلع
وكان نحو 200 بقال تمويني بمحافظتي القاهرة والجيزة، تقدموا ببلاغات للنائب العامة والنيابة ضد وزارة التموين والشركة القابضة للصناعات الغذائية، لنقص السلع التموينية الحاد الشهر الماضي.
وأضاف الشيخ: "لم يحصل البقال التمويني إلا على 5 سلع على الأكثر، ومنها في الغالب الدقيق والصلصة والزيت، في حين أنّ المواطنين يسألون عن السلع الاستراتيجية القديمة (الزيت والسكر والأرز).
وقال نائب رئيس شعبة المواد الغذائية والبقالة التموينية بغرفة القاهرة التجارية عماد عابدين، لـ"العربي الجديد": "إنّ البقالين في القاهرة لم يحصلو إلا على عدد محدود من السلع التي أعلنها وزير التموين."
وقال: "وزير التموين والتجارة الداخلية، خالد حنفي، يردد تصريحات متناقضة، ويتسبب في وجود مشاكل، ويتكلم عن الشعب المطحون وكأنهم من سكان باريس، مرّة يصرح ببيع الدجاجة بـ 75 قرشا وكيلو اللحمة بجنيه، وأخرى يصرح بإضافة سمنة بلدي وبولوبيف وتونة ولبن على التموين وهو لم يوفر أصلا السلع القديمة، ويجعل المواطن يشك في البقال من خلال تصريحاته المنافية للواقع".
اعتراف رسمي
وفي المقابل اعترف المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية محمود دياب، بعدم توريد الوزارة المخصصات التموينية خلال شهر أغسطس/آب الجاري، مؤكدا في الوقت نفسه انه قبل نهاية الأسبوع سيتم توفير السلع بنسبة 100 %.
وقال في تصريحات لـ"العربي الجديد": "إنّ الوزارة مدت فترة صرف السلع التموينية الخاصة بالشهر الماضي إلى الشهر الجاري، نظرا لتأخر السلع نتيجة لعمليات الجرد السنوية التي تجريها الشركة القابضة للصناعات الغذائية على المخازن".
وأكد أنّ الوزارة قامت بزيادة أنواع السلع منذ يومين لتتيح مزيدا من الحرية أمام المواطنين في اختيار تموين جيّد. وأضاف: "إن الوزارة تعترف بالعجز، غير أنه ليس بالصورة التي يروجها البقالون، حيث إنّ نسبته تتراوح بين 10 إلى 20 في المائة على أقصى تقدير".