مصر تواجه رهانا صعبا لجذب سياح الخليج

08 مايو 2014
مصر تعاني تراجعا في أعداد الوافدين والدخل السياحي (getty)
+ الخط -

قال مسؤولون وعاملون في قطاع السياحة المصري، إن بلادهم تواجه رهانا صعبا لاجتذاب سياح دول الخليج العربي، الذين تراجعت أعدادهم بنحو كبير على مدار الأعوام الماضية، وسط توقعات بـأن يسجل الصيف المقبل إقبالا متواضعا من جانب الوافدين.

ودشنت وزارة السياحة المصرية من دبي بالإمارات العربية المتحدة، الأسبوع الجاري برنامجا تحفيزيا، لوافدي المملكة العربية السعودية والكويت إلى مدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر شرق مصر، يتضمن تخفيضا لتكلفة الرحلة والإقامة.

وتقول وزارة السياحة المصرية، إنها تسعى إلى جذب 2.2 مليون سائح خلال العام الجاري، فيما استبعد مسؤول بارز في اتحاد الغرف السياحية تحقيق ذلك بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التي تشهدها مصر.

وأطاح الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي، الأمر الذي زاد من حدة الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ اندلاع ثورة يناير/كانون الثاني 2011.

وقال المسؤول في اتحاد الغرف السياحية، الذي فضل عدم الكشف عن هويته "السائح الخليجي يفضل التوجه إلى تركيا ودبي وماليزيا".

وأضاف أن حركة السياحة العربية تراجعت من 2.2 مليون سائح خلال 2012 إلى 1.8 مليون سائح خلال العام الماضي 2013 بانخفاض 18.1%.

وقال: "لا أتوقع أن يشهد الصيف المقبل إقبالا من السائحين العرب والخليجيين بشكل خاص، حيث يأتي شهر رمضان في ذروة الموسم الصيفي".

وتعاني القاهرة من تدني إشغالات الفنادق على مدار 3 أعوام، جراء استمرار التظاهرات، فضلا عن ارتفاع وتيرة العنف مؤخرا مع استخدام قوات الأمن القوة لتفريق المتظاهرين.

وقال المسؤول في اتحاد الغرف السياحية، إنه رغم إبداء أكثر من 18 فندق في الغردقة على البحر الأحمر الموافقة على المشاركة في البرنامج التحفيزي، الذي تم إطلاقه في دبي الأسبوع الحالي، فإن السائح العربي لا يقبل على زيارة الأماكن الساحلية، وإنما يرغب في التوجه إلى القاهرة التي يرتبط بها وجدانيا، فضلا عن مباشرة أعماله.

وتراجعت حركة السفر إلى مصر خلال العام الماضي، ليبلغ عدد الوافدين 9.5 مليون سائح، مقابل 11.5 مليون سائح خلال العام 2012.

ويتجاوز انفاق السائح العربي انفاق السائح الأوروبي، إذ يتراوح بين 90 و130 دولارا في الليلة، مقابل 63.3 دولار للأوروبي في الليلة.

وبحسب بيانات وزارة السياحة المصرية، بلغ عدد السياح العرب خلال فبراير/شباط الماضي 212 ألف سائح، من 616 ألف سائح زاروا مصر.

كما تشير البيانات إلى أن السياح العرب الذين زاروا مصر خلال الربع الأول من العام الجاري لم يتجاوزوا 600 ألف سائح من إجمالي 2 مليون سائح.

وقال رئيس قطاع السياحة الدولية بالهيئة العامة للتنشيط السياحي أحمد شكري، إن وزارة السياحة تستهدف 2.2 مليون سائح عربي بنهاية العام الجاري.

وأضاف شكري "اعتمدنا خطة طموحة لاستعادة حركة التوافد العربي، خاصة من دول الخليج".

وتأمل هيئة التنشيط السياحي وهي الذراع الترويجية لوزارة السياحة، رفع التوافد إلى المناطق السياحية شرق البلاد بالبحر الأحمر عبر البرامج التحفيزية التي تطلقها.

لكن المسؤول في اتحاد الغرف السياحية، قال "علينا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال ونعرف الأخطاء التي جعلت السائح العربي يحجم عن زيارة مصر، وأهمها عدم استقرار الأوضاع وتدني الخدمة والتفرقة في الأسعار .. نواجه حقا رهانا صعبا".

وأوضح أن تركيا وماليزيا استطاعتا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة جذب الأسر العربية في الخليج، من خلال كفاءة الخدمة وسهولة الانتقال إلى مناطق السياحية بشبكة طيران قوية، فضلا عن مشاهدة ثقافة جديدة تختلف عن الثقافة العربية.

وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 1.3 مليار دولار، بانخفاض 43%، مقابل نفس الفترة من العام الماضي، جراء تحذيرات 15 دولة أوروبية لمواطنيها بعدم السفر إلى شبه جزيرة سيناء شمال شرق البلاد، عقب تفجير حافلة سياحية منتصف فبراير/شباط الماضي.

لكن رئيس قطاع السياحة الدولية بالهيئة العامة للتنشيط السياحي، قال " سندشن حملة فوانيس رمضان خلال الشهر الكريم، وسنعمل على إتاحة ما يلبي رغبات العرب في مصر من مجموعة من المهرجانات والحفلات".

وقال رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في مرسى علم شرق مصر، عادل راضي " نأمل امتداد البرامج التحفيزية إلى كل المناطق السياحية، لا سيما على البحر الأحمر".

وأضاف راضي في اتصال هاتفي لمراسل "العربي الجديد" أن هذه البرامج سيكون لها أثر جيد على رفع مستوى الإشغالات.

الدولار = 7.02 جنيه مصري.