مصر تلوّح بالتدخل العسكري في ليبيا

03 اغسطس 2014
المدنيون يهربون من الأوضاع الليبية المتفجرة (نصري/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

علم "العربي الجديد" أن "الساعات القليلة الماضية شهدت اتصاﻻت مكثفة بين الحكومتين المصرية والجزائرية لمناقشة تطورات اﻷوضاع في ليبيا، بما في ذلك مناقشة الأحداث المحتملة التي قد تتطلب من البلدين، تدخلاً عسكرياً لوقف تدهور الأوضاع اﻷمنية هناك، والتي تؤثر على استقرار مختلف دول شمال أفريقيا".

وذكرت مصادر حكومية مصرية إن "التدخل العسكري المصري خيار وارد، إذا تدهورت اﻷوضاع أكثر وأثرت بشكل مباشر على الداخل المصري، لكنه ليس خياراً مطروحاً على اﻷمد القصير، وذلك بسبب عدم وضوح الرؤية بالنسبة للأطراف المتصارعة داخل الجارة الغربية، وكذلك بسبب استمرار وجود آلاف المصريين المستقرين في مدن لييية مختلفة، ولم تضطرهم الظروف حتى اﻵن للعودة إلى مصر".

وأشارت المصادر إلى أن "القوات المسلحة المصرية تكثف منذ أيام عدة، طلعات جوية استطلاعية فوق الشريط الحدودي مع ليبيا، للتصدي ﻷي محاولة لتهريب اﻷسلحة أو التسلل شرقاً".

وأوضحت أن "الرئاسة المصرية تؤيد بشدة أن يتم حفظ الأمن في ليبيا تحت غطاء دولي، تشارك فيه دول اﻻتحاد اﻷوروبي والجامعة العربية، لحين استقرار اﻷوضاع في البلاد".

وأكدت المصادر أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي، حاول خلال لقائه رئيس الوزراء اﻹيطالي ماتيو رينتزي، الذي تتولى بلاده رئاسة اﻻتحاد اﻷوروبي، أن يدفعه لتبني قرارات إقليمية وأممية مؤثرة تجاه الوضع في ليبيا، لكن رينتزي لم يعد السيسي، إﻻ بعرض اﻷمر على القمة المقبلة لحلف شمال اﻷطلسي".

وأفادت المصادر أن "التنسيق اﻷمني والعسكري والسياسي بين القاهرة والجزائر مستمرّ، بمعزل عن الجارة الثالثة لليبيا وهي تونس". وأكدت أن "الاتصاﻻت بين البلدين، اقتصرت في اﻵونة اﻷخيرة على التعاون في نقل العمالة المصرية الهاربة من ليبيا عبر الحدود التونسية".

وفي السياق، وضع خبراء ومراقبون تصريحات السياسي المصري عمرو موسى، بشأن إمكانية التدخل العسكري المصري في ليبيا، في خانة جس نبض لردود الأفعال الداخلية والخارجية على المستويين الإقليمي والدولي.

وأوضح مراقبون أن "العلاقة الوثيقة بين النظام المصري الحالي، وموسى، باعتباره أحد أهم الأبواق التي تروّج للنظام، تؤكد أن السياسي المصري المخضرم لا يعبّر عن نفسه".

وكان موسى قد أصدر بياناً، اليوم الأحد، أكد فيه أن "الوضع في ليبيا أصبح مصدر قلق كبير لمصر، ودول الجوار في العالم العربي على اتساعه". ودعا إلى "نقاش مصري واسع، لتوعية الرأي العام بالمخاطر القائمة، وبناء التأييد اللازم في حالة اضطرار مصر لاستخدام حق الدفاع عن النفس".

وأشار موسى إلى أن "الدويلات والطوائف والفصائل المتطرفة في ليبيا تهدد أمن مصر القومي تهديداً مباشراً، وأن المطامع الخارجية أدت إلى اضطراب الوضع، وإفشال انتفاضة الشعب الليبي من أجل الحرية والديمقراطية وبناء ليبيا الجديدة".

ولفت إلى أن "إعلان الدويلات الطائفية داخل الدول العربية تطور سلبي وخطير، ويشكل تهديداً للسلم والأمن والاستقرار في العالم العربي، ومنطقة الشرق الأوسط وجوارها"، داعياً "الشعب الليبي وعقلاءه إلى وقف استهداف المصريين وحمايتهم وتسهيل عودتهم إلى مصر".

ولفتت مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "جهات رسمية مصرية، سواء في وزارة الخارجية أو غيرها، قد تصدر بياناً للتعليق على وضع المصريين في ليبيا بصفة عامة، وربما يتضمن البيان إشارة إلى ما يتردد حول الموقف المصري مما يحدث في الجوار الليبي".

وأثار بيان موسى، علامات استفهام حول إمكانية قيام مصر بعملية عسكرية هناك، ورأى الخبير السياسي، ياسر البحيري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "ما قاله موسى يؤكد الشائعات التي كانت تتحدث عن وجود نية لدى النظام المصري الحالي بالتدخل العسكري في شرق ليبيا، والحديث عن إمكانية حدوث ذلك بدأت تزيد بعد الهزيمة التي لحقت باللواء المتقاعد، خليفة حفتر".

وأغلقت الجزائر مجالها الجوي في وجه الطائرات الليبية، والطائرات القادمة من المجال الجوي الليبي، في سياق التدابير الأمنية الاحترازية.

وأكدت مصادر جزائرية مسؤولة، أن "السلطات اتخذت القرار خوفاً من استغلال المجموعات الإرهابية المسلّحة، الفوضى السائدة في بنغازي وطرابلس، للسيطرة على طائرات مدنية أو عسكرية يمكن أن استعمالها في مهاجمة أهداف في الجزائر".

المساهمون