وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن رئيس الموساد اقترح نشر نص التحذير، بغرض منع نشوب الحرب، بعد إعلان معرفة إسرائيل بالخطط الحربية المصرية والسورية، وموعد ساعة الصفر.
وشملت البرقية، التي نُشرت لها صورة اليوم، تحذيراً واضحاً من رئيس الموساد في البرقية الموجهة إلى رئيسة الحكومة الإسرائيلية، غولدا مئير، يتضح منها، وفي رأس البرقية التحذير من أن مصر وسورية تعتزمان شن الحرب يوم (6/10/1973) في ساعات المساء.
وأثار فيلم أميركي - إسرائيلي، صدر تحت اسم "الملاك"، وقدمته شبكة "نتفليكس" ردود فعل مثيرة واسعة، كونه يروي قصة أشرف مروان، سكرتير السادات، ويعتمد الرواية الإسرائيلية عن دور مروان كجاسوس عمل لصالح تل أبيب، وتقديمه لها "خدمات استخباراتية جليلة".
وكانت حالة من الغضب انتابت الأوساط المصرية، في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، رفضاً لرواية إسرائيلية أثيرت وقتها، بشأن إنقاذ أحد المسؤولين البارزين في مصر للكيان الصهيوني خلال حرب أكتوبر 1973، في وقت التزمت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي الصمت التام، في ظل العلاقات "الدافئة" التي تربطها بحكومة بنيامين نتنياهو.
وقال البرلماني أحمد الطنطاوي، حينها إن "الرواية الإسرائيلية لا تخرج عن كونها محض ادعاء، إذ لا توجد دلائل موثّقة على حدوثها"، مستنكراً موقف الخارجية المصرية عقب نشرها وتباطئها إلى الآن في إصدار بيان وافٍ، للرد على مزاعم رئيس الموساد السابق، والتي تسعى إلى "تشويه الإدارة المصرية إبان وقت الحرب".
وأضاف الطنطاوي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن "مواقف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، غير مرضية للسواد الأعظم من المصريين، والذين يرفضون استمرار سياسات تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، مشدداً على خطورة الترويج للرواية الصهيونية، كونها تستهدف الطعن في شرف الجندية المصرية، والترسيخ لدى الغرب إمكانية تجنيد مسؤولين مهمين في الدولة المصرية.
من جهته، قال القائم بأعمال رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، مدحت الزاهد، إن "إسرائيل هي العدو الأول للدولة المصرية تاريخياً، وبالتالي لا يمكن النظر إلى تقارب السلطة الحالية في مصر مع حكومة الاحتلال إلا باعتباره مؤقتاً والتقاء مصالح، ولا يعبّر بحق عن رغبة المصريين في مناصرة القضية الفلسطينية، واسترداد الأراضي العربية المحتلة".
ودان الزاهد محاولات التقارب الحثيثة من النظام الحاكم المصري مع إسرائيل، وصمته إزاء جرائم الأخيرة بحق الفلسطينيين، و"محاولة تزويرها أحداث حرب مقدسة في حجم انتصار عام 1973"، مشدداً على رفض حزبه كافة الترتيبات الإقليمية التي تجرى تحت رعاية أميركية في المنطقة، ومحاولات توسيع مظلة "السلام الدافئ" مع العدو الصهيوني.
إلى ذلك، قال الباحث المتخصص في الصراع العربي - اﻹسرائيلي، محمد سيف الدولة، إن "الرواية الإسرائيلية غير حقيقية في الاحتمال الأرجح"، عازياً إطلاقها في هذا التوقيت إلى "حالة الطمأنة لدى الإسرائيليين من التقارب غير المسبوق بين إدارتهم والسيسي، والذي يرى في نتنياهو رجل سلام، وليس مجرم حرب".