دخلت مفاوضات سد النهضة مرحلة حرجة بعد فشل الجولات العشر الماضية في التوصل إلى صيغ مرضية يمكن البناء على أساسها في المستقبل، وتأتي الجولة الحالية من المفاوضات في الخرطوم بحضور وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا، كمحاولة لحلحلة المواقف بعد لقاء السيسي وهاليماريام ديسالن رئيس الوزراء الإثيوبي على هامش القمة الأفريقية في مالابو، حيث طلبت مصر عددا من المطالب، في مقدمتها تغيير تصميمات السد وانخفاض ارتفاع السد وعدم بناء الثلاثة سدود الفرعية الأخرى، بالإضافة إلى اشتراك الدول الثلاث في بناء السد والاستفادة من الطاقة الكهربائية المولدة.
في حين توجهت مصر نحو تحسين علاقاتها مع السودان من خلال منع مؤتمر المعارضة السودانية من الانعقاد في القاهرة، والاتصالات التي تمّت مؤخرا بين السيسي والبشير بشأن مساعي تحسين العلاقات بين البلدين لدفع السودان باتخاذ مواقف أكثر إيجابية تجاه مصر، ومن بين المطالب المدرجة علي الموقف السوداني مثلث حلايب الذي تطالب به السودان كجزء من أراضيها.
وقال خبير المياه ووزير الري الأسبق مهدي علام إن مصر تسعى بحسن النوايا وتعتبر أن حسن النوايا سينهي مشكلة السد، في حين أن إثيوبيا تنظر بمنظور اقتصادي بحت ولها شركاء دوليون في بناء السد وعينها على تحقيق عوائد مالية منه، ومن ثم لا يستقيم الأمر بين رؤية البلدين، مطالبا مصر باتخاذ تدابير أكثر فاعلية لمنع بناء السد بالارتفاع الحالي، والاكتفاء بما أشار إليه أحد المكاتب الخارجية -المكتب النرويجي- وهو ما يمنع تضرر مصر بالشكل المخيف والمتوقع، فضلا عن أن بناء السد وعمله بكل طاقته يعرضه للانهيار.
في حين اعتبر الدكتور مغاوري شحاتة أن المشكلة الأساسية ترتبط بحصة مصر من المياه وفي حال فقدان أو التقليل من هذه الحصة سوف تُلحق بمصر ضررا كبيرا، محذرا من خطورة الاعتماد على فكرة تحلية المياه من البحر لأنها مكلفة للغاية، وقال إن هناك حلحلة باتجاه إشراك المكتبين الفنيين الفرنسي (الذي تتمسك به إثيوبيا) والهولندي التي تريد استبعاده، وفي حال عودة عمل المكتبين يمكن التوصل إلى حلول وسط، لا سيما بما يتعلق بارتفاع السد والبحث عن حلول بشأن حصة مصر.
اقرأ أيضا: اجتماع سد النهضة يُقلق مصر... وتخوّف من التأجيل