مصر: تدشين "حملة مقاطعة إسرائيل" في ذكرى "بحر البقر"

05 ابريل 2015
من حملات المقاطعة في فلسطين (أحمد غربلي/فرانس برس)
+ الخط -
يتزامن المؤتمر التأسيسي لـ"الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل" في مصر في 8 أبريل/نيسان الحالي، مع الذكرى الـ45 لمذبحة بحر البقر، التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد تلاميذ مصريين.  وأعلن منظمو الحملة، وهم مجموعة من الشخصيات المصرية يُمثلون أحزاباً وحركاتٍ سياسية وثورية واتحادات طلابية، ونقابات عمالية، ومنظمات مجتمع مدني، وفنانين وشخصيات عامة، عن تأسيس وإطلاق "الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل في مصر"، وأشاروا إلى أن "الدعوة مفتوحة للجميع لحضور المؤتمر والمشاركة في فاعلياته". وتضمّ "الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل" أكثر من 70 دولة، منها فرنسا وإنكلترا وجنوب أفريقيا وإسبانيا، وانطلقت من فلسطين في عام 2005.

وقال منظمو الحملة، إن "انتصاراً تحقق بالفعل قبل تدشين الحملة، بعد أن قررت شركتا سافيج وبوما، الانسحاب من مشروع إنشاء التلفريك الرابط ما بين المستوطنات والقدس المحتلة". وجاء ذلك، عقب نجاح الحملة ضد اثنتين من الشركات الفرنسية الأخرى "فيوليا" و"ألستوم"، اللتين خسرتا مليارات الدولارات جراء فقدانهما عقوداً عدة في جميع أنحاء العالم.

وذكر المنظمون، أن "أحد أسباب انسحاب سافيج وبوما، جاء بفعل تحذيرات وزارتي المالية والخارجية المصريتين، بشأن العواقب المترتبة على مثل هذا الفعل، وما يصاحبه من خرق للقوانين الدولية وقوانين الأمم المتحدة لحقوق الإنسان".

وكشف المنظمون أن "الحملة في بريطانيا، لاقت رواجاً وإقبالاً واسعاً، بعد قيام أكثر من 700 كاتب وفنان تشكيلي وممثل وموسيقي وغيرهم في بريطانيا، بالتوقيع على تعهّد بمقاطعة التعاون مع المشاريع التي تمولها أي مؤسسة مرتبطة بإسرائيل، وبعدم قبول دعوات إليها".

ومن فعاليات الحملة، التي لاقت انتشاراً واسعاً خلال هذه الأيام في مصر، قبل تدشينها رسمياً، توجيه منظمي الحملة من فلسطين المحتلة رسالة إلى الشاعر المصري هشام الجخ، ناشدوه فيها "إلغاء أمسيته في مدينة الناصرة الفلسطينية"، التي كانت مقررة يوم الأربعاء 11 فبراير/شباط الماضي، بحجة أن "العرض، وبغض النظر عن النوايا، يخالف معايير مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع معها".

اقرأ أيضاً: نشطاء فلسطينيون يتلفون بضائع إسرائيلية وسط رام الله

وعلى الرغم من الاعتراضات، إلا أن الجخ دخل إلى أراضي 1948 بتصريح خاصّ صادر عن علاقة تطبيعية بين السلطات المصرية والسلطات الإسرائيلية، تحكمها وتنظمها اتفاقيات "كامب دايفيد". ويشير منظمو الحملة إلى أن "خرق شخصيات عربية لمعايير المقاطعة، لا يمكن إلا أن يقوّض حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها محلياً وعالمياً، ويضعف الجهود الهامة لمناهضة التطبيع التي تقودها الأطر والمنظمات الشعبية والنقابات الأوسع في العالم العربي، وعلى رأسها النقابات والأطر الشعبية المصرية".

وأضاف المنظمون أنه "في الوقت الذي تحقق فيه حركة المقاطعة إنجازات هائلة حول العالم في عزل إسرائيل أكاديمياً وثقافياً وحتى اقتصادياً، كما يعترف اليوم قادة دولة الاحتلال ومسؤولو استخباراتها، توظّف إسرائيل كل زيارة تطبيعية لضرب حركة المقاطعة حول العالم تحت شعار: لا تكونوا عرباً أكثر من العرب أنفسهم"، بحسب الرسالة.

وعلمت "العربي الجديد" أن منظمي الحملة في مصر، ومن بينهم القيادي بحركة "الاشتراكيين الثوريين"، هيثم محمدين، والناشط السياسي المصري الفلسطيني، رامي شعث، وغيرهم، يتواصلون مع عدد من النقابات المهنية المصرية مثل المحامين والصحافيين، لحجز قاعة في إحدى النقابات من أجل تدشين المؤتمر، إلا أنهم لم يتلقّوا رداً بالموافقة من أي منهم إلى الآن.

وكانت مذبحة "مدرسة بحر البقر المشتركة" قد وقعت إثر شنّ القوات الجوية الإسرائيلية هجوماً كبيراً صباح الثامن من أبريل/نيسان 1970، وقصفت طائرات من طراز "فانتوم" المدرسة في قرية بحر البقر، بمركز الحسينية في محافظة الشرقية. وأسفر الاعتداء عن استشهاد 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً. وأثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي. وعلى الرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبياً ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها ريتشارد نيكسون، على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة.

وأدى الحادث في حينه إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية، الذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو/حزيران 1970، والذي أسقط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، قبل انتهاء كل العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف.

اقرأ أيضاً: الأردن: قائمة سوداء للشركات المطبّعة مع إسرائيل

دلالات