تدرس الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة النقل، بالتعاون مع هيئة السكك الحديدية، إصدار قرار قريبا برفع أسعار تذاكر سكك الحديد التي تربط بين المحافظات، بعد تراجع في القرار أكثر من مرة خلال الشهور الماضية.
وكشف مسؤول في الهيئة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن زيادة أسعار التذاكر ربما تكون الأعلى بخلاف السنوات الماضية، موضحاً أنه رغم مشاكل السكك الحديد الكثيرة والمتعددة والتي ما زالت مستمرة وفى تزايد، إلا أن الهيئة رأت أنه لا بد من رفع أسعار التذاكر، بعد تراكم الديون التي وصلت إلى ما يقرب من 250 مليار جنيه (الدولار = نحو 16 جنيها)، معظمها للبنك المركزي ولبنك الاستثمار العربي ولوزارة البترول، وذلك على مدار سنوات طويلة.
وشدد على أن العائد السنوي لإيرادات بيع تذاكر القطارات يبلغ نحو مليار جنيه، في حين تبلغ التكلفة التشغيلية حوالي 10 مليارات جنيه، وتم استنفاد كل الوسائل التي يمكن أن تدرّ دخلاً للهيئة، ولم يتبق سوى زيادة أسعار التذاكر.
وأضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن وزارة النقل ترى أنه لم يتم تحريك أسعار التذاكر خلال شهر يوليو/تموز من العام الماضي رغم تحرير أسعار الوقود، ما أدى إلى زيادة تراكم الديون، موضحا أن رفع أسعار تذاكر القطارات يمكن أن يسهم في تخفيف الأعباء المالية على الهيئة، خاصة بعد الفواتير الكبيرة التي تكبدتها الهيئة لاستيراد قطع غيار وجرارات جديدة.
وأكد عدم تطور هيئة السكك الحديد خلال تلك السنوات، نظراً للمشاكل الطائلة والكبيرة، والتي تفوق الديون الموجودة حالياً على الهيئة، لكونها مشاكل متراكمة منذ سنوات ماضية وليست وليدة اليوم.
وأوضح المسؤول أن عددا من المسؤولين في الهيئة التقوا خلال الأيام الماضية مع عدد من أعضاء البرلمان وأعضاء لجنة النقل، لكي يشرحوا لهم مشاكل الهيئة التي تواجهها حالياً، متوقعاً أن يتم مناقشة رفع أسعار التذاكر مع مجلس الوزراء وعدد من الجهات السيادية والأمنية التابعة للدولة.
وتعد أزمة قطارات سكك الحديد إحدى المشكلات التي تؤرق المصريين، على الرغم من أن المرفق يعتبر العمود الفقري لوزارة النقل وذات أهمية كبرى في نقل الركاب بين المحافظات المصرية، حيث يبلغ حجم نقل الركاب بالسكك الحديدية نحو 1.4 مليون راكب يوميا، بالإضافة إلى نقل كميات كبيرة من البضائع.
ويشكو الركاب من سوء الخدمة داخل القطارات، من بينها تعطل التكييف، وعدم توفير نظافة في الحمامات أو الممرات، وتهالك النوافذ والمقاعد والأبواب.