أيّدت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم الأربعاء، والمنعقدة في معهد أمناء الشرطة بطره بحلوان (جنوب القاهرة)، برئاسة المستشار حسن فريد، استمرار إخلاء سبيل الناشطة إسراء الطويل، مع تخفيف التدابير الاحترازية التي قضت بها المحكمة بجلسة إخلاء سبيلها، لمدة يوم واحد فقط في الأسبوع، (المراقبة الشرطية)، على خلفية اتهامها في القضية رقم 485 لسنة 2014، أمن دولة عليا.
وكانت المحكمة ذاتها أصدرت قراراً بإخلاء سبيلها نظراً لظروفها الصحية، على خلفية اتهامها "بالانضمام لجماعة إرهابية أسست على خلاف القانون، وبث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام".
وتسلمت المحكمة في جلسات سابقة تقريرا طبيا بالحالة الصحية للناشطة إسراء الطويل، بعد أن طلب دفاعها إخلاء سبيل موكلته على ذمة القضية نظراً لظروفها الصحية، مشيراً إلى أنها تحتاج رعاية طبية خاصة، لا يمكن توفيرها داخل مستشفى السجن، ليأتي التقرير ويؤكد تدهور الحالة الصحية لها، لتقرر المحكمة إخلاء سبيلها.
وكانت النيابة قد تسلمت تقريراً آخر من مستشفى السجن، يتضمن شرحاً تفصيلياً عن حالتها الصحية، والذي زعم أن الحالة الصحية لها تسمح باستمرار حبسها.
اقرأ أيضاً: مصر: إخلاء سبيل إسراء الطويل لتدهور حالتها الصحية
وعُرضت إسراء الطويل أمام النيابة 12 مرة تم تجديد حبسها خلالها، لتكمل بذلك يومها الثالث بعد المائتين، من اختطافها مع اثنين من أصدقائها من على كورنيش النيل في 1 يونيو/حزيران الماضي، وإخفائهم قسرياً لأكثر من 18 يوما، حيث لم يستدل على مكانها إلا بالصدفة عندما شاهدتها صديقة لها في سجن القناطر، رغم إنكار الداخلية اختطافها، في حين أن ظهور إسراء الطويل الأول كان أمام نيابة أمن الدولة العليا.
وتعرّضت إسراء لإصابة برصاص الشرطة المصرية أثناء قيامها بتصوير مظاهرات ذكرى ثورة يناير عام 2014، أدت لإصابتها بشلل مؤقت، استلزم خضوعها لجلسات علاج طبيعي لأكثر من سنة، وكانت في المرحلة الأولى لمحاولاتها المشي على قدميها حين تم اختطافها.
وعلى الرغم من تقديم محامي إسراء أكثر من طلب للإفراج الصحي عنها، إلا أن النيابة لم تستجب لأي من تلك الطلبات، في حين تؤكد التقارير الطبية وصور الأشعة من المستشفى الذي كانت تعالج فيه إسراء ومن الطبيب المعالج، أن حالتها كانت في تحسن مستمر، وأن منعها عن العلاج سيؤدي إلى سوء حالتها الصحية وانتكاسة قد تصل للعجز.
وطلبت منظمة العفو الدولية من السلطات المصرية، في بيان سابق لها، إخلاء سبيل إسراء الطويل، مشيرة إلى أنها قد تفقد قدرتها على السير، وتصاب بالشلل، في حال عدم تلقيها الرعاية الطبية داخل المعتقل.
وقالت المنظمة في بيانها إن إسراء الطويل، البالغة من العمر 23 عاما، مُحتجزة داخل سجن النساء بـ"القناطر" في انتظار محاكمتها، موضحة أن قضيتها كشفت حجم الانتهاكات الممنهجة داخل السلطات العقابية في مصر، والتي تراوح بين الإخفاء القسري للنشطاء و"عصب" أعين المعتقلين والتعدي عليهم بدنياً.
اقرأ أيضاً: إسراء الطويل تتنفس الحرية بدون "كلابشات"