وبحسب محامي المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة مجتمع مدني مصرية)، فإن القضية: "حلقة جديدة من حلقات الصراع الاجتماعي بين الفقراء ورجال الأعمال المدعومين من النظام الحاكم"، مفسّرا "ما حدث اليوم من تعاون بين رجال الشرطة وبلطجية رجل الأعمال فريد المصري، أحد أباطرة الحزب الوطني المنحل، والذي عاد رجاله يعبثون بمقدرات الشعب، ويضربون بالقوانين عرض الحائط، يؤكد حقيقة انحياز السلطة الحاكمة".
وبحسب محامي المركز، فقد ساند رجال مباحث مركز شرطة طلخا، بلطجية رجل الأعمال في أثناء هجومهم على الأهالي بالأسلحة الخرطوش، ما أسفر عن إصابة العشرات من أهالي القرية، والقبض على اثنين من المتضامنين مع الفلاحين؛ لمنعهم من نزول أراضيهم، التي سبق أن سلمها الأمن للورثة بموجب قرار من المحامي العام، لحين الفصل في شكوى قضائية، وذلك على الرغم من حصول الفلاحين على حكمين بأحقيتهم في الأرض.
وكانت قوة من الشرطة قد شنت حملة اعتقالات عشوائية يوم الجمعة الماضية، في صفوف فلاحي قرية (سرسو) التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، بعد ساعات من تعرضهم لاعتداء بالخرطوش من قبل عناصر حراسة خاصة تابعين لورثة أحد كبار الملاك.
ومن بين المقبوض عليهم، سيدة تدعى منى سامي إبراهيم، ورضيعتها البالغة من العمر سبعة أشهر، بالمخالفة للقانون، وعند محاولة إثبات تلك الملحوظة أثناء التحقيقات رفض المحقق إثباتها في محضر التحقيقات، مما دعا محامي المركز المصري للانسحاب من التحقيقات، لاتخاذ إجراءات التقدم بشكوى عن تلك الواقعة بشكل مستقل.
عودة الإقطاع
من جانبها، أعلنت حركة "الاشتراكيون الثوريون" دعمها الكامل وكل الإجراءات الدفاعية التي يتخذها الفلاحون في مقاومة السياسات الإقطاعية الجديدة لنظام السيسي، الذين يواجهون "إجراءات متوحشة تقوم تحت حماية ودعم بلطجية الداخلية وقمعها، بسحب أراضيهم التي تملكوها منذ فترة جمال عبد الناصر بعد مشاركتهم في حرب اليمن"، بحسب بيان صادر عن الحركة.
وأضافت الحركة "هؤلاء الفلاحون الذين يعتمدون اليوم بشكل كامل في معيشتهم على تلك الأراضي البالغة 43 فدانا؛ اليوم يقوم ورثة الإقطاعي فريد المصري بتواطؤ كامل من أجهزة الأمن، وبالحصول على قرار باطل من النيابة العامة، باسترجاع الأرض وذلك بالرغم من حصول الفلاحين على أحكام قضائية تفيد بملكيتهم للأرض، بعد سدادهم أقساطها على مدار العقود السابقة".
وأنهت الحركة بيانها بـ"اليوم يواجه الفلاحون الذين تم اعتقالهم وتجريدهم من ممتلكاتهم الشخصية، وتجريف أراضيهم وهدم الترع وتعذيبهم وإرهابهم كي يتنازلوا عن الأرض لورثة فريد المصري بمباركة تامة من نظام السيسي، والذي يعكس عودة متوحشة لسياسات الإفقار، وتوسيع ملكيات رجال الأعمال على حساب ملايين الفقراء من الفلاحين والطبقة العاملة والمهمشين".
فيديو لأهالي من سرسو يتحدثون عن اعتداءات متكررة من أجل التنازل عن أراضيهم:
اقرأ أيضاً:
1350 احتجاجاً في مصر خلال 3 أشهر
مصر: وقفة احتجاجية ضد تدمير الأراضي الزراعية
عيد الفلاح المصري: ديون وظلام وشح مياه