مصر تتّجه شرقاً لجذب سائحي الهند ومسؤولون يستبعدون النجاح

19 مارس 2014
القلاقل تدفع السياحة الأوروبية الوافدة لمصر للانحسار
+ الخط -
دفع انحسار حركة السياحة الوافدة إلى مصر من الدول الأوروبية، الحكومة الحالية إلى الاتجاه شرقاً، في محاولة لجذب سائحي الهند، فيما استبعد مسؤولون في غرفة شركات السياحة نجاح الحكومة في مساعيها لوجود صعوبات تسويقية وعدم كفاية خطوط الطيران بين البلدين.

وقال هشام زعزوع، وزير السياحة المصري، عقب لقاء مع رئيس اتحاد شركات السياحة الهندية محمد إقبال ملا، أمس الثلاثاء، إن مصر تستهدف جذب مليون سائح هندي خلال 3 سنوات، فيما توقع المسؤول الهندي أن يبلغ حجم السياحة الخارجية لبلاده نحو 50 مليون سائح للمقاصد المختلفة بحلول عام 2020.

لكن إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، قال في تصريح لمراسل "العربي الجديد"، إن الوضع الحالي لن يسمح بتنفيذ المستهدف من جذب مليون سائح من السوق الهندية على مدار السنوات الثلاث المقبلة.

وأضاف: "وزارة السياحة تستهدف جلب نحو 300 ألف سائح هندي، وهو ما يتطلب تسيير 5 رحلات يومياً لنقل السائحين. أعتقد أنه من المستبعد نجاح الفكرة، خاصة أنها تتطلب الاستعانة بشركات طيران خارجية، كالطيران الخليجي، للمساهمة في نقل السائحين الهنود، لصعوبة تحمّل مصر للطيران الحكومية تسيير هذا الكمّ من الرحلات بشكل يومي".

وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن شركة مصر للطيران تسيّر 4 رحلات أسبوعياً من مطار بومباي الهندي إلى القاهرة بواقع 145 راكباً للرحلة الواحدة، فضلاً عن تسيير رحلة أسبوعياً من مطار نيودلهي إلى القاهرة بواقع 263 راكباً للطائرة، أي 843 راكباً في الأسبوع الواحد.

وأشار إلى أن إجمالي الوفود القادمة إلى مصر سنوياً على متن الرحلات الهندية، تصل إلى نحو 42.1 ألف سائح.

وأضاف أن الأعداد الوافدة بهدف السياحة لن تتجاوز الـ20 ألفاً فقط، فيما يأتي الباقون لحضور المؤتمرات ومتابعة الأعمال.

وتراجع الدخل السياحي لمصر، خلال العام الماضي، إلى 5.9 مليارات دولار، مقابل 10 مليارات دولار خلال 2012، بسبب تراجع أعداد الوافدين بشكل حاد، لا سيما في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/ تموز.

وأصدرت 7 دول غربية تحذيرات سفر لزيارة شبه جزيرة سيناء، في النصف الثاني من الشهر الماضي، تخوفاً من استهداف مواطنيها، بعد إعلان جماعة تطلق على نفسها اسم جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن تفجير حافلة سياحية في طابا والتهديد باستهداف السائحين.

والدول التي أصدرت التحذيرات هي: ألمانيا وايطاليا وبلجيكا وهولندا وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية.

وتسعى وزارة السياحة إلى تكثيف حملاتها الترويجية لاستعادة الحركة الوافدة إلى البلاد، التي تمثل إيراداتها نحو 20% من العملة الصعبة.

وكانت هيئة التنشيط السياحي أطلقت حملات تعريفية بالمقصد الثقافي المصري في السوق الهندية، على خلفية توقيع مذكرة التفاهم بين الجانبين في مصر نهاية العام الماضي، على أن يتم تفعيل البرامج السياحية والرحلات خلال مارس/ آذار الجاري.

وتوقع رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية أن يصل إجمالي أعداد الوافدين من السوق الهندية خلال العامين المقبلين لنحو 70 ألف سائح سنوياً كحد أقصى.

وقالت منال برهان، مرشدة سياحية، إن السائح الهندي يستهدف بشكل خاص المناطق الآثرية، خاصة منطقة "الحسين" بوسط القاهرة لاحتوائها على مساجد تمارس فيها طقوس طائفة "البهرة".
وحسب موقع "ويكيبيديا" المعرفي على شبكة الانترنت، فإن بعض الموسوعات التاريخية تقول إن أصل "البهرة" من الفاطميين الشيعة الذين كانوا في مصر إبان العصر الفاطمي، وعندما انتهى العصر الفاطمي هاجر الكثيرون من مصر وانتقلوا من بلد إلى أخر حتى انتهى بهم المقام إلى جنوب الهند.

وأضافت منال برهان أن أعداد السائحين الهنود الذين يأتون إلى مصر ليس كبيراً، وبالتالي لا يتوقع أن يتم جذب الكثير منهم.

المساهمون