وكان عدد من محافظات مصر قد تعرض لثماني هزات أرضية خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، تنوعت أماكنها بين القاهرة والجيزة والإسكندرية والعريش والغردقة وشرم الشيخ ومدينة 6 أكتوبر بالجيزة، سببت ذعراً بين المواطنين، وكان آخرها الزلزال الذي ضرب محافظة الإسكندرية يوم 30 يناير/ كانون الثاني الماضي وشعر به سكان المحافظة لقوته.
وأصدرت آنذاك المحافظة بياناً أكدت فيه أن غرفة عمليات وإدارة الأزمات في المحافظة، لم تتلق أية بلاغات تتعلق بوجود أية خسائر أو إصابات نتيجة الزلزال، وأشار بيان المحافظة إلى أن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل سجلت فجر يوم 30 يناير الماضي زلزالاً "هزة أرضية" على بعد 440 كم شمال غرب مدينة الإسكندرية مركزه داخل البحر المتوسط.
وعقب تلك الزلازل، خرج المعهد القومي للبحوث الفلكية للتأكيد أن هذه الأمور طبيعية، وأن مصر لم تدخل حزام الزلازل، وهو ما كشف عنه الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والشبكة القومية للزلازل في تصريحات له، موضحاً أن دور المعهد هو رصْد تلك الهزات على مدار اليوم، مشيراً إلى أن مصر بعيدة كل البعد عن الأحزمة الزلزالية، ولكنها قريبة من بعض المناطق النشطة زلزالياً، مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر والمتوسط والبحر الميت، ما يجعل بعض المحافظات المصرية تتأثر ببعض الزلازل المتوسطة والضعيفة.
وحول خطورة تكرار الزلازل وتأثيرها في مصر، قال الدكتور أبو العلا أمين، أستاذ الزلازل في المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن تلك الهزات التي شهدها عدد من المحافظات المصرية، من الممكن أن تكون لها آثار سلبية على بعض المناطق، خاصة التي فيها عقارات قديمة ومتهالكة، والتي لا تمتلك أساسات قوية، مشيراً إلى أن منطقة "البحر الميت" وخليج العقبة لهما دور كبير في الزلازل التي ضربت عدداً من المدن السيناوية والإسكندرية خلال الأشهر الماضية.
كذلك بيّن أن كل هزة أرضية ترصدها الأجهزة، ولكن لا يمكن التنبؤ بالزلازل، وأوضح أن سبب الهزات الأرضية التي تحدث في العريش ومناطق البحر الأحمر، أن هناك ما يسمى الصفائح أو الألواح التكتونية، وهي طبقة عملاقة من الصخور، حينما تصطدم الصفيحة التكتونية بنظيرتها من قارة أوروبا، تنشأ خنادق وموجات ضعف، تنتج منها حركة في تلك الصفائح، وهي ما يولد الهزات الأرضية.