قال رئيس شعبة الثروة الداجنة بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، عبد العزيز السيد، إن استثمارات صناعة الدواجن المقدّرة بنحو 25 مليار جنيه (3.5 مليارات دولار) أصبحت مهددة بعد انتشار فيروس انفلونزا الطيور.
وأوضح السيد، لـ"العربي الجديد"، أن اجمالي عدد الوفيات من إنفلونزا الطيور في الفترة الاخيرة وصل إلى 8 حالات (أشخاص) من مجمل 14 حالة تعرضوا للإصابة بالمرض، أي أن نسبة الوفيات بلغت أكثر من 50%، وحذر من انهيار الثروة الداجنة في حالة انتشار المرض، ما يهدّد بتدمير هذه الصناعة والقضاء عليها، في حالة عدم اتخاذ الحكومة إجراءات لإنقاذها.
ولفت السيد النظر إلى أنه في حالة توسع المرض قد تضطر الدولة إلى منع تداول الدواجن بين المحافظات، ما يؤدي إلى نقص كبير في المعروض وتوقف عمل المجازر.
وحسب إحصائيات القطاع الاقتصادي بوزارة الزراعة، يبلغ عدد المزارع 29 ألف مزرعة على مستوى الدولة المفترض أن تنتج 1.3 مليار دجاجة سنوياً، لكن انتاجها لا يتعدى 615 مليون دجاجة منها 515 مليوناً من القطاع التجاري الاستثماري (المزارع) و100 مليون من الريف، أي ان المزارع تعمل بنصف طاقتها تقريباً، وفقاً لرئيس شعبة الثروة الداجنة.
وطالب السيد، الحكومة بتفعيل المذكرة التي سبق وأن تقدمت بها الشعبة إلى الوزارات الثلاث المعنية (الصناعة والتجارة، الزراعة، التموين) في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2013، والتي أوصت بهيكلة صناعة الدواجن بالكامل وخروجها إلي الظهير الصحراوي، وتحويل المزارع من النظام المفتوح إلي المغلق، والتحرك الإيجابي في انتاج الأمصال واللقاحات الخاصة بالأمراض الوبائية من العترات المصرية (اخر تحور للفيروس) من خلال مصانع مصرية، وتوفير مستلزمات أعلاف صحية.
وأضاف أن الدواجن هي أرخص أنواع البروتين، والصناعة الوحيدة التي استطاعت تحقيق اكتفاء ذاتي لفترة تزيد على 15 عاما، وحققت فائضاً للتصدير لمدة 5 سنوات.
وبدأت صناعة الدواجن في الستينيات من القرن الماضي بشركتين، وتطورت حتى استطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتي فى الفترة من عام 1990 إلى 2005، وبلغ فائض التصدير 25 مليون دولار سنوياً، ولكن انهارت الصناعة مع دخول أنفلونزا الطيور لمصر ولم تستطع الحكومات المتعاقبة حل المشاكل التي تواجهها.
وأكدت دراسة سابقة لاتحاد الغرف التجارية، أن صناعة الدواجن تأثرت في مصر بمرض أنفلونزا الطيور، مع بدء ظهوره بالصين في أكتوبر/تشرين الأول عام 2005، ثم انتقاله إلى مصر، حيث انخفضت أسعار الدواجن بنحو 30% خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الاول 2005 إلى فبراير/شباط 2006 وقت إعلان ظهور المرض.
وأشارت الدراسة إلى أن متوسط الاكتفاء الذاتي 2.2 مليون طائر يومياً، وأن نسبة العجز حوالي 260 مليون طائر، موضحة أن مصر ما زالت من ضمن أعلى 3 دول في توطن مرض أنفلونزا الطيور عالمياً، رغم الإجراءات الحكومية الاحترازية للحد من المرض.