مصر السيسي تفرح وسط أنين أسر المعتقلين

13 اغسطس 2015
تكتمل المعاناة حين يقفون بالساعات، يراقبون سيارات الترحيلات (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي تحتفل فيه الحكومة المصرية ومؤيدوها بافتتاح ما سمتها " قناة السويس الجديدة"، وتتعالى الأغاني والأناشيد الوطنية، وتحاول وسائل الإعلام خلق حالة من الاستقرار والرضا على حكم السيسي، على الجانب الآخر تعيش آلاف الأسر المصرية حالة من الحزن والألم والمعاناة حين يترددون على السجون والأقسام الشرطية والمحاكم، للسؤال عن حال أبنائهم، أو لمجرد الحصول على معلومات تؤكد بقاءهم على قيد الحياة.


وتكتمل المعاناة حين يقفون بالساعات، أمام الأقسام والمحاكم يراقبون سيارات الترحيلات وهي تنقل المعتقلين، علّهم يجدون أبناءهم في إحداها. وحتى عِند الزيارة المُصرح بها، يتعرض الأهالي أثناء انتظار ذويهم للمزيد من الإهانات والمُضايقات، بخلاف مشاق الطريق، وقطع البعض منهم مسافات طويلة من محافظات أخرى.

ومن بين هذه الأسر التي بلغ عددها أكثر من 45 ألفاً، حسب إحصائيات نشرها موقع ويكي ثورة، أسر تعيش بلا مصدر دخل، بعد أن اعتقل عائلها، فمنها من اضطر إلى بيع ممتلكاته أو الاقتراض.

طوابير الساعات في الشمس
في الساعة السادسة صباحا تبدأ أسر المعتقلين بالتحرك وصولاً إلى السجن القابع خلف قضبانه أبناؤهم وأباؤهم لتسجيل أسمائهم في كشوف الزيارة التي تمتلئ بمئات الأسماء وتحت وطأة الشمس المحرقة يقف الأهالي في طوابيرالموت بالساعات وسط ازدحام شديد نتيجة ارتفاع أعداد المعتقلين السياسيين بالإضافة للمسجونين جنائياً، تلك الطوابير التي تكون مصحوبة بحالات إغماء وإعياء شديد وصلت الى حد الموت كما في حدث للمواطن محمد عابدين زوج المعتقلة رشا منير.

وتضيف مديحة قرقر نجلة الدكتور مجدي قرقر"أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة والأمين العام لحزب الاستقلال" المعتقل بسجن العقرب منذ أكثر من سنة، أنهم ينتظرون من الساعة الرابعة فجراً حتى الثالثة عصراً أمام "العقرب" ليفاجؤوا أن الزيارة قد ألغيت بالرغم من تصريحات النيابة، والغريب أن إدارة السجن لا تُعيد لهم التصريحات حتى يتسني لهم الزيارة مرة أخرى. ذلك السجن الذي تحيط به هالة من الغموض بعد أن منع المعتقلون من الزيارة منذ 4 أشهر والذي شهد خلال الفترة الماضية حالات وفاة كثيرة نتيجة سوء التغذية ومنع الأدوية عن المعتقلين والذي أطلق عليه النشطاء "الإعدام البطيء" أخرها وفاة الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بعد منع الدواء عنه.

التطاول على الأهالي بالسب
يستمر مسلسل الاعتداءات على أهالي المعتقلين من قبل أفراد الشرطة المصرية أثناء زيارة ذويهم وتتنوع هذه الاعتداءات بين سباب وشتائم بأقذر الألفاظ حيث تصل في بعض الأحيان للضرب والاعتداء المباشر، بخلاف الطرق المهينة في التفتيش من العاملات بالسجن، والتي تصل إلى حد التفتيش الذاتي برغم مرور الزائرين خلال بوابة إلكترونية، وإذا اعترض أحد يمنع من دخول الزيارة وقد يتم منعه شهراً كاملاً، وكثيرا ما تقدم الأهالي ببلاغات تحرش ضد ضباط وأفراد الشرطة للنائب العام الذي تجاهلها تماماً.

الابتزاز المادي
"الشاي" هكذا يسمي رجال الشرطة الأموال التي يأخذونها من الأهالي والتي باتت مبدأ وقانون رجال الشرطة في مصر، وإن لم تدفع فعليك أن تتحمل المزيد من المضايقات والتعنت ومنع دخولك وقد يصل الأمر في بعض الأحيان لتلفيق قضية وسجنك كما حدث مع زوجة الدكتور محمد البلتاجي التي تواجه حكماً بالسجن 6 أشهر على خلفية مشادة مع أحد أفراد الأمن خلال الزيارة.

"خليهم يموتوا"
لا يتوقف التضييق على منع دخول الملابس والمعلبات فقط، بل أحيانا يشمل الأدوية وأدوات النظافة كما هو الحال مع معتقلي سجن العقرب الذين تم حرمانهم من الزيارة أربعة أشهر دون دخول أدوية على الرغم من أن معظمهم يعاني من أمراض مزمنة.
وأكدت مديحة قرقر في حديثها لـ "جيل العربي الجديد" أنه بعد إلغاء الزيارات قال لهم ضباط سجن العقرب "انتوا ايه اللي جابكم، اقعدوا في بيوتكم واعتبروهم ماتوا".

لقاء الدقائق والزيارة "الطبلية"
بعد رحلة من العذاب والمعاناة، يأتي اللقاء المنتظر، يدخل الأهالي الزيارة التي غالبا ما تكون دقائق، نظرا لكثرة الأعداد والتي لا تكفي لمجرد الاطمئنان على صحة المعتقل، وقد تسوء الأمور أكثر من ذلك ويمنع دخول الأهالي، مع الاكتفاء بدخول الزيارة فقط فيما يعرف باسم "الطبلية".

(مصر)
المساهمون