قامت قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصرية، بمداهمة منازل رافضي الانقلاب العسكري بقرية البصارطة في دمياط، شمالي مصر، فجر اليوم الاثنين، وقامت بإحراق ثلاثة منازل لمعتقلين.
وأفاد شهود عيان لمراسل "العربي الجديد"، أن "القوات أحرقت منزل محمد عادل بلبولة، وهو زوج المعتقلة (مريم ترك)، وكادت تقع كارثة محققة، إذ كان طفلا المعتقلة في المنزل ولم تنقذهما سوى العناية الإلهية، كما أحرقت منزل المعتقل (السيد أبو عبده)، ومنزل المعتقل (سامي الفار).
وتعد هذه المرة الأولى التي تتبع فيها السلطات الأمنية سياسة حرق منازل المعارضين، فقد اعتادت المداهمة وتكسير محتويات المنازل وسرقة محتوياتها الثمينة، كالمشغولات الذهبية والأموال والهواتف النقالة.
وتعد قرية البصارطة من القرى المناوئة للانقلاب العسكري، وتشهد تظاهرات يومية، واعتقلت قوات الأمن في وقت سابق عددا من بنات القرية. وحاصرت قوات الشرطة والجيش القرية من كل المداخل والمخارج عدة مرات في أوقات سابقة.
وفي مطلع مايو/أيار 2015، اعتقلت قوات الأمن نحو 13 سيدة وفتاة، فضلاً عن مقتل مجند، حملت وزارة الداخلية رافضي الانقلاب مسؤولية مقتله. وفي التاسع من الشهر نفسه، قتل نحو أربعة أشخاص خلال محاولة قوات الأمن المصرية اقتحام القرية. فيما أكدت مصادر من القرية ارتفاع عدد القتلى إلى 6 أشخاص.
وبدأت الأزمة مع إعلان انتفاضة القرية ضد انتهاكات مركز شرطة دمياط، وتلفيق التهم ضد معارضي الانقلاب، وحالات التعذيب المتكررة. وتزامن مع هذه الانتفاضة، قيام بعض الأهالي بقطع الطريق الدولي الساحلي، اعتراضاً على انتهاكات الشرطة بحق أبناء القرية.
وزاد من حدة الاعتراض والوقوف أمام جهاز الشرطة في دمياط، استمرار احتجاز بعض الشباب على الرغم من حصولهم على حكم بالبراءة من التهم المنسوبة إليهم، لتتواصل الاحتجاجات والتظاهرات، التي ضاعف من حدتها اعتقال قوات الأمن لـ13 سيدة وفتاة من المتظاهرات.
وحمل التحالف الوطني لدعم الشرعية في دمياط، قيادات الانقلاب والمحامي العام والنائب العام، ومؤسسات المجتمع المدني، ومنظماته الحقوقية، وجموع الشعب، مسؤولية اعتقال السيدات والفتيات الـ13.
وعقب تزايد حالات الغضب والاحتجاجات بفعل الانتهاكات المستمرة، وخصوصاً اعتقال السيدات والفتيات، وتحسباً لردة فعل قوية، حاصرت قوات الأمن القرية تماماً لمنع خروج تظاهرات منها، وقمع أي تحرك من الرافضين للنظام وأهالي القرية، كما داهمت عدداً من المنازل في القرية وسط حالة من الانتهاكات غير المسبوقة، وهو ما سبب تفاقم الأزمة.
|
اقرأ أيضا:مصر: "فتيات دمياط" يتعرضن لكشوف العذرية