تسري في مصر حاليا، حملة اعتقالات عشوائية تطاول الجميع، تقدر حتى الآن بـ150 حالة اختطاف في محيط وسط القاهرة، بحسب أنباء متداولة على ألسنة محامين ونشطاء سياسيين.
كما يتم تنشيط القضايا التي سبق أن حصل المتهمون فيها على أحكام بالبراءة أو إخلاء السبيل، من خلال إصدار أحكام غيابية بالجملة، تمهد لإعادة حبسهم من جديد.
بيان تحذير
وأصدرت حملة الحرية للجدعان، بيانا خاطبت فيه أسر المختطفين قسرياً على يد أفراد من الداخلية أو الأمن الوطني أو مباحث الأقسام، سواء كانوا مرتدين الزي الرسمي أو المدني، سرعة إرسال تلغراف للنائب العام نصه "السيد المستشار النائب العام، تم القبض على ابني/ ابنتي/ أخي/ أختي/ جاري/ زميلتي (حسب الظروف) بدون مبرر من قبل أفراد الداخلية أو من قبل أشخاص مرتدين زيا مدنيا، ورافضين ذكر هويتهم، لكن يظهر عليهم أنهم من رجال الأمن الوطني والمباحث (حسب المظهر). ونطالب باتخاذ الإجراءات القانونية، خوفاً من تلفيق التهم أو التعرض للتعذيب للمختطف(ة)، وتؤخذ صورة رسمية من التلغراف المرسل من سنترال رمسيس".
وقال البيان إن "هذا التلغراف يعتبر سندا هاما قانونياً ضد تلفيق التهم وضرب المتهم(ة)، وإثبات موعد الاحتجاز الفعلي وليس الورقي".
بيان الحملة |
سجل الاختطاف
وجاءت حادثة اعتقال إسراء الطويل وصهيب سعد وعمر محمد، لتضاف إلى سجل انتهاكات رسمت ملامح كئيبة لليومين الأخيرين في مصر.
وأكدت عائلات الشباب الثلاثة المختطفين أنهم خرجوا، عشية الاثنين الماضي، لتناول العشاء في منطقة كورنيش المعادي، إلا أنهم تأخروا بشدة، وفي اليوم التالي تمكن المحامون من معرفة خبر القبض عليهم، ولكن حتى الآن لم يستدل على مكانهم.
وأكد أسامة سعد الحداد، شقيق صهيب، أنهم لم يستدلوا على مكانهم حتى الآن.
وإسراء الطويل، شابة عشرينية، كانت تعمل مصورة صحافية مستقلة لعدد من الصحف المصرية، قبل الانقلاب العسكري.
اقرأ أيضا مصر: اختفاء الطالبة إسراء الطويل
وفي السياق ذاته، غيّب الموت، أمس الثلاثاء، المعتقل والناشط السيناوي، صبري الغول، أحد أبناء قبيلة الفواخرية في مدينة العريش، داخل مقر الكتيبة 101 في مدينة العريش.
وجاء خبر وفاة الغول بعد ساعات من إعلان المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، ضبطه خلال حملة أمنية، مساء الاثنين، وأنه تم تحويله إلى جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات.
يذكر أن الناشط السيناوي، صبري الغول، كان مطاردًا منذ أكثر من عام، بسبب رفضه حكم العسكر، حتى تم القبض عليه قبل أسبوعين وأفرج عنه الأسبوع الماضي، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى، قبل يوم من وفاته، فيما ذكر أفراد من عائلته أنهم وجدوا آثار تعذيب على جثمانه.
اقرأ أيضا: استقالة اتحاد طلاب مصري رداً على خطف طالب وقتله
كما أعلن المحامي في مركز نضال للحريات، محمد صبحي، اعتقال مجدي عاشور أحمد من منزله بدائرة قسم الهرم، مساء أمس الثلاثاء.
وعلق صبحي "حملة الاعتقالات المنتشرة، منذ يومين، زادت عن حدها، لدرجة أن أحد الزملاء المحامين قال لي: بالصدفة وأنا في قسم الهرم وجدت القسم كله مستعدا لمأمورية، فسألت أمين شرطة، فأجاب: أصلهم رايحين يجيبوا عضو في 6 أبريل".
أما عبدالرحمن أحمد البيلي، خريج كلية العلاج الطبيعي جامعة 6 أكتوبر، فقد اختطفته قوات الأمن المصرية يوم 31 مايو/أيار الماضي، من المعادي، الساعة 8.30 مساءً، من بين العديد من المارة في الشارع، الذين حاولوا الدفاع عنه، قبل أن يضرب أفراد الأمن طلقات النار في الهواء لإرهابهم، وإلى الآن لا يعرف أهله مكانه.
وإضافة للبيلي، هناك 9 شباب تم القبض عليهم أيضا، خلال اليومين الماضيين، وجميعهم من نفس الجامعة.
اقرأ أيضا: "لجان الامتحانات" مصيدة لمعارضي الانقلاب في مصر
أما الناشطة الشهيرة بداليا رضوان، أو فاطمة السيد محمد، فقد تم القبض عليها من منزلها يوم الأحد الماضي 31 مايو/أيار الساعة 11 مساءً، وذلك بعد يوم واحد من حضورها محاكمة الناشطة والحقوقية السكندرية، ماهينور المصري، ولم تعرض على النيابة حتى الآن.
عبدالله المهدي، شاب آخر اختطفته قوات الأمن المصرية من مكان عمله، بعد أسبوع واحد فقط من استشهاد شقيقه أنس المهدي، الذي فارق الحياة بعد أيام قضاها في غيبوبة، إثر الاعتداء عليه من عناصر الأمن الإداري والشرطة أثناء فض مظاهرة في جامعة القاهرة.
وأحمد طه السيد خطاب، الطالب في كلية الهندسة جامعة حلوان، ومسؤول اللجنة الثقافية باتحاد الطلاب، محتجز حاليا لدى فرع الأمن الوطني في أبوالنمرس بمحافظة الجيزة، منذ أن تم اختطافه أثناء عودته إلى المنزل الساعة 12 ليلاً، يوم السبت 30 مايو/أيار الماضي، حسبما أعلن أهله، ولم يتم تحرير أي محضر ضده أو ذكر سبب احتجازه حتى الآن، كما أعلنوا تعرضه للتعذيب.
اقرأ أيضا: اختطاف 28 طالباً بالأزهر وإحالتهم للنيابة بعد خمسة أيام