تضاربت الروايات، اليوم الجمعة، حول مقتل ثلاثة من عناصر جماعة "أنصار بيت المقدس" في سيناء، قبل يومين، خلال توجههم إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل، فيما أفيد عن مقتل اثنين من كبار قادة قوات الأمن المركزي المصرية، قرب قرية الشلاق غرب الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء اليوم الجمعة.
اغتيال عميدين في سيناء
وقضى الضابطان في قوات الأمن المركزي عقب استهداف مسلحين لهما بينما كانا يستقلان سيارة من دون إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.
وتبين أن الأول هو قائد قطاع الأمن المركزي لتأمين الحدود، العميد محمد سلمى، من قبيلة السواركة في سيناء.
وتلقى طلقات الرصاص في البطن والجانب الأيمن، أما مسؤول تأمين قطاع الحدود، العميد عمر فتحي صالح، فأصيب بطلق ناري في الرأس وآخر في الصدر.
وأوضحت الأجهزة الأمنية، أن منفذي الحادث كانوا بين أربعة أو خمسة أشخاص، يستقلون سيارة ولاذوا بالفرار.
وهذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، فمنذ ثورة 25 يناير 2011، يستهدف مسلحون ضباطاً في الجيش والشرطة خلال هجمات مسلحة متفرقة.
استهداف إسرائيلي لأنصار بيت المقدس
في هذه الأثناء، أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مقتل ثلاثة من عناصرها في سيناء، عقب قصف سيارتهم بطائرة إسرائيلية من دون طيار، مساء الأربعاء الماضي. وأوضحت في بيان أن "استهدافهم جاء عقب تكرار دك المغتصبات اليهودية بالصواريخ خلال حرب غزة".
وتبنّت الجماعة ثلاث عمليات إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية وقاعدة عسكرية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، آخرها منتصف الأسبوع الماضي. وأضافت أن "أسماء من قتلوا من عناصرها، هم: "خالد سليمان المنيعي (قبيلة السواركة)، ورضوان سليمان الخرافين ( قبيلة الرميلات)، وحلمي عودة البعيره (قبيلة الرميلات)".
وخاطبت الجماعة الإسرائيليين بالقول: "إن دماء مجاهدينا ليست أغلى من دماء أهلنا في غزة، وسنمضي في جهادنا حتى نطهّر الأرض من رجسكم ونأخذ بثأر أهلنا ونحرر أسرانا إن شاء الله".
واتهمت الجماعة الجيش المصري، بإغلاق معبر رفح ومنع الجرحى من العلاج، "والحرب على المجاهدين في سيناء، والسماح للطائرات الإسرائيلية أن تقصف في سيناء ثم التغطية على ذلك بتبني القصف".
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الجماعة عن قصف الطائرات الإسرائيلية بدون طيار لعناصرها، إذ أعلنت العام الماضي عن مقتل بعضهم، خلال تثبيت منصة إطلاق صواريخ لتوجيهها إلى إسرائيل.
في المقابل، أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، مساء الخميس، مقتل "ثلاثة من العناصر التكفيرية، لم يسمّهم، عقب تفجير سيارة من نوع "فيرنا"، في داخلها عدد من الصواريخ كانت متوجهة إلى خط الحدود الدولية".
وبدا لافتاً، أن رواية المتحدث العسكري لم توضح كيفية استهداف السيارة وقتل من بداخلها، سواء كانت بقصف مروحي أو مواجهات مباشرة مع راكبي السيارة، فضلا عن عدم تكذيب البيان المنسوب للجماعة.
وأكدت مصادر أهلية في سيناء، لـ"العربي الجديد" اختراق الطيران الإسرائيلي وتحديداً الطائرات من دون طيار للأجواء المصرية بصفة مستمرة، وأغلب تجولها عبر الشريط الحدودي والقرى الملاصقة للحدود مع الكيان الصهيوني، للقيام بعمليات استطلاعية.
من جهته، أشار الخبير العسكري اللواء عادل سليمان، لـ"العربي الجديد" إلى أنه "لا يمكن التحقق من اختراق طائرات من دون طيار إسرائيلية للحدود المصرية، وقصف سيارة سواء تابعة لأنصار بيت المقدس أو غيرها". وأضاف "الجيش المصري اعتاد خلال الفترة الماضية مواجهة العناصر المسلحة بالطائرات الأباتشي".