تفاقمت أزمة العمال فى عدة شركات ومصانع في محافظة الإسكندرية وتعددت الاحتجاجات والاعتصامات للتعبير عن حالة الاحتقان من تجاهل مطالبهم في صرف حقوقهم المادية.
ونظم المئات من عمال شركة "مساهمة البحيرة" اليوم الإثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة في منطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، تنديداً بتجاهل الحكومة وإدارة الشركة لمطالبهم، التي تتمثل في صرف رواتبهم المتأخرة منذ أكثر من 7 أشهر وحتى الآن.
وطالب العمال بتشكيل لجنة من قبل الدولة للتحقيق فيما وصل إليه حال الشركة من تردٍ وتدهور على كافة المستويات ومحاسبة المتسببين فيه إلى جانب صرف مستحقات العاملين المتأخرة من رواتب وحوافز وصندوق تأمين، مهددين بتصعيد موقفهم إذا لم يتم صرف مستحقاتهم.
ورفع المشاركون لافتات كتب عليها " لا لضياع حق العامل المصرى"، و"نريد صرف رواتبنا"، و"مرتباتنا ليست منحة ولكنها حق "،مطلبنا مش فئوية.. مطالبنا أساسية"بينما ردد البعض الآخر هتافات معادية لإدارة الشركة، لتجاهل مطالبهم.
وقال الموظف، سيد فتيحة، لمراسل" العربي الجديد" إن مطالب العمال بالشركة، ليست مطالب فئوية أو ضغط على الحكومة الجديدة، بل مطالب أساسية، مشيراً الى أن المرتب الحق الأساسي للموظف، المنصوص عليه في كل دساتير العالم أجمع".
واستنكر تجاهل كل من الإدارة والحكومة، صرف رواتب العاملين، التي أدت ببعضهم إلى التسول في الشوارع، ومحاولة البعض الآخر الإنتحار، خاصة مع بداية العام الدراسي وفى ظل ارتفاع الأسعار التي يعاني منها الجميع.
إضراب مفتوح
كما واصل عمال الشركة المصرية للنحاس بالإسكندرية إضرابهم المفتوح عن العمل احتجاجاً على تأخر صرف أرباح 5 أشهر، بحجة عدم وجود سيولة مالية لدى إدارة الشركة.
وقال إسلام فرغلي، أحد العمال المشاركين في الإضراب، إن كل الخيارات مفتوحة للاستمرار في الفعاليات الاحتجاجية والتي بدأت بالإضراب المفتوح عن العمل وصولاً إلى الاعتصام داخل مقر الشركة لمواجهة تعسف وقرارات إدارة الشركة، والتي لا تراعي حقوق ومصالح العمال.
وأكد أن مطالب العمال تنحصر فى إقالة رئيس الشركة القابضة للمعادن، وصرف مستحقاتهم وأرباحهم المتأخرة لأكثر من 5 أشهر، والتي تتمثل في 4 أشهر أرباح تصرف بحلول عيد الفطر المبارك، وشهر يصرف قبل دخول المدارس بالإضافة إلى تحديد ميعاد لصرف باقي الأرباح والمتمثلة في شهرين، خلال الجمعية العمومية للشركة، والتي من المقرر أن تقام مطلق الشهر المقبل.
وقال عرفه طه، إن إدارة الشركة تتخذ بعض القرارات المجحفة ضد العمال بحجة عدم وجود سيولة مالية وتهدد بتصفية وفصل عدد كبير منهم ضمن خطة مسبقة لبيع عدد من المصانع بحسب تعبيره
كما يواصل عمال شركة الإسكندرية للغزل والنسيج "عبود"، اعتصامهم المفتوح داخل مقر الشركة، وذلك احتجاجاً على فض قوات الأمن، لوقفتهم الاحتجاجية أمام مقر الشركة، مساءالأحد، مما أسفر عن إصابة 8 عاملين، من بينهم إصابة عامل بطلق ناري في الساق، وإلقاء القبض على 10 عمال، من بينهم المصابين.
اعتداءات على العمال
وتباشر نيابة سيدي جابر التحقيق مع العاملين بالشركة، لاتهام رئيس مجلس إدارة الشركة للعمال المقبوض عليهم ، بتعطيل العمل داخل الشركة، وقطع الطريق، مما أدى إلى تعطيل حركة المواصلات.
وأكدت سوزان ندى، محامي العمال ، استمرار الاعتصام داخل مقر الشركة، لحين الإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم، لافتة إلى أن انتظام العمل داخل الشركة دون خروج المنتجات خارج المصنع.
وأضافت ندى، أن الأزمة تصاعدت بداية الأسبوع الماضي، اعتراضاً على عدم صرف راتب شهر ونصف، بالإضافة إلى عدم صرف منح عيد الفطر والمدارس، والتي كان من المقرر أن تصرف منتصف شهر يونيو الماضي/ حزيران الماضي، وهو ما أثار استياء العمال فقرروا تنظيم وقفة احتجاجية للتعبير عن مطالبهم .
من ناحية أخرى أدان المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، قيام قوات الأمن بالاعتداء بالغاز والرصاص وطلقات الخرطوش على المظاهرة العمالية التى نظمها عمال مصنع الغزل والنسيج بالإسكندرية، للمطالبة بحقوقهم ومرتباتهم والعلاوات التي يقرها القانون.
وأشار بيان للمؤتمر إلى قيام العمال بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مصنعهم بوسط الإسكندرية على خلفية تحريرهم العديد من الشكاوى لمكتب العمل وخوض العديد من المفاوضات، مع إدارة الشركة التي تتعسف في صرف مستحقاتهم، وقامت بإبلاغ قوات الأمن لفض المظاهرة بالقوة، مما تسبب في إصابة عامل بطلق ناري و6 آخرين بالخرطوش، فضلاً عن إلقاء القبض على 8 عمال.
وأكد البيان، أن هذا يجرى في إطار حملات شرسة لقمع العمال والتنكيل بهم، مؤكداً أن عمال مصر لن يصمتوا طويلاً أمام هذا القمع الذي يحتمي فيه رجال الأعمال برجال الداخلية في تزاوج واضح لرجال الأعمال والسلطة.
بدوره، قال خالد طوسون، القيادي في المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، إن عمال الشركة كانوا نظموا وقفة اليوم احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم لمدة 7 أشهر، والمطالبة بالعلاوات المتأخرة، إلا أن قوات الأمن هاجمت الوقفة وأطلقت الغاز المسيل للدموع والخرطوش، وألقت القبض على عدد من المشاركين، فضلاً عن التسبب في إصابة الأشخاص المنوّه عنهم.
وأعلن اتحاد عمال شركه كفر الدوار للغزل والنسيج، الذي يضم 8 آلاف عامل في الشركة، تضامنه الكامل مع مطالب عمال شركه الإسكندرية للغزل والنسيج المشروعة في الحصول على الأرباح والحوافز الدورية، ورفض اعتداء قوات الأمن بطلقات على المظاهرة السلمية التى نظموها والتى تسببت فى إصابة عدد كبير منهم بجروح واختناقات .
وناشد الاتحاد، رئيس الوزراء والسلطات المختصة، اتخاذ اللازم تجاه مطالب العمال والنظر فى التطبيق الخاطئ لقانون التظاهر الذي تحول إلى عقاب لكل من يطالب بحقه ينتهي بقتلة او حبسه.
صرف الحوافز
وهدد موظفو وعمال وممرضو مستشفى شرق المدينة، التابعة لوزارة الصحة في الإسكندرية، اليوم الإثنين، بغلق العيادات الخارجية والاستقبال، والإضراب عن العمل، وذلك في حال عدم صرف الحوافز المتأخرة لمدة 9 شهور، أسوة بطاقم الأطباء، فيما امتنع عدد كبير منهم عن تقديم أي خدمات للجمهور والمرضى ، مؤكدين على استمرارهم في الاحتجاج إلى حين صرف الحوافز المتأخرة لهم.
وقالت منى محمد، موظفة في المستشفى، "لم يتم صرف أي حوافز مادية، للعاملين منذ عدة شهور وعلى الرغم من مطالبتهم الكثيرة، إلا أن الإدارة تؤكد عدم وجود أموال داخل المستشفى".
وأشارت إلى قيام العمال بمنع مدير المستشفى من دخول مكتبه، وذلك بعد رفضه صرف الحوافز لهم، ومنحها فقط للأطباء، مشيرة إلى أنهم أبلغوا الشرطة والأجهزة المعنية بامتناعهم عن العمل، إلا بعد صرف حوافزهم المتأخرة وإعطائهم نسبة من ميزانية المستشفى.