وأصدرت الهيئة العامة للاستعلامات (منظمة حكومية) بياناً ردّت فيه على تقرير "BBC" الذي أعدته أورلا جيورين. كذلك قرّر رئيس الهيئة، استدعاء مديرة مكتب "BBC" في القاهرة، لتسليمها ما جاء في هذا البيان في صورة خطاب رسمي لمطالبة هيئة الإذاعة البريطانية باتخاذ موقف لتصحيح ما أقدمت عليه مراسلتها من مخالفات مهنية في هذا التقرير، بحسب بيان الهيئة.
وقالت منار طنطاوي، زوجة الكاتب والباحث المعتقل، هشام جعفر، في ردها على ضياء رشوان: "تعلم أن لك مكاناً لديَّ لأنك وقفت معنا، ونقلت هشام إلى المستشفى بداية أول أشهر اعتقاله، ونظراً لمكانتك عند هشام جعفر فأنا مش هقدر أتكلم عنك أي كلمة بس هقول لحضرتك أرجوك كفاية فعلاً كفاية".
وأضافت: "الناس اللي دخلوا بيتي بالسلاح والمقنعين موجودين في مصر وأنا شفتهم بعيني.. تم اقتحام بيتي وتفتيشه والاستيلاء على كل ما يخصني من أوراق وأجهزة، حتى بتاعة الشغل، بدون إذن نيابة. حضرتك تعلم جيداً أن أنا والولاد تم احتجازنا 17 ساعة لغاية لما إذن النيابة يطلع.. حضرتك متقولش إن ده مش موجود لأنك لم تره بس إحنا اللي شفناه.. هشام وحقه كمسجون في العلاج وعمل عملية أصبح حلم.. ممنوع زيارة ممنوع كتب ممنوع تريض حبس انفرادي أكتر من عامين".
وتابعت: "ممكن حضرتك تدافع عن النظام وتقول إن الانتهاكات في السجون مش موجودة بطلب بسيط قوي من حضرتك للسجون بأنها تلتزم بتطبيق اللايحة بس كده.. تلاحظ حضرتك مقلتش تفرج عن المعتقلين الأبرياء واللي حضرتك تعلم جيداً أنهم أبرياء واللي قضوا أكتر من سنتين حبس احتياطي ويعتبروا مخطوفين طبقاً لقانونكم".
ومضت قائلة: "تعلم جيداً أن هشام جعفر ليس إرهابياً وتعلم جيداً ماذا فعل هشام جعفر وحضرتك أدرى مني بمجال عمله ومشروعاته اللي كانت بالتعاون مع مركز الأهرام أيام ما حضرتك كنت ماسكه وأن النظام وضعه في القايمة تنكيلاً وإرهاباً ليس إلا ولم تقل أي كلمة أو تصدر تصريح لما تم ده".
واستطردت: "وحضرتك بتدافع عن النظام أحب أعرف حضرتك إن هشام جعفر نايم على الأرض أكتر من سنة بدون غطاء في عز البر.. أعرف حضرتك إن هشام جعفر في زنزانته الانفرادي بتتساب عليه مياه المجاري باليومين لغاية لما جسمه يتهري أمراض جلدية.. أحب أعرف حضرتك إن هشام جعفر اعتدى عليه رئيس مباحث العقرب لما رفض يطلع ترحيلة تمثيلية للمستشفى ويتبهدل في عربية الترحيلات".
واختتمت رسالتها المطوّلة التي كتبتها في شقين بـ"مَعزّتك لدى هشام تمنعني أني أتكلم أكتر من كده وده آخر بوست موجه لحضرتك ويا رب يوصلك".
وردت منى سيف، شقيقة الناشط السياسي المعتقل علاء عبد الفتاح، على رشوان، في رسالة عبر حسابها على "فيسبوك" أيضاً، جاء فيها "السيد ضياء رشوان.. بخصوص بيانكم الأخير للرد على تقرير الـ BBC. قرّرت أرد فقط على النقاط الخاصة بأخي علاء عبد الفتاح".
وأضافت: "في النقطة 3 تحت بند "تناقضات" استخدمت علاء كمثال لنفي "التعذيب" كجريمة منهجية لم تتوقف عن ارتكابها الشرطة المصرية، رغم أنه في نفس الفقرة أشرت إلى السبب المتعارف لحماية علاء من الأذى البدني المباشر وهو لأنه "إحدى أيقونات الثورة المعروفة". وقرّرت كأي مسؤول شؤون معنوية تقليدي أن تستخدم مثالاً واحداً لنفي جريمة بتطول آلاف من المواطنين المصريين، أغلبهم مهمشين ومش معروفين".
وتابعت: "كمان حيث إنك اهتميت بشكل خاص باستخدام اسم علاء، فأحب ألفت انتباهك إلى تاريخ 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، لما الشرطة اقتحمت بيت علاء ورفضوا إبراز أمر النيابة واعتدوا عليه وعلى مراته وسرقوا ممتلكاتهم وخطفوه - أيوه خطفوه - وتوصلنا له تاني يوم أثناء عرضه ع النيابة داخل مبنى مديرية أمن القاهرة. قدمنا بلاغ بكل ده والبلاغ تم تجاهله تماماً من السلطات المعنية، بل وصلت بهم البجاحة إنهم ادّعوا أن علاء سلّم لهم ممتلكاته هو وزوجته طواعية. هابقى شاكرة لحضرتك لو التفت للبلاغ ده حيث إنك مهتم بالتفاصيل والدقة".
ومضت قائلة: "في نفس النقطة، كتبت نصاً "تجاهلت كاتبة التقرير في نفس السياق المغزى الحقوقي الإيجابي بسماح السلطات المصرية لعلاء عبد الفتاح وشقيقته سناء سيف المحكوم عليهما قضائياً بالخروج من سجنهما عام 2014 لحضور عزاء والدهما فور وفاته". أرجوك احكيلي أكتر عن "المغزى الحقوقي الإنساني" من حبس اثنين - زي آلاف ماكانش المفروض يتحبسوا - بقضايا سياسية ظالمة أصلاً، وحرمان أبوهم منهم في آخر أيام حياته وبعدين السماح لهم بحضور عزاه.. إنسانيتكم قاتلة".
جزء آخر من بيان ضياء رشوان، ردّت عليه منى سيف قائلة: "أخيراً، في نفس النقطة عاتبت كاتبة التقرير تجاهلها لحكم القضاء الإداري يوم 20 فبراير/ شباط بإلزام مصلحة السجون بإدخال الكتب والصحف والدوريات العلمية - والمراسلات على فكرة - لعلاء عبد الفتاح في سجنه.. مش مكسوف؟ بجد؟ حضرتك معتبرها حاجة تدعو للفخر إن سجين عشان ياخد حقوقه المنصوص عليها في القوانين واللوائح - مش مثلاً بيقترح حقوق إضافية جديدة ماخطرتش في بال المشرّعين والمسؤولين - يضطر يرفع قضية قدام مجلس الدولة ونتابع إجراءات وجلسات لمدة 14 شهر عشان في الآخر المحكمة تقر بحقه الأصيل!! وحضرتك معتبر دي حاجة تدعو للفخر والتبجح".
واختتمت رسالتها بـ"شوفلك شغلانة شريفة".
أما ليلى سويف، وهي والدة علاء عبد الفتاح، فقد اختارت جزءاً آخر من بيان ضياء رشوان، للرد عليه، بعيداً عن الجزء الخاص بابنها، وهو ملف المختفين قسرياً.
وكتبت سويف، عبر حسابها على "فيسبوك" أيضاً، بعدما صار المجال الوحيد للمعارضة: "يقول بيان هيئة الاستعلامات: "لم يذكر تقرير هيئة الإذاعة البريطانية البيانات الخاصة بحالة المدعوة "زبيدة" المزعوم اختفاؤها قسرياً حتى تمكن متابعة قضيتها، رغم إظهار صور وفيديوهات لها ولوالدتها ولمنزلهما، الأمر الذي يُلقى ظلالاً من الشك على نية الكاتبة وأهدافها، وأنه ليس منها محاسبة المسؤول عن المزاعم التي تعرضت لها المدعوة "زبيدة" التي وردت بالتقرير، حيث من المستحيل متابعة التحقيق بدون ذكر هذه البيانات".
وعلقت أيضا: "دي حالة اختفاء قسري معمول بيها بلاغات للنيابة منذ شهور، يعني البيانات المطلوبة موجودة عند النيابة اللي مفروض إنها الجهة اللي حتحقق لو حد ناوي يحقق ويحاسب المسؤول".
وأضافت: "ثم يقول البيان: ورد في التقرير أن الزعم باختفاء المدعوة "زبيدة" في المرة الثانية على يد الشرطة قد جاء على لسان والدتها التي لم تشهد بنفسها الواقعة، بل نقلت عن من قالت إنهم "جيران" دون أن تحددهم، ولم تكلف كاتبة التقرير نفسها عناء الاستماع من هؤلاء الجيران مباشرة، للتأكد من رواية الأم. وما أوردته الكاتبة على لسان الأم بخصوص الجيران المزعومين بأن أشخاصاً مسلحين مقنعين يؤكد نية اتهام الشرطة دون دليل واحد".
وقالت أيضا: "السيد كاتب البيان عايز الصحافية تعمل الشغل بدل النيابة، لو إن النيابة بتهتم ببلاغات المواطنين كان المفروض هي بقى اللي تدور على الجيران وتسألهم.. بس كله كوم والفقرة اللي جاية دي كوم تاني خالص" أن الحديث عن أشخاص مسلحين مقنعين لا وجود له في مصر إلا بالنسبة لقوات الشرطة الخاصة التي يجب أن ترتدى زياً رسمياً لم يشر إليه التقرير مطلقاً، وهو ما تقوم به كل القوات المماثلة في كافة دول العالم"، وعلقت "كافة دول العالم بتطلع ملثمين يقبضوا على الناس، وبتنشر قوات خاصة ملثمين في الشوارع في وسط المدنيين"، وتساءلت مستنكرة "كافة دول العالم حتة واحدة".
ونبهت إلى أنه "في نفس الوقت يتجاهل فيه البيان تماماً ما ورد في التقرير عن حالة الأستاذ إبراهيم متولي المحامي الذي اختفى ابنه قسرياً منذ أربع سنوات، فشارك في تأسيس رابطة أسر المختفين قسرياً، وكان في طريقه إلى جنيف للإدلاء بشهادته أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بالاختفاء القسري - خللي بالكم إن دي لجنة بتاعة الأمم المتحدة - فاختُطف من مطار القاهرة وبقي مختفياً لمدة يومين ثم ظهر أمام النيابة ووجهت له تهمة إدارة جماعة أُسست على خلاف القانون - اللي هي رابطة أسر المختفين قسرياً - ونشْر أخبار كاذبة".
وشددت على أن "كل فقرة في البيان مليئة بمثل هذه المغالطات المفضوحة وعلشان الفضيحة تكمل الخبر اللي في الأهرام بيقول "كما قرر الكاتب الصحافي ضياء رشوان رئيس الهيئة استدعاء مديرة مكتب بي بي سي بالقاهرة لتسليمها ما جاء في هذا البيان في صورة خطاب رسمي، لمطالبة هيئة الإذاعة البريطانية باتخاذ موقف لتصحيح ما أقدمت عليه مراسلتها من مخالفات مهنية في هذا التقرير". وردت على ذلك بـ"طيب حضرتك كاتب بيان استعباط علشان تقول للي مشغلينك إنك شطور وبتفنّد أكاذيب الـ BBC لازم يعني تكبر الفضيحة بإنك تسلمه رسمي لـ BBC".