قدّر عدد من المراقبين تكلفة انتخابات مجلس الشيوخ المصري، التى تنطلق الثلاثاء، على مدار يومين، بنحو ملياري جنيه، وتشمل تكاليف طباعة أوراق وأحبار وتجهيز أكثر من 14 ألف لجنة فرعية، و27 لجنة عامة ومكافآت لـ 18 ألف قاض، و120 ألف موظف، بخلاف تأمين اللجان من قبل قوات الجيش والشرطة.
وكانت لجنة الخطة والموازنة وافقت على تخصيص 500 مليون جنيه إضافية لصالح موازنة مجلس الشيوخ الجديد، وهو ما يعني تخصيص 2.5 مليار جنيه على مدار 5 سنوات، ليصل إجمالي تكلفة عودة مجلس الشيوخ نحو 4.5 مليارات جنيه. فيما يصل سعر الدولار إلى حوالي 16 جنيهاً.
ويقول الباحث في الشؤون الاقتصادية، عبدالنبي عبد المطلب، إن هذه الأموال المرصودة سواء للإنفاق على العملية الانتخابية أو للصرف على المجلس الجديد غير مؤثرة على موازنة تريليونية، ومع ذلك كان من الأفضل توجيه هذه الأموال لدعم التعليم، أو زيادة مرتبات المعلمين.
وأوضح أن دور مجلس الشيوخ تقلص كثيرًا في ظل ثورة المعلومات والإنترنت وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة، فمراكز الأبحاث والجامعات أقدر على إعداد الدراسات والأبحاث، وأولى بالموازنة المرصودة لمجلس الشيوخ، كما أن زيادة المؤسسات ستؤدي إلى التضارب في الاختصاصات.
وحول رد فعل المواطنين جراء إهدار مثل هذه الأموال يضيف عبدالمطلب: "المواطن العادي لا يشعر ولا يعرف ما يسمى في علم الاقتصاد بتكلفة الفرصة البديلة، ولذلك اهتمامه بهذا الإنفاق يكاد لا يذكر، بل ربما يراها البعض فرصة للعمل، وكسب بعض الدخل الإضافي كالعمل في الدعاية للمرشحين، أو على الأقل الجلوس على موائد المرشحين العامرة خلال فترة الدعاية الانتخابية".
ويشير الخبير الاقتصادي، أحمد ذكرالله، أن النص على عودة مجلس الشورى بمسماه الجديد "الشيوخ" جاء من خلال التعديلات الدستورية الأخيرة والتي جرت في ظل ذروة الأزمة الاقتصادية وعجز الموازنة المصرية واضطرار الدولة للاقتراض من صندوق النقد الدولي، وهو مؤشر يوضح كيفية تفكير السلطة في إنفاق أموالها العامة.
ويتابع: "هذا المجلس لا عائد من ورائه سوى توزيع أو شراء الولاءات السياسية من خلال العصبيات في القرى والنجوع، فلم يكن له أي دور على أرض الواقع لا سابقًا ولا حاليًا في النواحي التشريعية أو إعداد القوانين سوى أدوار صورية، وبالتالي هي أموال مهدرة، كان يجب أن تنفق على الأوجه التي يستفيد منها المواطن المصري".
ويتشكل مجلس الشيوخ المزمع انتخابه من 300 عضو، يتم انتخاب الثلثين كل 5 سنوات بنظامي القائمة والفردي، مع تخصيص 10 في المائة من المقاعد للمرأة، أما الثلث المتبقي فيتم تعيينه من قبل رئيس الجمهورية.