مصر: "السلفية" ترفض تأجيل "الشباب المسلم" والإخوان تلتزم بـ"السلمية"

27 نوفمبر 2014
اعتبرت الجبهة التأجيل استجابة لتهديد النظام (فرانس برس)
+ الخط -
رفضت "الجبهة السلفية" في مصر دعوات تأجيل تظاهرات غد الجمعة، المعروفة بـ"انتفاضة الشباب المسلم"، في وقت أكدت فيه جماعة "الإخوان المسلمين" الاستمرار بالحراك الثوري مع "مراعاة الالتزام بالسلمية كشعار للثورة المصرية، وتجنب التواجد في أماكن تمركز الجيش والشرطة ورفع أعلام مصر والشعارات الثورية المعتادة والانتشار في كل ربوع مصر وشوارعها وميادينها".

وأوضحت "الجبهة السلفية"، في بيان، أن "التأجيل سيدفع إلى الإحباط في صفوف الشباب المسلم، وهم رأس مالنا في هذا الحراك، وسيفقدهم الحماس ويشعرهم بالهزيمة، مع ملاحظة أهمية الحفاظ على الطاقات البشرية ﻷقصى درجة، ولذلك فالنزول وإثبات الموقف، ولو كان محدودا، أفضل".

وأضافت "مقصود الحراك هو رفع قضية الهوية وراية الشريعة، ومن الخطأ الخلط بينه وبين الاستنزاف الاقتصادي أو الإنهاك الأمني، فهو مقصود لذاته وله الأولوية".

كما شددت على أن "التأجيل سيبدو استجابة للتهديد (النظام) بمجازر ونجاح مخطط إرهاب الناس، والخروج من الشارع كقوى محركة وفاعلة في الحدث، مما يدفعه لتكرارها ضد أي حراك آخر مع ملاحظة أنه يمتلك الإعلام ولا ينظر للبعد الاقتصادي، فلن يرهقه تكرار المحاولة".

وأكدت الجبهة أن "النظام لن يوقف سيناريو العنف، الذي هم أهله لو كانوا قد خططوا له بالفعل وسيستخدمون أجهزتهم الإعلامية الفاسدة بشكل مبالغ فيه لترهيب المجتمع".

ولفتت إلى أن "الإنهاك العملي على اﻷرض مع الحفاظ على اﻷرواح أولى، وهو المطلوب، ولذلك أيّاً كانت نتائج هذا اليوم، فاستمرار التظاهر في موجات ثورية متتابعة مع رصد التكهنات الشائعة باستغلال الحدث لتسويغ انقلاب داخلي لن يوقفنا عن استمرار النضال لو افترضنا حدوثه".

وكانت نداءات قد طالبت "انتفاضة الشباب المسلم" بتأجيل فعاليتهم الأولى، "ثورة المصاحف"، يوم الجمعة 28 نوفمبر/تشرين الثاني، باعتبار أن فكرة التأجيل مفيدة من حيث إدارة الصراع وبأقل خسائر.

في غضون ذلك، دعت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، "رافضي الانقلاب العسكري إلى تفويت الفرصة على النظام الحاكم، الذي اتهمته بالتخطيط لمجازر، بالحفاظ على الدماء المصرية وادخارها للدفاع عن الوطن ضد أعدائه، وذلك بعدما تواترت أنباء بتدبير مؤامرات من قبل أجهزة أمنية، لارتكاب مجازر في حق المتظاهرين وعموم الشعب المصري بعد الاستجابة الكبيرة للحفاظ على الهوية في دعوة لانتفاضة الشباب المسلم".

وأكدت الجماعة، في بيان، "استمرار الحراك الثوري غداً الجمعة تحت شعار تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب "الله أكبر.. إيد واحدة" مع مراعاة الالتزام بالسلمية كشعار للثورة المصرية، وتجنب التواجد في أماكن تمركز الجيش والشرطة ورفع أعلام مصر والشعارات الثورية المعتادة والانتشار في كل ربوع مصر وشوارعها وميادينها.

وشددت على أن "ثورة الشعب مستمرة حتى رحيل العسكر والقصاص للشهداء، مؤكدة أن من يرتكب أعمالا غير سلمية أو يرفع شعارات غير ذلك لا ينتمى إلى الثوار"، محذرة من "أجهزة المخابرات والأمن التي قد تصطنع أحداث عنف لتبرر منهجها المعهود في القتل والقمع ونحمل الانقلاب الدموي مسؤولية أي دماء مصرية أو انتهاكات في هذا اليوم".

إلى ذلك، رفضت "الجماعة الإسلامية"، المشاركة في تظاهرات الغد، بحجة أنها "لا تتفق مع الدعوة، وتحقيق أهداف ثورة يناير هو مهمة لكل أبناء الوطن، وأنه ينبغي أن يتوافق الجميع على أسس بناء الوطن وأن يتشاركوا في صياغة مستقبله".

وأضافت الجماعة في بيان، الشريعة الإسلامية مطلب شعبي وأنه إحدى مسلمات المجتمع المصري، إلا أننا لا نغفل أن الدعوة إلى التوافق من صميم الشريعة الإسلامية مادام ذلك التوافق قائما على أسس وأهداف صحيحة".

دلالات