مصري قرر تسليم نفسه للشرطة لإثبات براءته.. فقتلته

06 اغسطس 2015
تصفية المعارضين خارج القانون (العربي الجديد)
+ الخط -


قامت قوات الأمن المصرية، صباح اليوم الخميس، بتصفية المعارض المصري، مجدي بسيوني، في منطقة العياط في الجيزة، في إحدى الشقق السكنية.


وأفاد مقربون من أسرة الضحية بأن قوات الأمن دهمت منزلهم في منطقة الطوابق بفيصل بالجيزة، مساء أمس، بحثاً عن ابنهم فلم يجدوه، ثم اتصل بهم أحد أفراد الأمن، صباح اليوم، وأبلغهم بمقتل ابنهم في إحدى الشقق التي كان يتواجد فيها.

وأعلن الشاب المصري، مجدي بسيوني، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، أنه سيقوم بتسليم نفسه للشرطة، لأنه لم يرتكب جرماً كي يهرب، بعد أن عاش مطاردا داخل وطنه فترة من الزمن.

وكتب بسيوني "بصو يا جدعان. أفيدوني. أنا هسلم نفسي بعد 10 أيام طالما أنا واثق في نفسي ومعملتش حاجة هخاف من إيه؟"، مضيفا "كده كده هيجيبوني ليه أعيش مطارد؟".

لم يكن بسيوني، العضو بحركة "حازمون" التي أسست لدعم المرشح الرئاسي السابق، حازم أبو إسماعيل، خلال انتخابات الرئاسة 2012، يدرك وهو يكتب هذه الكلمات يوم 5 أغسطس/آب الحالي أن الشرطة، التي قرر أن يسلم نفسه لها، قررت أن تقتله غير عابئة ببراءته.

وقضى بسيوني فترة من الزمن مطارداً داخل مصر، بعد أن أطلق سراحه من الحبس احتياطيا لفترة طويلة، على ذمة مشاركته في تظاهرات رافضة للانقلاب العسكري في مصر.

لم تمهل الشرطة المصرية الشاب الذي كره أن يعيش مطاردا في بلاده، ولم تعطه الفرصة حتى يثبت أنه ليس متهما، كما لم تعطه الفرصة حتى يسلم نفسه ويؤكد أنه ليس هاربا، فقامت باقتحام منزل كان يعيش فيه، ومنه كتب قراره بتسليم نفسه خلال عشرة أيام، وقامت بقتله، ثم أعلنت في بيان رسمي أنه "تم قتله عقب تصديه للقوات ومبادلتها إطلاق النار".


وكانت منظمة هيومن رايتس مونيتور قد تقدمت بشكوى إلى المقرر الخاص بالقتل خارج إطار القانون في الأمم المتحدة، في يونيو/حزيران الماضي، بشأن زيادة حالات القتل خارج القانون، التي تقوم بها قوات الأمن. وذكرت المنظمة إن "الشرطة المصرية قتلت 5 أشخاص خارج القانون خلال أسبوع، منهم إسلام عطيتو، الطالب بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، وسيد عبد ربه في عزبة النخل بالقاهرة، والطفل أحمد حفناوي شحاتة (15 عامًا)، الذي لقي حتفه الجمعة 22 مايو/أيار جراء إصابته برصاص الشرطة أثناء تواجده أمام منزله بقرية ناهيا في الجيزة".

اقرأ أيضاً:آلاف يشيعون جثمان الطالب المصري إسلام عطيتو (صور وفيديو)

وأشارت كذلك إلى مقتل "أحمد حسن عبد اللطيف مرعي، فني هندسة بالإدارة الصحية في حلوان، وسعيد سيد أحمد السيد"، مؤكدة أن تلك الجرائم ليست الأولى من نوعها التي يرتكبها رجال الشرطة المصرية، فخلال الشهر الماضي تكرر الأمر مع مواطن، يدعى همام محمد أحمد عطية، الذي قتل في منزله أمام أطفاله.

وطالبت المنظمة المجتمع الدولي، والمقرر الخاص بالقتل خارج نطاق القانون في الأمم المتحدة، بضرورة التدخل للوقوف على الأوضاع الحقوقية المتدنية في مصر، بعد تزايد حالات القتل خارج إطار القانون، على يد جهاز الشرطة، مع ضرورة إقامة محاكمات عادلة لقادة وضباط جهاز الشرطة الذين يعطون الأوامر، ويقومون بتنفيذ تلك الجرائم، والمتسترين عليها كالأجهزة القضائية.

وكانت قوات الأمن قد قامت بتصفية 9 من قيادات الإخوان المسلمين بإحدى الشقق السكنية، في يوليو/تموز الماضي، ثم قالت إنهم قتلوا خلال اشتباكات مسلحة أثناء اعتقالهم، وقامت بتصويرهم بجوار أسلحة.

اقرأ أيضاً:"التعذيب الممنهج" يحصد أرواح مئات المصريين شهريّاً