تسلّمت، اليوم الإثنين، الأكاديمية اليسارية ليلى سويف، رسالة من ابنها الناشط السياسي المعتقل، علاء عبد الفتاح، بعد محاولات عديدة، دفعت الأسرة ثمنها على مدار ٢٣ يوماً مضت، منذ تسلمها آخر خطاب منه.
وكتبت سويف، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنها تسلمت الرسالة، وأنه أخبرها فيها بأنّه بخير، وهو يرسل السلام لكل أصدقائه ومحبيه.
وكتبت: "أخيراً استلمت جواباً من علاء. رحت النهارده السجن بناء على كلام مأمور قسم المعادي امبارح معايا، وفعلا استلمت جواباً من علاء، وهو كويس وبيسلم على الناس كلها، وراسم رسماً لخالد فواضح إنه كويس فعلا. أشكركم كلكم على اهتمامكم ومساندتكم، ومشاركتي القلق والفرحة، وأتمنى ألا نتوقف عن الاهتمام بالموضوع ده لحد ما يبقى كل سجين في مصر مسموح له بالتواصل المنتظم مع أهله. أنا مضطرة آخد هدنة يومين علشان أنتهي من تصحيح أبحاث طلابي، وبعد كده طبعا لسه معارك كتير ربنا يقدرنا كلنا عليها".
كانت سويف قد لجأت إلى قسم شرطة المعادي جنوبي القاهرة، أمس، لتحرير محضر بتسليمها بعض المستلزمات لعلاء، وامتناع إدارة السجن عن تسليمها خطاباً منه.
ومن أجل استلام هذا الخطاب، باتت أسرة علاء عبد الفتاح، أمام بوابات سجن طرة، جنوبي القاهرة، وتعرّضت للسحل والضرب والتنكيل، وتمّ اعتقال شقيقته الصغرى سناء في 23 يونيو/حزيران، من أمام مكتب النائب العام المصري، في إطار مسلسل التنكيل الذي تتعرّض له أسرة الناشط والمدوِّن المعتقل علاء عبد الفتاح، بسبب محاولاتها المستمرة للاطمئنان على صحته، في ظلّ تفشي فيروس كورونا في مصر.
وقررت نيابة أمن الدولة العليا في 23 يونيو/حزيران 2020، حبس الناشطة سناء سيف، شقيقة علاء الصغرى، خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيقات، في القضية رقم 659 لسنة 2020، وذلك بعد اتهامها بـ "نشر أخبار كاذبة، التحريض على ارتكاب جرائم إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".
ويستمر التعنّت ضد أسرة علاء عبد الفتاح، منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي.
ففي 13 إبريل/نيسان 2020، قرّر الناشط والمدوِّن علاء عبد الفتاح، المحبوس احتياطياً على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019، والمودع سجن شديد الحراسة 2 بمجمع سجون طرة ب، الإضراب عن الطعام اعتراضاً على قرار وزارة الداخلية بعدم نقله من محبسه لحضور جلسات تجديد حبسه، وهي مخالفة لقانون الإجراءات الجنائية.
ومنذ ذلك التاريخ، قررت ليلى سويف، والدة الناشط علاء عبد الفتاح، الانتقال يومياً إلى منطقة سجون طرة بهدف إدخال بعض المستلزمات الطبية (مطهرات، أدوات تعقيم) إلى علاء، مع طلب استلام خطاب منه للاطمئنان على صحته، خصوصاً وأنّ وزارة الداخلية قد قررت منع الزيارات داخل السجون، منذ مطلع إبريل الماضي، مع العلم أن أسرة علاء لا تتمكن من الاطمئنان عليه أثناء جلسات تجديد حبسه، بسبب تعذّر نقله من قبل وزارة الداخلية.
ونتيجة رفض وتعنت إدارة السجن، بشكل متواصل، السماح لسويف بإدخال المستلزمات الطبية أو استلام خطاب للاطمئنان على نجلها، قررت سويف الاعتصام أمام مجمع سجون طرة.
وفي 18 مايو/أيار 2020، تمكّنت أسرة علاء من إدخال المستلزمات الطبية له، بعد مرور أكثر من شهر على إضراب علاء عن الطعام. وتمكّنت الأسرة من الحصول على رسالة منه، أبلغهم فيها بوقف إضرابه عن الطعام، بعد وعود بنقله لحضور جلسات تجديد الحبس وتمكين أسرته من الاطمئنان عليه، عبر السماح بتسليمهم رسالة أسبوعية من علاء.
لم تفِ إدارة السجن بوعودها لأفراد أسرة علاء، وامتنعت عن تسليمهم أية خطابات منه للاطمئنان عليه، ما دفع بالأسرة إلى معاودة البقاء أمام السجن إلى حين تنفيذ طلبهم.
وفي 20 يونيو/حزيران 2020، قررت والدة علاء الاعتصام مجدداً أمام السجن، لحين استلام رسالة من نجلها، وفق الوعود السابقة من إدارة السجن، ووفق ما تنص عليه المادة 38 من قانون تنظيم السجون.
ثم في 22 يونيو/حزيران 2020، تعرضت أسرة علاء (والدته وشقيقتاه منى وسناء سيف) للضرب المبرح والسحل، إضافة إلى سرقة متعلقاتهم الشخصية من قبل مجموعة من السيدات أمام مجمع سجون طرة ب، على مرأى ومسمع، وتحريض قوة حراسة السجن.
في 23 يونيو/حزيران 2020، حاولت أسرة علاء عبد الفتاح تقديم بلاغ إلى مكتب النائب العام، حول ما تعرّضت له من اعتداءات أمام السجن. وفي اليوم نفسه، أثناء وجودهم أمام مكتب النائب العام، اختطفت قوة أمنية (بزي مدني) سناء سيف في ميكروباص، ولم تلبث أن ظهرت في نيابة أمن الدولة العليا بالتجمّع الخامس. واتهمت النيابة العامة، في اليوم ذاته، سناء سيف بنشر أخبار كاذبة، والتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وقررت حبسها لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق في القضية رقم 659 لسنة 2020.