مصر:لمسات اجتماعيّة في ساحات اللجان الانتخابية

28 مايو 2014
اختلطت الاجتماعيات بالانتخابات الرئاسية (جوناثان رشاد/Getty)
+ الخط -

"لا بيقولك في شبرا امبارح، الاحتفالات استمرت طول اليوم"، يقولها عسكري شرطة بزيه الأبيض، لضابطه الذي يشاركه لون الزي فقط، ولكنه يختلف عنه كثيراً في "النجوم" المتراصة على كتفيه ونظارته الشمسية الثمينة والهاتف المحمول الباهظ الثمن بين أصابعه.

وبينما يستمر العسكري في الوصف و"المبالغة" بأن "أحداً لا يستطيع دخول شبرا المحتفلة أمس"، ظلّ ضابط الجيش جالساً بجوارهما، غير مبالٍ بما يدور من حوله من أحاديث، مبقياً عينيه على شاشة هاتفه المحمول.

مشهد ستجده كثيراً كلما تنقلت بين مدارس ولجان الانتخابات الرئاسية، التي تستمر ليومها الثالث و"الأخير حتى الآن"، والتي يتنافس فيها المرشحان الرئاسيان، عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي.
"قوليلها تستهدي بالله، وتعمل حساب ابنها الصغير وتروح مع جوزها على بيتها، ومش كل يومين تيجي تشتكي"، هكذا ظلّت إحدى موظفات لجنة مدرسة الثورة بمصر الجديدة، شرق القاهرة، تتجول في فناء المدرسة وتتحدث لأكثر من 10 دقائق، فيما تراقب بعينيها كل مَن يمر بجوارها، قبل أن تنهي مكالمتها العائلية لتلبية نداء رئيسة اللجنة التي تسأل عنها.

في مدرسة الرشيد القومية، التي باتت أشبه بـ"ثكنة عسكرية" تنتشر في فنائها ثلاث مدرعات للجيش، وعلى بابها سيارتا أمن مركزي، وبجوارهما وقف عشرات الضباط والجنود والعناصر الخاصة الملثمة. كل تلك التعزيزات والكثافة الأمنية الهائلة، تعود لالتصاق المدرسة بسور قسم مصر الجديدة، في شارع جانبي متفرع من ميدان الجامع.

وسرعان ما يتلاشى المشهد الأمني المريب، بمجرد صعود بضعة درجات توصلك الى مدرسة جميلة، تملأ جدرانها صور أطفال متفوقين، على لوحات مزركشة ومزينة. هناك المدرسة الابتدائية. سقفها عالٍ، وجدرانها بيضاء، وهناك أيضاً في إحدى لجانها الانتخابية، تهامست موظفة مع صديقتها، التي تشاركها "الدكة" الصغيرة نفسها التي يجلس عليها طلاب الابتدائي. همسٌ لم تقطعه سوى بضع ضحكات خرجت من إحداهن أو كليهما، فآثرن بعدها الصمت قليلاً، والنظر للقاضي الذي استهواه النظر من نافذة اللجنة، للتأكد من عدم انزعاجه من أحاديثهما الجانبية.

أسعار الخضار، وانقطاع الطاقة، والارتفاع الشديد في درجة الحرارة، كان لها نصيب وافر أيضاً من أحاديث موظفي اللجان الانتخابية الخاوية إلا من القليل من الناخبين، خصوصاً أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء.
"الأعداد قليلة، وتتناقص بمعدل سريع من اليوم الأول للثالث"، هذا ما أجمع عليه قضاة عدة في عدد من المدارس واللجان الانتخابية. فأحدهم يرى أن "الأعداد في تناقص مستمر. مَن أراد المشاركة في الانتخابات فعلياً، شارك في اليومين الأوّلين"، وآخر يرى أن "اليوم الأول شهد طوابير للناخبين، فيما تميّز اليوم الثاني بارتفاع درجة حرارته، وحظي اليوم الثالث بأقل نسبة تصويت".
وفي مدارس السيدات، بدت اللجان الانتخابية خاوية إلا من القليل من الناخبات المتقدمات في السنّ.

المساهمون